المقالات

حينما تطير الفيلة..!


مقال للكاتب والإعلامي قاسم العجرش

من لحظة التسليم بأن الوهم يمكن أن يحل محل الحقيقة..ومن نقطة امتزاج الصدق بالكذب تبدأ التعاسة.."أشعب" واحد من ظرفاء العرب، وربما هو شخصية غير حقيقية لكنه يوصم بالطمع والكذب والغباء، وهي صفات لا يمكن إجتماعها في شخص واحد، لكن الحكواتية جمعوها لأجل إمتاع السلاطين.. أشعب كان يكذب ويصدق نفسه،..ومثل "أشعب" ما يجري على ألسنة مسؤولين كبار في دولتنا، وإزائهم يبدو "أشعب" كذابا صغيرا، ومن المحتمل أن "أشعبا" سيصاب بالجنون لو تأتى له أن يعيش في عصرنا هذا، ووجد أن المسؤول الكبير عندنا يكذب. فيصدقه الناس، ويسارعون إلى تبجيله وإضفاء صفات المجد عليه.. أيبقى في رأسه شيء من عقل؟!..أعطوني مسؤولا كبيرا واحدا لم يكذب علينا وخذوا نصف عمري، أما النصف الثاني فسأقايض به الحقيقة المتبقية، لأنجو من هذا الواقع المؤلم الذي أركسنا فيه الكذابين ـ أو الكذابون ـ بالضم بالواو كما يقول النحاة أثبت وأوقع !.. أم أنه سيسارع بالاختباء في قبره..طلبا للنجاة هربا من سخريات هذا الزمان الذي إمتطى ظهورنا فيه مسؤولون ـ أو مسؤولين ـ بالكسر بالياء كما يقول النحاة أضعف وأقل ثباتا ـ : هذه مشيجيخة لا يعرف مغزاها إلا هو تعالى والراسخون بالنحو..!..فما إن طرحت على الملأ موضوعة الترشيق حتى بات علينا أن نصدق معجزات بعض المسؤولين الذين أستمرأو الكذب لدرجة الإدمان، ونقر لهم بالخوارق التي تبثها آلة إعلام نالت شرف الإنتماء لقبيلة المهرجين بلا منافس، ونعني بها قبيلة سكان مكاتبهم الإعلامية خبراء "اليلخ"* التي "تطير فيلة" و"تهفي كباب"..فقد كنا نظن أنهم سيتوارون خجلاً من التشوهات التي أحدثوها في حاضرنا، ويكتفون بما أحدثوه فينا من قنوط وتقلص خيارات المسحوقين، فأوصلونا الى الحالة الصفرية،حيث تتساوى خيارات المقهورين بين الموت صمتاً والموت علناً!... لقد أكلونا من هذا الفك الى هذا الفك، ورمونا عضاما ثم باعونا...ومع أن لا مكان للمعجزات في حياتنا المعاصرةلأنها انقضت مع الأنبياء.. ولا أنبياء في هذا الزمان الذي تسلط عليه الدجالون والكذابون.. لكن معجزات مؤسساتنا فاقت معجزات الأنبياء...*اليلخ:مفردة جنوبية تعني الكذب..!كلام قبل السلام: لقد باع أخوة يوسف عليه السلام أخاهم بثمن بخس..لأنهم أرادوا التخلص منه.. للاستحواذ على الأب جملة وتفصيلا.. والنتيجة هي أن رموه في البئر.. واتهموا الذئب بالجريمة!!سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك