المقالات

الدروس المستلهمة من شهادة أمير المؤمنين علي(ع). (2)


الحاج طارق السعدي

ونحن نتجول في بيوت العلم التي كان يهبط جبرائيل فيها،نستوقف قليلا عند علي(ع) في لقاءه مع الله ،والتي نعرف من خلالها ان عليا كان يهرع الى الله تعالى قبل ان يبدأ أي عمل،وكان يقدم حسابه الى الله،وكان يفضي بكل ما يعيشه من أخلاص ومحبة لله،ويتحدث من خلال ادعيته الى الله عن إحساسه برسول الله (ص)وشعوره به،وكان يدعو و يطلب من الله تعالى ان يعطي نبيه أعظم ما يعطي لأي نبي، ولعلنا ونحن في هذه الأيام العظيمة من شهر رمضان المبارك نعيش مع علي (ع)في فيض الأيمان في عقله وقلبه وحياته،فنحن بحاجة الى ذلك ،في هذا الجو المادي المفرغ من نبض الروح وخفقانه،هذا الجو الذي تحجرت قلوبنا من خلاله وتصحرت مشاعرنا إمامه فأصبحنا نعيش في عقل من حجر وقلب من حجر وإحساس من حجر،وإذا انفتحنا على بعضنا فان مصالحنا وأطماعنا هي التي تنفتح،ولكن من منا من يحب في الله ، ويبغض في الله،وكم منا من يعتبر الحياة فرصة للقيام بالمسئولية أمام الله،فجميع عباداتنا لم تعد تحاكي خالقها ،فصلاتنا تحجرت،وصومنا أصبح عادة ومجرد حالة تقليدية،نمارسها من دون أية تفاعل روحي مع الصوم ولا نعي منه ألا الجوع والعطش،و أما الحج فأصبح للتفاخر واللقب،وساحة نتحرك بها من دون ان نفهم ماذا نفعل وماذا نقول..؟لنفزع الى علي(ع) لنتعلم منه كيفية العبادة ومعنى العبودية لله التي هي سر حركة الحرية في حياته كلها أمام الإنسان كله والحياة كلها والطموح كله ،فلقد كان علي(ع)حرا أمام ذلك ،لم تفرض عليه شهوتا وأي طمع خلاف قناعاته الإيمانية ،فالنا خذ شيء من روحانيته التي أفاض بها في جميع جوانب حياته وخاصة يوم شهادته ،وفي جميع أيام حياته في ليله ونهاره ساجد لله عارفا بمعنى ذلك،ومع ان يوم شهادته هي مأساة المة بالمسلمين وفقد من بعد فقد رسول الله(ص) ما بعده فقد،لكنها تمثل لأمير المؤمنين فرحة وشوق للقاء الله ورسوله(ص) لأنهما يشغلان فكره..وعقله..وعمله..وقلبه..وحياته كلها ملك لتلك الأحاسيس التي كان يعيشها،وألم الفراق الذي بعد عنهم في ظاهر الإحساس البشري ولكن في إحساسه الروحي فان اللقاء متواصل والقرب ملتصق به دائما وفي جميع حياته...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك