المقالات

فقرة من دستور معاوية


قلم : سامي جواد كاظم

الحاكم الظالم يخلف من بعده كوارث ولا يوجد حاكم ظالم لوحده يستطيع ان يحكم بالبطش الا اذا كانت هنالك ادوات تساعده على ذلك هذه الادوات لا يستطيع ايجادها بين ليلة وضحاها ولا يوجد حاكم ظالم مستبد يظهر ظلمه في اول يوم يحكم به ولكن هنالك خطوات تمهيدية لتثبيت ملكه ومن ثم طغيانه ومن بين ابرز تلك الوسائل هي بذخ المال بسبب ومن غير سبب وبالتالي شراء ذمم الناس .فقهاؤنا كثيرا ما يشددون على حرمة اخذ المال من الحاكم الظالم بل حتى الراتب الشهري فيه اشكال شرعي طالما الحاكم ظالم فكيف بالذي ياخذ عطايا الحاكم معتقدا انه لا تاثير على الحاكم اذا رفضها .هذه الحالة خطيرة جدا وهي التي تمهد لخلق حاكم ظالم وهذا الامر لا ينطبق فقط على الحكام بل حتى على اي رئيس لمجموعة من الافراد سواء كانت مؤسسة اومعمل او اي دائرة عمل فيها حاكم ومحكوم ، وهذه الحالة كثيرا ما مرت بنا حيث ان بعضنا يمني نفسه بانه لا يؤيد هذا الظالم او ذاك وانه اذا اخذ المال منه فهو مثل ( شعراية من جلد خنزير ) ولا يعلم ان هذا المال الباطل قد دخل في بطنه وبطن من يعيله كالسحت .هذه الالية التي يتبعها طواغيت الارض اليوم هي فقرة من دستور معاوية ، وشاهدنا هذه الرواية يروى انه لما الزم معاوية الناس على البيعة ليزيد بولاية العهد بدا الناس يتوافدون عليه جماعات لتهمئته وتقريضه فخلا يزيد بابيه فقال له : يا ابت اني متعجب ما ادري انحن نخدع الناس ام ان الناس يخدعوننا ؟ فقال معاوية ليزيد قوله المشهور : يا بني من خادعته فتخادع لك ليخدعك فقد خدعته .فمن يعتقد انه ضحك على الحاكم الظالم وانه سايره حتى ينال الجائزة وفي قلبه لا يؤيد هذا الحاكم فهو اصلا قد خدعه الحاكم ولولا هذا التفكير لما استطاع الطاغية من حكم العراق حيث الامر نفسه ينطبق على كل من انتمى الى حزب البعث للحصول على وظيفة او مكافاة فهذا التفكير هو الذي جعل الطاغية يستقوى على العراقيين ، والامر نفسه ينطبق على القطاع الخاص فالبعض منهم يكون رب العمل له غير متورع ويفعل الحرام حتى ان امواله ملوثة ولكن العمال يقولون لا علاقة لنا بذلك المهم اننا نعمل ضمن المسموح فهذا التفكير هو الذي جعل رب العمل يتمادى في غيه ولا يبالي للحرام .وعودة الى منتصف السبعينيات في العراق والكل يتذكر قوانين الزيادة على الرواتب والتي اشغلت واتخمت بطون المستفيدين ولا يعلمون الى اين سيقودهم البعث وحتى بداية الحرب مع ايران تم زيادة رواتب الجنود من اربعة دنانير الى اكثر من مئة دينار ولا يعلمون انهم سائرون الى المحرقة ، فلو رفض الشعب العراقي ابتداء عطايا البعث لما سار العراق نحو الاسوء الكل صامتون وافواههم اغلقتها الاموال الى ان ساءت الاحوال .ميكافلي لا شيء امام تعاليم معاوية وان كنت اشك بان ميكافلي قبل تاليف كتابه الامير انه قد اطلع على تاريخ معاوية لان ما طرحه سبقه في ذلك معاوية عندما طغى وبطش بالمسلمين

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الدكتور شريف العراقي
2011-09-15
يقول طارق الهاشمي عليكم بالتجنيد الاجباري لانه يكره الشباب وهذا دستور جده معاوية
زيــــــد مغير
2011-09-14
لعنة الله على بني أمية , لعنة الله على صدام الجبان , لقد زرعوا زرعا ً في الأمة قد أنبت في نفوس مريضة طالما أذاقتنا المر , أين إجتثاث البعث ؟ أين الوعود التي لم تنفذ , لقد ظهر أبناء صديم ونخشى أن نسمع يوما (بيان رقم واحد صادر عن مجلس قيادة الثورة ) ويليه نشيد إحنا البعث , ولا استبعد ذلك مادام ظافر العاني وطارق الأموي وصويلح المطلك وأياد علاوي وغيرهم يصولون ويجولون دون إحترام للشعب المظلوم . والسعودية والأمارات تدعم هذه العصابة اللعينة .
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك