المقالات

هل عملية الأغتيال الفاشلة لأمير قطر سوف تغير أدوات اللعبة في الشرق الأوسط ؟؟؟


خضير العواد

إن الدور المهم والخطير الذي تلعبه قطر على الساحة العربية بالرغم من صغر هذا البلد من ناحية مساحته وعدد سكانه ولكنه كبير بأمكانياته المادية وتحركاته السياسية , وأصبح هذا البلد يحسب له الف حساب على الساحة العربية والعالمية , إن العلاقات الشخصية لأمير قطر هي التي تحدد العلاقات مع دول الجوار أو المحيط العربي , لهذا نلاحظ هذه العلاقات في أرتفاع وأنخفاض مع هذه الدول وخصوصاً السعودية التي أشتركت في عملية الإنقلاب الفاشلة التي كادت أن تعيد الحكم الى والد ه الذي أبعد عن سدة الحكم بطريقة ذكية وبسيطة قادتها الأميرة موزة زوجة الأمير حمد , بالإضافة الى هذه العملية وجود المشاكل الحدودية مابين البلدين مما جعل العلاقات القطرية السعودية في تشنج دائم , لذلك نلاحظ المواقف القطرية على الساحة الدولية تناقض المواقف السعودية في كثير من الأحيان , بل تحاول قطر منافسة المملكة العربية السعودية في قيادة منطقة الشرق الأوسط أو تريد أن تصبح اللاعب الأهم في هذه المنطقة , وقد ظهر ذلك جلياً من خلال المبادرات الجريئة التي قادتها قطر كمبادرة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية والتدخل في حل المشكلة اللبنانية بالإضافة الى مبادرة المصالحة مابين الحكومة السودانية والفصائل المتنازعة في دارفور وغيرها من المواقف الجريئة لهذه الدولة الصغيرة بالحجم والكبيرة بالأفعال , مما جعلها تسرق الأضواء من المملكة العربية السعودية عندما كانت تنجح في كل مبادرة تقوم بها و وهذا يزعج السعوديين كثيراً , وحتى الثورات العربية نلاحظ الموقف القطري كان على النقيض من المواقف السعودية تماماً إلا في الثورة البحرينية والتحرك الشعبي في سوريا , فقد وجهت قناة الجزيرة الشعوب العربية وزادتهم عزيمة في مواجهة الحكام العرب وخصوصاً في مصر وتونس وليبيا واليمن على النقيض من الموقف السعودي الداعم لهؤلاء الحكام مما أربك الموقف الخليجي عموماً والسعودي بشكل خاص , أما الموقف القطري أتجاه الثورة البحرينية والحكومة السورية فقد وافق الموقف السعودي وهذا يمثل الموقف العربي الطائفي الذي لا ينفك عن تفكيرالأنسان العربي بحكامه وشعوبه , فليس هناك غرابة من هذا الموقف لأن أساس اللعبة في المنطقة العربية الأن هي الطائفية , وهي المحرك الرئيسي لأغلب المواقف العربية على الرغم من تجاهل هذه الحكومات لطوائفهم عندما تقتضي المصلحة كما هو الحال في التشديد على حصار غزة وضرب حركة حماس وكذلك بقية الشعوب العربية الموافقة لهم بالمذهب والمهددة لهم بالمصالح . ولكن الحكومة القطرية أرادت أن ترطب العلاقات مع ايران قبل زيارة الأمير القطري اليها , فقامت قناة الجزيرة بأللغة الأنكليزية بعرض فلم عن الأحداث البحرينية بشكل معتدل وواقعي مما أثار هذا الفلم الموقفين البحريني والسعودي ضد الحكومة القطرية وطلبت السعودية الأعتذار من الحكومة القطرية على هذا الفلم ولكن الأخير أصر على موقفه , فخروج قطر عن الأجماع الخليجي المعادي لأيران قد اغضب السعودية كثيراً وهذه الزيارة لن تمر بدون عقاب , وبالفعل تم تفجير سيارة مفخخة بالقرب من موكب الأمير القطري وهو ذاهب الى قصره بعد لقاء مع السفير الروسي التي تمتلك بلاده على علاقات جيدة مع الأمير حمد , هذه العملية التي أُريدَ منها تنبيه أمير قطر بحجمه وأمكانياته , قد تؤدي الى تغير الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً الأوضاع في البحرين وسوريا , لأن عملية بهذا الشكل والحجم والطريقة وفي هذه المنطقة لا يمكن تبرئة الاستخبارات السعودية منها لأنها المستفيد الوحيد من نتائج هكذا عملية , ولكن اذا كشفت الحكومة القطرية خيوط هذه العملية ووجدت دور للسعودية فيها فسوف تكون النتائج وخيمة وبشكل رد فعل سريع وكبير عودتنا عليه قطر فالتجربة الليبية واليمنية خير شاهد لمثل هكذا أحداث , المواقف المتشنجة مابين قطر والسعودية بسبب تاريخ سئ من العلاقات وهذه العملية قد تؤدي الى التغير الكامل بالموقف القطري أتجاه الثورات العربية وخصوصاً سوريا والبحرين مما يؤدي الى الدعم القطري للحكومة السورية والتأييد الكامل لكل مطالب الشعب البحريني المظلوم , وهذا التغير إن حصل فسوف يهز الشارع العربي بعد أن تأكد هذا الشارع من الموقف المعادي للمملكة السعودية أتجاه كل القضايا العربية الرئيسية كالقضية الفلسطينية والموقف من الكيان الأسرائيلي , ولكن هناك السؤال الكبير هل عملية الأغتيال الفاشلة لأمير قطر سوف تغير أدوات اللعبة في منطقة الشرق الأوسط ؟؟؟؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك