المقالات

لمستقبل العراق ... إنني أقول وداعا


حامد الحامدي كاتب وإعلامي عراقي

اعتقد إن الغموض الذي يكتنف المشهد السياسي العراقي لا يعطي ومضة أمل عن وجود انفراج قريب في أزمات هذا المشهد . فمستقبل العملية السياسية في العراق مجهول بشكل كامل بسبب ما يجري الان بين بعض الكتل السياسية التي من الواضح أنها لا تريد الوصول إلى حلول واقعية لان ذلك ربما يضر بمصالحها ، وهي بذلك تحاول تسويف الحقائق وذر الرماد في العيون بغية تحقيق خارطة معينة ، حتى لو كانت تلك الخارطة على حساب الشعب العراقي . وفي أطار الوضع الراهن فان خلاف علاوي والمالكي يشل الحكومة العراقية مما يسهم في ارتفاع وتيرة العنف ويعقّد بشدة المفاوضات في شأن المسألة الأكثر صعوبة وإثارة للانقسامات وهي تلك المتعلقة بالانسحاب الامريكي وما إذا كان سيطلَب من الولايات المتحدة إبقاء قوة للطوارئ في البلاد بعد الانسحاب المقرر للقوات الأميركية نهاية العام . فان المتضرر الوحيد من ذلك هو الشعب العراقي . وكلما استمر الجمود كلما تصاعدت وتيرة العمليات الإرهابية التي يذهب ضحيتها عشرات من المدنيين الأبرياء . وهناك بعض التقارير التي تشير إلى الاتفاق الذي عقده المالكي وعلاوي والذي لم ينفذ ، وحظي بدعم الولايات المتحدة لتقاسم السلطة في كانون الأول الماضي فإنه منذ ذلك الحين بقيت حقائب الوزارات الأمنية المهمة كالدفاع والداخلية شاغرة ، فيما بدا أن واشنطن عاجزة عن وضع حد لحالة الجمود مما يدلل على تراجعِ تأثيرِها في بغداد بحسب رأي بعض المحللين . لذلك وفي إطار كل ما يحدث الان في العراق لا يمكن التنبؤ بما سيكون عليه مستقبل العملية السياسية . ولكن كل الدلائل تشير إلى إن العملية السياسية في العراق تسير إلى طريق مظلم تم اختياره من قبل السياسيين أنفسهم ، وهم بذلك يعطون الضوء الأخضر لفشل العمل السياسي في العراق . فإذا ما كانت هناك إصلاحات سريعة واتفاقات حقيقية ورصينة وتقوية لعناصر نجاح الحكومة وإعادة ترتيب الأوراق المبعثرة ، فإننا بلا شك سنقول لمستقبل العراق السياسي .. وداعا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-09-05
مستقبل مظلم وصراعات مصلحية شخصية ومناصب
احمد ابراهيم
2011-09-05
ونؤيد صاحب المقال ونقول وداعا امستقبل العراق لان الايام تمضى ولاتقدم يذكر ولا صفاء فى القلوب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك