المقالات

بعد عقد من الزمن


عادل الجبوري

في مثل هذا اليوم( 11ايلول-سبتمبر)، وقبل عشرة اعوام-أي قبل عقد كامل من الزمن-كانت الولايات المتحدة الاميركية ومعها العالم على موعد مع عمل ارهابي كبير وغير مسبوق تسبب بهزة عنيفة لاكبر دولة في العالم، وقلق حقيقي للمجتمع الدولي برمته.لم يكن تدمير برجي مركز التجارة العالمي في مدينة نيويورك عبر عمليات انتحارية بواسطة الطائرات عملا ارهابيا عاديا مثله مثل عمليات ارهابية كثيرة شهدها العالم في بقاع مختلفة منه سواء قبل الحادي عشر من ايلو-سبتمبر 2001 او بعد ذلك التأريخ.وكان من الطبيعي جدا ان يدفع ذلك العمل الارهابي غير المسبوق انظمة ودول ومجتمعات الى التأمل طويلا في دلالات ودوافع وخلفيات ما جرى في صبيحة الحادي عشر من ايلول، ومن ثم اثاره وتبعاته واستحقاقاته المعنوية والمادية.وكان من الطبيعي جدا ان يقول الكثيرون في العالم الغربي وخارجه ان ما حصل لم يأت من فراغ، وانه ربما كان رد فعل اكثر مما هو فعل، مهما كانت فضاعته وبشاعته ودمويته.ولعل تجارب التأريخ الانساني اثبتت على مر الازمان والعصور ان العنف لا يولد الا العنف، والظلم لابد ان ينعكس اجلا ام عاجلا على اصحابه، وما هو خطأ لايمكن ان ينتهي الى ما هو صحيح، وفق القاعدة التي تقول المقدمات الصحيحة تؤدي الى نتائج صحيحة والعكس صحيح.واذا كان الجميع يتفقون على ان احداث الحادي عشر من سبتمبر مدانة ومرفوضة بكل المعايير والحسابات، سواء وقعت في الولايات المتحدة الاميركية او في أي بلد اخر، فأنه ينبغي ان يكون هناك اتفاق في الرؤية على ان الاساليب والسياسات والمنهجيات السلبية والخاطئة التي ساهمت برسم ذلك المشهد المروع، كانت تحتاج الى مراجعات واعادة نظر، وبتعبير ادق، تصحيح وتقويم من اجل الحؤول دون تكرار ذلك المشهد المروع في اماكن واوقات اخرى.ولكن صورة الاحداث والوقائع التي شهدتها العشرة اعوام المنصرمة اوحت -وتوحي-ان مراجعات واعادة نظرة موضوعية لم تحصل، واذا كانت قد حصلت فأنها ظلت محكومة بعقد ونزعات ضيقة، ومواقف مسبقة، وتقييمات انفعالية، واحكام متسرعة.ولعل الحروب العدوانية والصراعات السياسية والعسكرية في بقاع مختلفة من العالم، والفوضى والارتباك العارمة، لاسيما في العالم الاسلامي، تحت ذريعة ويافطة احداث الحادي عشر من سبتمبر، اثبتت بما لايقبل الشك ولايحتمل اللبس والغموض طغيان النزعات الضيقة، وهيمنة المواقف المسبقة، واستفحال التقييمات الانفعالية. كان يفترض ان تكون احداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 درسا بليغا للقوى الكبرى المتحكمة بمصائر الكثير من الامم والشعوب في عالم اليوم، وتكون كذلك درسا بليغا لدعاة العنف والارهاب..درسا من شأنه ان يجنب العالم مزيدا من الكووارث والماسي والويلات ويكرس الامن والسلام، ويشيع اجواء التعايش بين الامم والشعوب، ويدفع الانظمة والحكام ومن بأيديهم زمام الامور الى توخي الحكمة والعقلانية في قراراتهم وسياساتهم.لاتبدو الصورة بعد عشرة اعوام اكثر اشراقا وتفاؤلا.. ان لم يكن العكس.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك