المقالات

حماقات تعيدنا الى الوراء...


مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش

الليلة كانت واحدة من ليالي الشتاء الماضي، اجتمعنا انا واسرتي حول مدفأتنا الوحيدة بسبب عدم وجود وقود لمدافئ الغرف الباقية، سيدة منزلي حريصة اشد الحرص على النظافة حتى حولتها الى ارهاب اسمه النظافة، فحصرتنا في زاوية الغرفة حتى لا تتسخ سجادتها، فجأة ابصرت مريم حفيدتي الصغيرة شيئا صغيرا لونه ابيض يتحرك على السجادة، فصاحت: جدو هذه حبة (تمن) تمشي، اكتشفنا حينها ان حبة الرز كانت محمولة على ظهر نملة، اخذنا جميعا نراقب ماتصنعه النملة جاهدة، تارة تسقط، تارة تتعثر، تارة تقف، لكنها كانت مصرة على السير الى امام.. عندها عنت لي فكرة ان اساعدها. جلبت ورقة ودفعت برفق وتؤدة النملة بحملها الى الورقة ونقلتها الى طرف السجادة، ثم أنزلت النملة من سطح الورقة.. بعد أن أنزلت النملة ، بادرت النملة الى حملها فأنزلته جانبا، ثم توقفت قليلا وبدت وكأنها كانت واجمة، تخيلتها تتلفت يمنة ويسرة والى الخلف والأمام..ثم ما لبثت أن تحركت عائدة بلا حمل الى ذات الموقع الذي حملتها منه وهي تشم الطريق، لتعود بعد عناء الى موضعها الذي نقلته اليها حيث حبة الرز وحملتها عائدة الى حيث كانت الى البداية!!!... واتجهت بعد ذلك باتجاه اخر غير ذاك الذي كنت نقلتها اليه... عندها اكتشفت اني كنت احمق، فقد نقلتها الى مكان لا تبتغيه...نعم كنت أحمق!! والاحمق هو من يريد ان ينفع فيضر، ولقد سببت مع الأسف للنملة المسكينة ضررا بالغا، لكن ما نفع الأسف بعد فوات الأوان. ترى ماذا يمكن أن نسمي الحمقى الذين يدعون انهم نافعون لشعبنا بينما يثيرون في محاولتهم هذه الزوابع بدعوى الوطنية ووضع العصي في عجلة التقدم بدعوى النقد وهدم مابناه شعبنا الدؤوب كالنملة؟.. هل تكفي الحماقة وصفاً لهم؟! ..ثم هل يتعين علينا أن نعود الى نقطة البدء ، الى يوم 9/4/2003 لنعيد تركيب ما هدمه الحمقى من ساسة لا يعون مقدار الضرر الذي تسببه مواقفهم السياسية الحمقاء؟!...ربما سنضطر الى ذلك..ربما... ربما ...كلام قبل السلام: يحكى أن حمارين كان أحدهما يحمل ملحا وكان الآخر يحمل اسفنجا، فرأى الحمار حامل الاسفنج أن الحمار حامل الملح ـ وكان حمارا عبقريا!!ـ له استراتيجية لتخفيف حمله بنزوله الى الماء فيذيب بعض الملح دون ان يعلم مالكه بالأمر.فخطر على بال الحمار حامل الاسفنج ان يقلد زميله الآخر تقليدا اعمى دون ان يفكر، فاتخذ القرار ونزل الى الماء بغية تخفيف الحمل ،فكانت النتيجة عكس ماتوقعه، وخرج من تجربته أثقل حملا....سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك