المقالات

قتلوه وهو ميزان اعمالهم


حافظ آل بشارة

مرت ذكرى استشهاد خاتم الوصيين علي (ع) في رمضان ، كان هو الأول فتقدموه فكانت خلافتهم اجتهادا مقابل النص ، أما خلافة علي (ع) فقد توفرت لها ثلاث شرعيات شرعية التعيين الالهي وشرعية البيعة الشعبية وشرعية القدرة الذاتية ، فهو معين من الله في آية : ( ... ويؤتون الزكاة وهم راكعون) ومن النبي (من كنت مولاه فعلي مولاه) لذا قال له عمر (بخ بخ لك يا ابن ابي طالب اصبحت وامسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة)، وقد هرع اليه الناس بعد مقتل عثمان فبايعوه بل وهددوه ان لم يقبل البيعة ، وكانت قدراته الذاتية من الشجاعة والعلم بشؤون الكتاب والسنة والقضاء واستقامته وزهده مؤهلات لا توجد في سواه ، لكنهم قابلوا الأمر الالهي بشعار (وسعوها في قريش تتسع) (حسبنا كتاب الله) ثم اكملوا الشوط بخروجهم عليه عقب بيعته المتأخرة ، فهم مابين ناكثين في البصرة ، وقاسطين في الشام ، ومارقين في النهروان ، وفي كل فريق منهم صحابة واهل تأريخ يعرفون من هو علي وقد شهدوا معه بدرا وأحد وخيبر والخندق ، وشهدوا تنصيبه في الغدير ، ثم قرروا قتل ثلاث شخصيات يعتقدون انهم سبب الفتنة وقد جعلوا الامام علي (ع) خليفتهم الشرعي الذي بايعوه واحدا منهم ! وهم معاوية وعمرو بن العاص اصحاب الفئة الباغية ، وقد نجا الاثنان وقتل الوصي (ع)! شرعية علي المنتخب الهيا وشعبيا لم تردع قاتليه ، ابن ملجم أشقى الاولين والآخرين بدا وكأنه هو المنتخب الذي ناب عن الأمة في قتل سيدها فهي مابين مشارك في قتله وراض به وساكت عنه ، لم يغضب أحد بل فتحوا ابواب السلطة أمام الطلقاء عناقيد الشجرة الملعونة الذين حرمت عليهم ولاية المسلمين وشعارهم (دفنا دفنا) ، لتنزو القردة على منبر النبي كما شاهد في رؤياه ، مخالفة النبي وقتل الوصي بعد خمسين عاما على البعثة تمثل عودة عاجلة الى اعراف القبيلة ، موقف الباكين على علي لا يقل انحرافا ونفعية عن موقف قاتليه ، تحت عنوان الولاء لعلي (ع) ظهرت دول وأمارات ملكية في تاريخ الاسلام مثل دولة الأدارسة في المغرب (194- 305) ودولة العلويين في الديلم ( 205- 304) ودولة البويهيين في العراق وبلاد فارس (321 - 447) ودولة الحمدانيين في العراق و سورية (293 - 392) و دولة الفاطميين في مصر (296 - 567 ) و3 دول في ايران : الصفويون ( 905 - 1133) والزنديون ( 1148 - 1193) والقاجار(1200- 1344) وكل دولة تدعي الولاء لعلي ونهج علي في الشعارات وتقلد اعداءه في السلوك ، اما الباكون عليه من المؤمنين الصادقين فقد اكتفوا بالحب وتركوا الاقتداء ، حب علي حقيقة تكوينية مثيرة للجدل لا يحبه الا مؤمن ولا يبغضه الا منافق ، لذا فهو قسيم الجنة والنار لانه ليس شخصا بل هو دين ومنهج وهو ثاني الثقلين والمقاتل على التأويل بعد قتال النبي على التنزيل ، من يعرف عليا من هذا الافق سيعرف لماذا خرجت يد من هودج تلوح بصرة دراهم ومعها النداء التأريخي (هذه لمن يأتيني بالرأس الأصلع) بغض عارم له بعده التكويني يتواصل بعد 14 قرنا فمازالت تلك اليد حاملة دراهمها تبحث عن انتحاري يأتيها بالرأس الأصلع .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هيثم
2011-08-23
كلامك يا استاذ حافظ قد قل ودل وأمتع.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك