المقالات

اعدام صدام

2078 22:07:00 2007-01-07

( بقلم : عبدالله الملا )

الوسط-البحرين عبدالله الملا

بغض النظر عن تورط الرئيس العراقي السابق في جرائم بحق الإنسانية، بغض النظر عن تمزيقه العراق إلى أشلاء، بغض النظر عن إذلاله للعراقيين الذين تحولوا إبان حكمه البائد إلى مشردين «مبهدلين» يلاحقهم الفقر أينما حلوا وارتحلوا في عراقهم، بغض النظر عن التعذيب الذي تقشعر منه الأبدان بمجرد سماعه... كل ذلك لم يشفع، لأن صدام تحول في نظر بعض قاصري النظر إلى شهيد الأمة، وقربان عيد الأضحى العظيم!إن أغرب ما يمكن سماعه ما جاء على لسان مسئول عراقي سابق في أحد البرامج المتلفزة حين قال: «صدام قتل ما لا يزيد على مئتين وحكم عليه بالإعدام، أما جماعة الطائفية المعمّمة في العراق فقد قتلوا مئات الآلاف والأرقام تشهد بذلك، ولم يحاكموا بذلك، لماذا لأن مخططهم كان يستهدف قتل حاكم العراق الذي سقط شهيداً على أيدي إيرانيين أخفوا وجوههم عن الكاميرا... سيأتي يوم يقدّم فيه كل المجرمين المعممين وغيرهم إلى مشنقة الإعدام، وحينها سنعفو عنهم»!يا لهذا الدليل القاطع على عدل صدام، وأستغرب أن هذا المسئول لم يذكر أن صدام كان هدية من الباري لكي يضبط التزايد السكاني في العراق، والطبيعة تحكم التوازن في الوجود! ولا ندري، إذا سرق سارق تفاحة، هل تقطع يده أم أننا نكتفي بقطع أصبع واحد، وماذا إذا سرق مئة تفاحة؟! العراقيون الذين لاقوا الويلات يعرفون أن ما جرى لصدام هو الجزاء الذي يستحقه، أما أولئك الذين يعيشون في القصور ويتناولون أشهى المأكولات ويركبون أفخم السيارات فيعتبرونه شهيداً ورمزاً، بل إنهم يفكرون في تحويل قبره إلى مزار يقصدونه ليتباركوا بحبات ترابه (عليهم بالعافية)! لماذا؟ لأنهم لم يغرّبوا، ولم يشرّدوا، ولم يعذّبوا، ولم يقتلوا، ولم تغتصب بناتهم، ولم ترمل نساؤهم، ولم تيتم أبناؤهم، ولم... الغريب أن بعض من كان يحمل في نفسه ميلاً إلى الطاغية كان يمني النفس بحدوث اقتصاص مشابه، ولعل الحكومة العراقية لم تعطِ العراقيين الذين ينتظرون بشغف إعدام صدام هدية فقط، بل إنها أعطت مناصريه هديتهم أيضاً، وحصلوا على حجة لإظهار ما أخفوه «إعدام صدام في ليلة تعتق فيها الرقاب»! ويا لها من حجةٍ لشن حرب شعواء على المسئولين العراقيين، وأشعلوا الفتنة أكثر فأكثر ورموا الحطب في نارها. افتحوا مآتم العزاء على الطاغية، ابكوه ليل نهار، نكسوا أعلامكم، وامشوا في جنازاته الرمزية، ولكن دعوا العراق يعيش بسلام! دعوه يحيا من جديد في غد جديد ولا تكونوا شركاء في فتنة لما تنتهي ولما تخمد نارها... ونقول للذين يؤمنون بكتاب الله وسنة رسوله: من أحب حجراً أو مدراً حشر معه يوم القيامة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك