المقالات

اتهامات قاسية


سعد البصري

لازال مسلسل الاتهامات والتصريحات المتشنجة والمتقاطعة مستمر بين طرفي النزاع السياسي الرئيسين في العراق ، وهما إياد علاوي رئيس القائمة العراقية التي بدأت بالتشظي والتجزؤ نتيجة للمواقف الكثيرة التي صدرت من رئيسها ، ونتيجة عدم الوصول إلى حلول وتوافقات مع بعض الكتل السياسية وعلى رأسها التوافق والتقارب مع ائتلاف دولة القانون ( الحزب الحاكم ) مما سبب حالة من الإرباك في إستراتيجية القائمة العراقية ، وباتت المواقف متباينة عند اغلب نواب هذه القائمة . فمنهم من يؤيد ما يقوم به السيد إياد علاوي ومنهم من يعارض . وبين الطرف الأخر من معادلة الاتهامات رئيس قائمة ائتلاف دولة القانون السيد نوري المالكي الذي حصل على رئاسة الوزراء بعد مخاض عسير من الاتفاقات والمساومات والصفقات التي رجحت كفته لتسنم هذا المنصب الحيوي والكبير ، والذي حتم عليه أن يرضي اغلب الأطراف السياسية العراقية ، وبالتالي فانه بات مثقلا بالوعود او( التوقيعات ) التي لم ينفذ منها سوى الشيء القليل مما سبب أزمة كبيرة وواضحة بينه وبين شركاءه في العملية السياسية . لذلك ونتيجة لما حدث ويحدث فان الاتهامات والمناكفات والتقاطعات هي العلامة الفارقة في المشهد السياسي العراقي وخصوصا كما قلنا بين المالكي وعلاوي . فقد اتهم رئيس قائمة العراقية إياد علاوي حكومة نوري المالكي بهدر المليارات على موازنات النفط والكهرباء دون نتيجة ودون مساءلة حقيقية، لافتاً إلى أن القيمة الفعلية للفرص الاقتصادية المهدورة تتجاوز مئات المليارات . فأداء المصافي ما زال متردياً، ومستوى إنتاج المشتقات النفطية لا تبرره عشرات المليارات المبذولة، والغاز مازال يحترق دون أية استثمارات وطنية مدروسة، وبخسائر تتجاوز الـ 50 مليار دولار خلال خمسة أعوام . كما إن القطاع الصناعي الخاص شبه منعدم، وكذلك القطاع الزراعي الذي تأثر تأثراً مباشراً بالأسباب ذاتها، إضافة إلى غياب الصناعات التحويلية الناتجة عن الصناعة الغازية. وأن القيمة الفعلية للفرص الاقتصادية والاستثمارية المهدورة جرّاء سوء الإدارة والنظرة القاصرة إلى اقتصاد السوق تتجاوز مئات المليارات من الدولارات، فضلاً عن ضياع مئات الآلاف من فرص العمل المنتج للمواطن العراقي ، وتفاقم البطالة المقنعة في قطاعات الدولة المختلفة . هذا عزيزي القارئ جزء بسيط من مسلسل الاتهامات ( المباشرة ) من قبل رئيس القائمة العراقية ضد السيد رئيس الوزراء العراقي وقائمته . وهناك في الجهة المقابلة اتهامات من قبل السيد المالكي وبعض نواب قائمته ضد السيد إياد علاوي ، وهذه الاتهامات بطبيعة الحال لا تصب في خدمة المصلحة الوطنية بقدر ما تعمل على زعزعة الأمن والاستقرار وضياع روح المواطنة لدى السياسيين العراقيين ، لأنها تدق مسمار الخلافات السياسية والشخصية التي تؤثر بشكل او بأخر على طبيعة الشهد العراقي . فلابد على الطرفين من التوقف عن الإدلاء بمثل تلك الاتهامات القاسية التي لا تغني ولا تشبع ، لان المستفيد الوحيد منها هم أعداء العراق وأعداء العملية السياسية التي نأمل جميعا أن يكتب لها النجاح .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك