المقالات

سجال سياسي مستمر والمواطن يدعو إلى حسم الملفات العالقة

723 11:56:00 2011-08-27

بقلم : اشرف العراقي

 إنا بناء العمل السياسي في إي بلد يجب إن يكون له معطيات واضحة وتوافقات سياسية بناءة لكي تكون العملية السياسية لها جذور متينة وتتحدى جميع الصعاب التي تواجهها . نأخذ مثال على ذلك السياسة الأمريكية تلك الدولة النامية لجميع المجالات وخاصة الجانب الصناعي ويحيط بها التطور من كل مكان ونشاهد كل أربع سنوات تتغير الرموز السياسية عبر الانتخابات الحرة مما يجعل العالم بأسره يظن أن النظام السياسي لتلك الدولة قد يتغير بمجيء هذا الحاكم أو ذاك , لكن ما نراه ونسمعه أن السياسة الأمريكية مرسومة وفق خطط بعيدة المدى والشخوص هي دائمة التغيير , هذا هو العمل بالنظام المؤسساتي الدستوري الرصين . وهناك دول عديدة تعمل وفق هذا المبدأ للحفاظ على هيبة الدولة وأمنها واستقرارها . إما بالنسبة للدولة العراقية الحديثة والتي بدأت بعد التغيير لعام 2003 م فالوضع مختلف تماما حيث لا توجد مقومات للدولة الحديثة النامية المتطورة لا في السابق في عهد الاضطهاد والعبودية والدكتاتورية ولا في عهد الدولة الحديثة (دولة الديمقراطية) كما تسمى حاليا . عند قيام دولة الديمقراطية العراقية بعد سقوط الطاغية صدام فوجئنا بأحزاب وتكتلات كبيرة وكثيرة لم يسبق لأي بلد عربي آو أوربي أن يحتوي على تلك الأعداد من الأحزاب السياسية , أحسسنا في داخلنا أن في العراق الجديد ستكون هناك تعددية سياسية وهذا إن دل على شي أنما يدل على انعكاس هذه التعددية بالشكل الايجابي على البلد من أفكار ورؤى بناءة تصب في مصلحة الشعب والوطن , لكن تفاجئنا التجارب الكثيرة والمستمرة وصولا إلى 2011 توضح لنا أن اغلب من دخل عالم السياسة في العراق ومارس العمل السياسي والمؤسساتي له طبائع خاصة وشخصية لا تمت بآي صلة للجانب السياسي والوطني , فوجدنا سيلا كبيرا من التسقيط والتشهير والأساليب الكاذبة الملتوية في سبيل إسقاط هذا وإنجاح ذاك , واستمر الحال على هذا النحو إلى حد بلوغ السيد رئيس الوزراء نوري المالكي للدورة الثانية له في الحكم مما زاد الأمر تعقيدا أكثر , حيث اشتد النزاع على الكراسي والمناصب الكبيرة لقيادة الدولة , ودخلت الأحزاب في حرب طاحنة من اجل الاستحواذ على كل شي لكي تسير الدولة وفق رؤية الحزب الواحد تحت تسمية (حكومة الشراكة الوطنية) مما جعل صراعهم هذا يأخذهم لعقد عدة اجتماعات لغرض تخفيف حدة التوتر بينهما وتفتيت الأزمة الحاصلة بين الأطراف السياسية وتسوية الأمور بترضية سياسية معروفة وأيضا تحت تسمية ( حكومة الشراكة الوطنية ) حيث أن أخر اجتماع عقد في اربيل بقيادة مسعود البارزاني قد تمخض عن هذا الاجتماع اتفاقات سياسية لغرض التسوية وتمشية أمور البلد بما تراه الأحزاب المنتفعة مناسبا . ولم يرى هذا الاتفاق النور بعراق التحزب الجديد حيث تخلف الطرف الرئيسي وهو دولة القانون بقيادة نوري المالكي رئيس الوزراء الحالي عن تنفيذ بنود الاتفاق باستحداث منصب جديد يسمى بالسياسات الاستراتيجية وغيرها من النقاط لصالح القائمة العراقية التي أحست بالظلم الكبير من عدم تطبيق اتفاقية اربيل . مما اضطر القوائم الكبيرة وتحديدا (دولة القانون والعراقية ) إلى الرجوع إلى نقطة الصفر للتشهير والتسقيط وتبادل الاتهامات حتى وصل الأمر بعضو من دولة القانون يتهم بعض إطراف من القائمة العراقية بمحاولة إسقاط حكومة المالكي وإفشال العمل السياسي الحالي .مع جميع كل الإحداث التي حصلت والتي ستحصل في البلد في ظل تلك السياسة العوجاء سياسة المحاصصة والترضية نرى المواطن العراقي ينظر إلى حكومته ودولته التي تتأزم وتنهار بسبب التناحر السياسي والأطماع الحزبية والشخصية ويقول : أين حقوق المواطن العراقي من كل هذا ؟ سؤال يطرق مسامع كل سياسي عراقي شريف متنفذ يمتلك ضمير يحتكم أليه "عندما يرى الحق المتمثل بنصرة الشعب العراقي المحروم والمظلوم لتوفير كافة احتياجاته الأساسية المستحقة منذ عقود من الزمن " ويرى الباطل المتمثل بسياسة مضطربة عوجاء الهدف منها هو كسب المال عن طريق العقود الوهمية والاتفاقات السرية التي تضر بالمواطن والمجتمع العراقي ككل " لكي يكون قادر على التمييز بينهما ومعرفة الحق من الباطل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد ابراهيم
2011-08-28
المتضرر الوحيد فى هذه السياسة الخاطئة هو المواطن العراقى كرهنا كل الاحزاب لانها لاتعمل من اجل الشعب بل من اجل المال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك