المقالات

الهاتف الذي طلبته مغلق أو خارج نطاق الخدمة (حوار حقيقي وجميل )


بقلم علي الموسوي / هولندا

في وقت متأخر من الليل فجأة يدق هاتفي ( المحمول ) ... أفرك عيناي وأنظر الى الرقم الذي ظهر على الشاشة .. ليس عراقنا ولاأثيرنا ، ولا رائحة له ولاطعم من ألوان بلادنا من اين هذا الاتصال ياترى! .. لاأخفيكم ترددت في الاجابة وفي زحمة التفكير والشكوك من هذه المكالمة .. انقطع الخط ولكنه عاود الاتصال ... أخذتني الجرأة وأجبت على المتصل ... للوهلة الأولى استغربت من جودة الخط وصفاء المكالمة ولكني أحسست هنالك صدى ضعيف يتردد وكعادة العراقيين وشكوكهم ( الخط مراقب ) !! ...

ألو من هذا المزعج في منتصف الليل ... أخذ يقهقه بصوت عال وبادرني لك حبيبي سيدنا شلونك آني مشتاق لك كلش هوايه .. آسف جدآ انت منو ؟ ... حقك ماتعرفني صار أكثر من ثلاثين سنة !.. عيوني آني ( ع م ل ) ... تلعثمت الكلمات واختلجت مع المشاعر لتصل الى الخناق وتنفجر وأصبحنا نبكي كالنساء في لحظة المصائب !! المهم بدأنا بالحديث والعتاب والمحب يعتب كما هي عادة العراقيين ... وكان سؤالي الأول كيف هو الحال مع زوجتك الأمريكية ؟؟ ... نسألكم الدعاء !!.. وكيف الأولاد !! .. التحقوا بها ... وأين أنت الآن ومن أي ولاية أمريكية تتصل ؟ ... فأجاب وبدون تردد من ولاية المنطقة الخضراء .. ولم استوعب الجواب الا بعد حين لان الاتصال يبدو من أمريكا ثم استدركت وهل تقصد في العراق ... نعم نعم وأنا موظف في السفارة الأمريكية ومقرب جدآ الى كبار المسؤولين فيها.... عجيب !!!! عزيزي حبيبي أبو فلان لماذا اخترت هذا المكان ألا تخاف من العواقب ؟؟ لالا قطعآ انت متوهم وآني بربيع !!! خيرانشالله وأسأل الله يحفظك من كل سوء ومكروه ...أجاب صديقي شكرآ لك بس لاتنسوني من الدعاء .... واستدرك متسائلآ وماذا عنك سيدنا ؟؟ نحمد الله ونشكره لقد ذهب الطاغية صدام ولكن !! من المؤسف أن يكون القادم الجديد ليس في مستوى الطموح والآمال !!! نعم صحيح جدآ وهذا الحديث نسمعه أيضآ من الأمريكان أنفسهم ... عجيب جدآ وهل بات تقيم الأمريكان يتطابق مع نذهب اليه ... بالتأكيد ولعل ذلك كان ضمن سياستهم المقصودة والمرسومة لمستقبل العراق طالما بقوا هم في العراق !! وعلى أي حال من المهم أن تعرف ان اتصالي هذا لك هو خير وبركة واني أدعوك لمشاريع تجارية كبيرة وأنا أثق بك كثيرآ .... جاء جوابي سريعآ يعلوه نبرة من الغضب وهل تريدني أن أكون ضمن معادلة العم سام ؟... ضحك كثيرآ وقال هون عليك فأنا أعرف جهادك وعملك وانتمائك منذ صباك ، وأنت لست أكثر من اخوانك !! ومن هم ياترى اخواني الذين تتحدث عنهم ؟

نعم معظم السياسين ، الكبار منهم والصغار ، وهم يعرفونك جيدآ ولدي مع معظمهم علاقات ممتازة والكثير منهم يتمنى الاتصال بي والحصول على رقم هاتفي لترتيب اللقاءات مع المسؤولين الأمريكان !!! وهل لك في ذلك مقابل ؟ بالتأكيد فيد واستفيد !!! وعلى أي أساس ؟؟ سيدنا لاتستعجل الامور سوف نلتقي كثيرآ وسوف تتعرف على الكثيرين وسوف تصل الى مرادك انها مسألة وقت لاأكثر !! ولكن أين هي المبادئ ؟ أين الدين ؟ أين القيم ؟ وهل المادة والجاه والمنصب هو ما نصبوا اليه لا يا أبو فلان أشكرك على هذه الدعوة الكريمة وانت مخطأ في الاتصال وسوف أشترك هذه المرة مع السادة المسؤولين مكرهآ في عدم الرد على الاتصال وسيكون الجواب دائمآ وأبدآ رقم الهاتف الذي طلبته مغلق أو خارج نطاق الخدمة ... سيدنا لم أكن أتوقع منك هذا الجفاء وانك تعيش في عالم الأحلام ، وتمني نفسك بفلان وفلان ، لقد كان هذا كان ياماكن في قديم الزمان !!!!! ووأنا أريد لك الخير وقد التقيت بالكثير من السياسين الكبار والمتدينين جدآ والوطنيين ولا أعلم ان كانت هي مزايدة منك على الآخرين ... لا أبدآ أنا لا أزايد على أحد وأحترم الجميع وكل لشة معلكه من كراعينها... انقطع الاتصال على أمل العودة في حديث وحوار آخر مع صاحبي الكريم ( ع م ل ) وسأكون في خدمة القراء الكرام عندما يعاود الاتصال ولكن هذه المرة لسيت كالأولى ....

يرجى اثراء الموضوع بتعليقاتكم وتصوراتكم مع الشكر والتقدير

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو طارق
2011-09-26
حتى لا نحتاج الى كثير من العناء في تفسير حالة التخبط التي تسود العراق ما بعد الطاغيه يجب علينا الاعتراف قطعا بوجود خلل واضح في المنظومه الاخلاقيه والسلوكيه لمعظم المشاركين في العملية السياسيه واكاد اجزم بان منطق الغابه هو السائد بينهم ان لم يكن الاسوء فالنفاق والمكر والحرمنه سمات واضحة المعالم في انماط تصرفاتهم ناهيك عن اقوالهم والمتستر على الحرامي حرامي ايضا والمعطل لقانون الاعدام بحق القتله قاتل ايضا والمتكلم الواعد زورا كاذب ومنافق ان منطق الثعالب والذئاب لسان حال معظم السياسيين
ابو محمد
2011-09-26
تدري سيدي الفرق بين هدام والمالكي شنو : الاول نقل عالم نووي عراقي كونه شيعي الى موظف بسط في ام العجول!! بينما الثاني جاب واحد للخضراء كان سارح بالعجول!! جعله مسؤ ول عشائر العراق والحاكم والناهي بين القبائل ويزكي في التعينات لا لشي سوى انه هذا الراعي هو نسيب مدير المكتب سابقا طارق نجم والذي عبث في البلد فسادا ثم عاد الى وكره اللندني فلا تستعجل على صدقيك ع ل م سوف يعود الى وكره ولكن بعد ان يعبث بالبلد طبعا ويصبه رصيده غير كافي للاتصال!!
واحد مثلك متفائل
2011-09-26
موقفك ولا شك نبيل ويعبر عن اصالة الانتماء للعراق واهله ونخيله والعراق بحاجة لامثالك لينهض ويقف على قدميه ولكن للاسف جميع الخطوط مشغولة والشرفاء خارج نطاق الخدمة... لكن العراق سينهض وسينفض بقوة غبار الماضي العتيق ليشق طريقه نحو المجد الذي يستحقه اهله.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك