المقالات

المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.


بقلم / مصطفى ياسين

من يقلب أحداث العراق بدقة ويقرأ ما جرى عليه وما يجري ألان على شعبه،لأكتشف أنهم مختلفين كليا عن جميع شعوب العالم،فمع أنهم مثقلون بالجراح نراهم يكابرون ويقفون بكل كبرياء وشموخ،وكان الحياة في قسوتها عندهم نعيم عجيب،وان جميع ما مر عليهم من أسى وألم وأحزان هي في طي النسيان ،والتفاؤل هو سيد الموقف وأخرها عندهم...ماذا يجري في بلد سال الدم على كل شبر فيه وأصبح الدمار هو السائد عند وصفه، صولات وجولات خلفت عشرات الضحايا أن لم اقل الألف .. دفع بهم الخصوم بكل طاقاتهم لحسم المعركة لصالح كل طرف من المتناحرين، لتنهي تلك الحقبة مخلفة أثار سيئة على طريقة تعامل كل ند مع نده.. ليتحول الصراع إلى تنافس سياسي وتصفية على الطريقة المتحضرة وهو ما يعبر عنه بالتصفية السياسية، و يشوبها الكثير من التجاوزات هنا و هناك..لتصل الأمور إلى أن يضع كل خصم على غريمه خطا احمر وان يرفض أي فكرة لتقريب وجهات النظر وحل المشكل العالقة سلميا.. ولكن هذا الموقف لم يبقى على ما هو عليه لتنقلب تلك الضغائن والعداءات إلى صداقات حميمة لا ترى ما الذي غير مجرى الأمور وما هي الأسباب التي جعلته يؤول إلى هذه النتيجة..! هل أن التصعيد كان عبارة عن متاجره بالدماء للوصول إلى مكاسب رخيصة على حساب أشلال من الأجساد وضحايا من الأبرياء أم أن الغاية تبرر الوسيلة...؟ فالغاية هي السلطة فلا يهم ما يكون وسيلة الوصول أليها دماء أو دمار أو تشنجات أو تصريحات ومن هو الضحية الحقيقيه..؟ تعبيرات متعددة والتعاريف مختلفة، الضحية هم المغفلين الأبرياء الذين فقدتهم أسرهم وأحبائهم حتى يحي غيرهم برغد العيش ولذة الحياة ويعقد الصفقات على حسابهم والمتاجرة بتضحياتهم،وهل العمل السياسي فعلا بهذا الشكل القبيح التي تصل به الأمور إلى تغير المبادئ والمفاهيم من اجل الوصول إلى الأهداف أم ان قدر العراقيون ان يتسلط عليهم ظلمة قساة لا يعرفون الرحمة ولا يفهمونها أبدا...خدعونا بشعاراتهم البراقة و زيفوا لنا ماضيهم على انه مليء بالتضحيات فسموا عندنا إلى درجة الملائكة في الأرض، سرعان ما تغير كل شيء بعد وصولهم إلى كرسي الحكم الزائل ليتحولوا إلى شياطين بل الحقيقة أنهم شياطين مثلوا دورهم على أنهم ملائكة واستطاعوا خداعنا بذلك..وهل نحن نعيش بعالم من الخيال والمثالية بحيث لا نرى ألا ما نعتقده ومن ذلك الاعتقاد أن العراقيين يستحقون رجال مخلصين وصادقين لحكمه و أن يكونوا هم حملة المشروع وعلى عاتقهم تقع مسؤولية رسم خارطته وأهداف هذا الوطن الكريم لا تثنيهم عن أهدافهم الصعاب ولا تغرهم الدنيا ومناصبها التي سيعاتبهم التاريخ عليها في يوم من الأيام عن سوء تقديرهم للأمور وظلمهم لشعب أعطاهم كل ما يملك ولم يرد منهم ألا كرامة العيش والذي ما زال تحقيقه ليس صعبا ومستحيلا،ولكنهم طمعوا في طيب العراقيين وحسن ظنهم ورحمة قلوبهم التي تتسع الجميع...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-09-10
المخلص للعراق يقتل بتفجير أو اغتيال للاسف الكتل السياسية لم تكسب الشعب العراقي بل تريد قتل الروح الوطنية لديه وهذا بحد ذاته ارهاب واجرام بحق الشعب العراقي وللاسف لم يتعضوا وأقول انه مخطط مستمر لتدمير العراق والسلطة بيد ايادي مخربة مدمرة للعراق والمخلص للعراق يحارب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك