المقالات

لماذا الشعبة الخامسة


( بقلم : حيدر القطبي )

في الثلاثين من كانون الأول من العام الميلادي الماضي تم إعدام طاغية العصر صدام أبن أبيه .

المكان : الشعبة الخامسة في الكاظمية في بغداد .

الزمان الساعة السادسة صباحا ً .

السؤال هو لماذا أختار المالكي هذا المكان بالذات لأعدام صدام وليس في أي مكان آخر الجواب:

الشعبة الخامسة بناية شيدها حزب البعث على شاطئ نهر دجلة بعد أن أستولى النظام السابق على هذا المكان بعد ترحيل العوائل التي كانت تسكن في بيوت تم هدمها وتم تشيد تلك البناية أما العوائل التي كانت تسكن هناك فقد تم تهجيرها الى إيران بتهمة انهم من أصول إيرانية حسب الفكر العربي الشوفيني الذي كان يؤمن به ويطبقه حزب البعث المحظور حاليا ً في العراق.

هذه العوائل العراقية التي هجرت من بغداد هي أمتداد وبقايا الدولة العيلامية التي كانت موجودة في مناطق جنوب العراق منذ السومريين ( الغير ساميين) هؤلاء العيلاميون سكنوا المنطقة قبل العرب والفرس وكل مطلع على تاريخ العراق يعرف من هم سكان العراق الأصليين ومن هم الذين جاءوا الى العراق لاحقا ً .

قام صدام بترحيل تلك العوائل بسبب الحقد الشوفيني الذي تشبع به صدام وزبانيته وأستولى على عقلهم كما قاموا بسلب الأموال التي كانت بحوزة تلك العوائل وكل العراقيين يعرفون كم كانت هذه العوائل تملك من المال وماذا كانت الأعمال التي يعيشون منها

تلك العوائل كانت تسيطرعلى التجارة في العراق حيث كانت أسواق الشورجة المعروفة في بغداد يملكها هؤلاء الذين رحلهم صدام الى إيران وأخذ أموالهم عنوة وأنا واحد من هذه العوائل التي تضررت وسلبت أموالها ليتم بناء تلك البناية التي تم ثرم أشراف العراق بها على يد أزلام صدام .

في ذلك المكان تم أعدام رجال لم يكن لهم ذنب الا أنهم أرادوا العيش بكرامة مثل باقي شعوب العالم .

في ذلك المكان تم أعدام السيد الصدر( قدس سره).

في ذلك المكان تم أعدام رجال حزب الدعوة الأبطال.

في ذلك المكان تم أعدام العلماء من ال السيد الحكيم (قدس سره)

في ذلك المكان تم أعدام ثوار من المجلس الأعلى للثورة الأسلامية في العراق.

في ذلك المكان تم التخطيط لأغتيال السيد مهدي الحكيم رحمه الله لتتم عملية الأغتيال بالسودان فيما بعد.

في ذلك المكان تم حجز عوائل الدجيل وحقق معهم ومن ثم تصفيتهم في صحراء السماوة

في ذلك المكان تم حجز ماتبقى من عوائل الكرد الفيلية في العراق قبل ترحيلهم الى إيران

في ذلك المكان تم أغتصاب العراقيات اللواتي رفضن أن يكونن مثل أم صدام المعروفة في تكريت بعهرها

في ذلك المكان تم قتل وأعدام وثرم جثث الأبطال من الأكراد وألقاء لحومهم في نهر دجلة .

نعم أيها العربان أنه ذلك المكان نفسه فلماذا تعترضون عليه فلو قام المالكي بأعدام صدامكم في المنطقة الخضراء لقلتم أن مكان الأعدام تم في تلك المنطقة لأن الحكومة غير قادرة على الخروج منها ولو تم في منطقة المطار لقلتم أن الأميركان هم الذين اعدموه وليس الحكومة العراقية

نعم تم أعدامه في الشعبة الخامسة في نفس ذلك المكان الذي تمت بداخله تصفية الكثير من العراقيين على أيدي النظام المقبور, صحيح أن العملية تمت بطريقة حضارية وليس كما كانوا يفعلون بنا وبشبابنا والسبب بسيط جدا ً وهو أننا أشرف منهم وأنتم أيضا ً أيها العربان تعرفون أننا أكثر حضارية منكم فنحن لم نقم نثرم جسد صدام والقاء بقاياه في نهر دجلة ولم نقم بالعبث بجثته كما تفعلون أنتم فنحن نقتدي بالقرآن وبوصايا الرسول بأن المثلة لاتجوز ولو بالكلب العقور ,صحيح ان الكلب العقور أفضل من صدامكم ألا أننا رغم ذلك لم نفعل به أي شئ.

كما أن المالكي أمر بغسل الجثة وتكفينها وليس كما تفعلون أنتم كقطع الرؤوس والتمثيل بجثث شهدائنا وحرقها ووووووو

لقد قام المالكي بتسليم الجثة الى عشيرته وأمر أن تدفن بكل أحترام وتقدير ويصلى عليها حسب طريقتهم التي يرغبون بها وليس كما تفعلون أنتم بضحايانا وكل أناء ينضح بما فيه .

فأنا أتذكر أبناء جلدتي الذين رحلوا من أرضهم بدون ذنب سوى أنهم لم يأتوا من الصحراء التي قدمتم منها . أن أختيار السيد رئيس الوزراء السيد المالكي بناية الشعبة الخامسة هو الأختيار الذي شفى قلوب المؤمنين .

وفي النهاية أحب أن أقدم شكري وتقديري الى السيد المالكي الذي أزهق روح صدام لينهي حقبة سوداء ومظلمة من تاريخ العراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محسن محمد عبدالله
2019-05-25
اني اشهد حقا في الدنيا و في يوم القيامة الجرائم التي ارتكبت ضد النزلاء العراقيين ليس لها المثيل في الدنيا. اني بنفسي كنت من المسجونين في الشعبة الخامسة بتاريخ ٢-٨-١٩٨٨. تعرضت إلى اسوءالتعذيب الجسدي والنفسي. أما بقائي على قيد الحياة فقط من المعجزات رب العالمين.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك