المقالات

العلمانية في العراق داء أم دواء. (4)


محمدعلي الدليمي

العلمانية وأزمة الهوية...من المنظور الإسلامي,من الخطأ ان يشار الى النظرة العالمية للإسلام على أنها نظرة الإسلام الى الكون,ذلك لان النظرة العالمية أو النظرة للعالم في الإسلام,بخلاف ما تنقله كلمة (نظرة)من معنى,ليست قائمة على التأمل الفلسفي الناشئ بالدرجة الأولى من ملاحظة معطيات الخبرة الحسية ومما هو مرئي للعين,ولا هي مقتصرة على الكون الذي هو عالم الخبرة الحسية وعالم الأشياء المخلوقة.وإذا كانت هذه المعايير مستعملة ألان في اللغة العربية في الفكر الإسلامي المعاصر, فأنها تعني إننا واقعون بالفعل, ودون مبرر, تحت تأثير التصور العلمي الغربي العلماني الحديث الذي ينحصر في عالم الحواس والخبرة الحسية التي تدرك بالحواس.وكما أسلفت فان الإسلام لا يوافق على الفصل بين المقدس والدنس أو الروحي والدنيوي,لان النظرة الإسلامية للعالم تشمل الدنيا والآخرة التي يجب ان يرتبط فيها المظهر الدنيوي ارتباطا عميقا وثيقا بالمظهر الأخروي, والتي يتمتع فيها المظهر الأخروي بأهمية نهائية حاسمة,وينظر الى المظهر الدنيوي على انه تهيئة للمظهر الأخروي,فكل شيء في الإسلام يرتكز في الجوهر على جانب الآخرة دون ان يتضمن ذلك إي إهمال أو إغفال للمظهر الدنيوي.وليست الحقيقة هي التي كثيرا ما تعرف في المعاجم العربية الحديثة بـ (الواقعية) التي يشيع استعمالها ألان,ولا سيما بصيغتها الصرفية(واقعي). والحقيقة نادرا ما تستعمل ألان بسبب الانشغال بالواقعية.والحدوث الحقيقي للشيء مظهر واحد فقط من مظاهر متعددة للحقيقة التي يشمل مداها كل واقع أو شيء حقيقي, كذلك فان الحدوث العملي قد يكون تحقق شيء زائف, بينما تمثل الحقيقة تحقق شيء صحيح دائما. إذن فالمقصود(بالنظرة العالمية أو النظرة للعالم)طبقا للمنظور الإسلامي هو رؤية الحقيقة والصدق الذي يكشف لعين عقلنا كل ما يتعلق بموضوع الوجود,لان عالم الوجود بكامله هو ما يطرحه الإسلام.والرؤية الإسلامية للحقيقة والصدق,والتي هي نظرة ما ورائية (ميتافيزيقية) لكل من العالم المرئي وغير المرئي بما في ذلك النظرة للحياة ككل,ليست النظرة للعالم التي تتكون فقط من تجميع مختلف الأشياء والقيم والظواهر الثقافية ضمن تماسك مصطنع, كما أنها ليست النظرة التي تتكون تدريجيا من خلال عملية تاريخية للتأمل الفلسفي والاكتشاف العلمي,والذي يجب بالضرورة تركه دون تحديد. ومفتوحا أمام التغير والتبديل المتوافق مع النماذج والصيغ التي تتغير حسب الظروف المتغيرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك