( بقلم : باسم العوادي )
لم يكن هناك اي رد فعل عربي يستحق الاهتمام على قيام القضاء والحكومة العراقية باعدام المقبور صدام باستثناء الموقف الليبي الذي يعتبر موقفا حكوميا رسميا وهنا فلا عتاب على زعيم ليبيا والكل يعرف لماذاوتستطيع الحكومة العراقية ان تهدد ليبيا بدعم فتح ملف اختفاء السيد موسى الصدر وهي قضية حساسة جدا يتضايق منها الزعيم الليبي بصورة كبيرة جدا باعتبار ان المغيب السيد موسى الصدر كان رمزا وطنيا لبنانيا كبيرا وكذلك كان واحد من الرموز الشيعية الكبيرة فتكون عملية اخفائه عميلة طائفية مستهدفة ناهيك على ان السيد موسى الصدر لم يكن لديه عدوات لامع امريكا ولا مع الدول الأوربية وبالتالي لو فُعلت عملية فتح ملفه وبدعم دول قوية كالعراق ستقود الزعيم الليبي الى محكمة لاهاي الدولية لانها تهمة قتل جاهزة وموثقة وهناك العشرات من الادلة الموجودة لدى السيدة رباب الصدر اخت المغيب موسى الصدر ناهيك عن الوثاق الموجودة لدى حركة آمل وحزب الله بهذا الخصوص والتي يمكن ان تكون مادة جاهزة لمحاكمة تأريخية في لاهاياما بقيت المواقف فكانت اشبة بعميلة مجاملات سياسية قامت بها الدول لبعض شرائحها المتطرفة ارضاءا لها الموقف اليمني كذلك اقرب الى الموقف الحكومي رغم عدم صدور بيان يمني رسمي واليمن كذلك لاوزن سياسي لها فهي لا تشكل اي تهديد للعراق لانها من الدول البعيدة والفقيرة والتي يمكن للعراق ان يضط عليها بقوة مستقبلا من خلال الدعم المادي او النفطي او من خلال دعم حركة التمرد اليمنية الجوبية الفاعلة او دعم الحزب الاشتراكي الذي يمثل النخب اليمنية الجنوبية كذلك او دعم بعض القبائل المتناحرة في اليمن الشمالية او حتى دعم حركة المعارضة التي اتحدت في الانتخابات الرئاسية الاخيرة ضد الرئيس صالح او حتى دعم آل الحوئي او القيام بفتح ملف قمع الحكومة لحركة المرحوم الشيخ حسين الحوئي حيث استخدمت اليمن اسلحة محرمة دوليا ناهيك عن مهاجمة القرى المدنية وقتل العشرات منهم بالمحصلة فاليمن دولة فقيرة ويمكن اسكاتها بسرعة البرق لو سعت الحكومة العراقية من اجل ذلك بالترهيب او بالترغيب . بقيت مواقف بعض الدول كمصر وتونس وهذه لم تصدر فيها البيانات عن جهات رسمية بل كانت اشبة ببيانات صحف وتصريحات تجار سياسية اطلقت هنا وهناك ولايمكن اعتبار ماصدر منها مواقف رسمية حكومية ، اما مواقف فتح وحماس فالمتابع لسياسية الفصائل الفسلطينية منذ نشئتها يعلم جيدا انها قائمة على اساس الابتزاز السياسي وهي السياسية القديمة الجديدة التي لم تغيرها تلك الفصائل والتي نجحت سابقا في تركيع دول الخيلج وابجارها على دفع الاتاوات للمنظمات الفلسطينية او احتضان الفلسطينين وقد استخدمت الفصائل الفلسطينية نفس السياسية مع صدام حسين بداية السبعينات لكي تجس نبظة فرد عليهم صدام بمحاولة اغتيال فاشلة لياسر عرفات ثم اعقبها بتاسيس منظمة التحرير العربية التي ارادها كبديل بعثي لمنظمة التحرير الفلسطينية المهم في المقام ان خطاب الفصائل الفلسطينية لايمكن اعتباره إلا نوع من انواع الابتزاز السياسي للحكومة العراقية الجديدة محاولين جر الحكومة العراقية الى دعمهم ماليا او سياسيا او التنسيق معهم والرد عليهم سهل وبسيط لو ارادت الحكومة الرد فهناك العشرات من الاحزاب الفلسطينية المستعدة الآن وبواسطة الدعم المالي العراقي ان تربك حماس وفتح ومكاتب الاحزاب الفلسطينية في دمشق مشرعة الابواب والتعامل هناك يتم باي عملة حتى لو كانت بالدينار العراقي المنهار المهم هنا فان موقف الفصائل الفلسطينية لايدعو للقلق على الاطلاق ولايمثل حتى وجهة نظر فلسطينية كاملة. بقي الموقف السعودي في هذا المجال ورغم ان اي موقف لم يصدر عن الديوان الملكي او الحكومة السعودية بصورة رسمية واكتفت السعودية ببيان صدر عن جهة غير رسمية استهجن فيه موعد التنفيذ دون الاعتراض على الحكم الصادر بحق صدام لكن السعودية في هذا المقام سكتت عندما نسبت وسائل الاعلام لها البيان مما اوحت بان البيان يمثل وجهة نظرها الرسمية وبالخصوص بعد ان تبنته فضائية العربية وهي لسان الحكومة السعودية بل لعلها تحولت الى الخارجية الاعلامية السعودية وهنا وبخصوص قضية الاستهجان لا بأس بان تذكر المملكة السعودية بموقفين مهمين للغاية يمكن للاطراف العراقية ان تبلغها للسعودية . 1 ـ ان حكومة المملكة و قواتها العسكرية المدعومة من قبل قوات بعض الدول الأوربية التي يحرم على افرادها دخول الحرم المكي المقدس في احداث مهاجمة مجموعة جهيمان ومجموعته للحرم المكي والسيطرة عليه كانت السعودية قد هاجمت جهيمان ومجموعته في داخل الحرم المكي المقدس والمحرم القتال فيه او إراقة الدماء فيه وقتلتهم جميعا عن بكرة ابيهم وكان ذلك في ايام العيد وكانت السعودية قد اكدت على انها قد حصلت على فتوى بمهاجمة جهيمان داخل الحرم المكي وفي ايام العيد وقتلهم وبمساعدة قوات اجنبية لانهم خارجون عن القانون فكيف لايحق مثلا للحكومة العراقية ان تحصل على فتوى ليس لمهاجمة الكعبة او قتل الناس فيها بل لانزال قصاص عادل بمجرم وقاتل قتل من السعودية وهدد امن السعودية واحتل منها مدينة الخفجي وهدد دول الخليج واتعب اقتصادها فكيف يكون للسعودية الحق ولايكون للعراق الحق في ذلك . 2 ـ في عام 1984 وعندما كانت الحرب العراقية ـ الايرانية في اوجها وكانت الخلافات الايرانية السعودية على ذروتها وكان الحجاج الايرانيون يقومون سنويا بمظاهرة في السعودية يوم عيد الاضحى تسمى بمظاهرة البراءة من المشركين حيث يرددون فيها شعارات الموت لاسرائيل ، الموت لامريكا ، الموت لصدام عندها قامت القوات الحكومية السعودية ومعها الكثير من المتطرفيين السعوديين بمهاجمة الحجاج الايرانيين ومعهم الحجاج العراقيين وحصلت آنذاك مواجهات ومعارك طائفية مشهودة في التاريخ حيث قتل خلالها 400 حاج ايراني منهم مجموعة كبيرة من العراقيين المهاجرين في ايران وقد قتل هؤلاء كلهم في عيد الاضحى آنذاك وتذرعت السعودية بانهم اخلوا بالامن فتصدت لهم القوات الامنية السعودية ناهيك عن التحريض الطائفي الذي صاحب هذه العملية وعلى هذا فلماذا يحق للسعودية ان تتذرع بالموقف الامني لتقتل الحجاج وبالمئات بينما لايحق للحكومة العراقية ان تتذرع بالموقف الامني وتقوم ليس بالقتل وانما بانزال حكم قضائي بحق مجرم قاتل كان يتلذذ بسب السعودية وملوكها وامراءها مثلما يتلذذ بقتل العراقيين فلماذا باء السعودية تجر وفتواها تجوز بينما باء الحكومة العراقية لا تجر وفتواها لاتجوز ماذا لو حصل اتفاق بين حملة الحج الايرانية وعددها 150 الف حاج سنويا مع حملة الحج العراقية الشيعية ووعددها 25 الف حاج سنويا مع حملة الحج اللبنانية الشيعية وحملة الحج البحرينية الشيعية ناهيك عن حملات الحج الشيعية في كل دول العالم والتي سيصل تعدادها الى قاربة الربع مليون حاج بالاتفاق في العام القادم على اقامة مراسيم البراءة من المشركين في عيد الاضحى القادم فهل ستتركهم السعودية لانه لايجوز التصدي لهم في يوم العيد لانه يوم عبادة ومن الاشهر الحرم ام اننا سنشاهد مئات الجثث وفي نفس يوم العيد والعذر ان امن السعودية اهم من كل شيء وعلى هذا الاساس لماذا لايحق للحكومة العراقية ان تقول ان الامن اهم من كل شيء وان صدام كان رمزا ملهما للجماعات الصدامية التي تقتل الناس واعدامه عملية ناجحة لانقاذ آلاف الارواح البرئية التي تقتل يوميا في الشوارع وان روح المسلم اهم من الكعبة بعظمتها واهم من الف عيد وعيد . 3 ـ معلوم لدى كل متابع ان السعودية تقوم بتنفيذ حكم الاعدام بواسطة قطع الراس بالسيف وان عمليات الاعدام لا تتم إلا في يوم الجمعة في في كل مناطق السعودية والجمعة هو عيد المسلمين جميعا ويوم صلاة الجمعة ويوم العطلة الرسمية فكيف يكون فيه تنفيذ حكم الاعدام وقطعا بالسيف وامام الناس والجمعة كعيد اسبوعي لا تختلف عن عيد الاضحى ولا عن عيد الفطر وصلاة الجمعة عمل عبادي عظيم وهي مندوبة بصورة اكبر من صلاة العيد والمقولة معرفة بان الجمعة هي عيد المسلمين ويوم عطلتهم فما الفارق بين الجمعة والعيد .لكن يبدوا ان هناك الكثير من الدول التي بدأت تنسى او تتناسي بما كانت تقوم به لكنها تتذكر جيدا التواريخ والاعياد والاشهر الحرم وعادات وتقاليد المسلمين عندما يتعلق الأمر بالآخرين .باسم العوادياشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha
