المقالات

وبهذا لم يتغير شيء ..؟


بقلم .. رضا السيد

منذ سقوط النظام البائد في نيسان 2003 لم يكن هناك هم لأغلب أبناء الشعب العراقي المظلومين والمقهورين سوى القضاء على حزب البعث ، وكل المنتمين لحزب البعث من الذين تلطخت أيديهم بدماء العراقيين . ومنذ ذلك الوقت تعالت النداءات وتكررت الطلبات باجتثاث كل من كانت له علاقة بذلك الحزب سواءا على المستوى المدني أي في وزارات ودوائر ومؤسسات الدولة أو على المستوى العسكري في مفاصل وزارة الدفاع أو الداخلية أو المفاصل الأخرى كالأمن الوطني أو الاستخبارات والمخابرات . لان بقاء هؤلاء في تلك المناصب يعني بقاء ذلك الحزب وإعطاءه المجال لكي يعيد ترتيب أوراقه على حساب الدم العراقي الطاهر . ولكن للأسف الشديد أكثر الأصوات التي دعت إلى القضاء على هؤلاء تعرضت إما للإسكات بواسطة الأموال والمناصب الكبيرة أو بواسطة القتل والاغتيالات ..؟ وهكذا إلى إن وصل الحال الان إن اغلب الأماكن الحساسة مسيطر عليها من قبل هؤلاء المجرمين من أذناب حزب البعث الصدامي المجرم ، وما قرار إعادة الضباط البعثيين إلى الجيش والشرطة إلا واحدة من الصفقات المشبوهة التي تخدم الاحتلال والأجندات المعروفة التي غايتها إعادة هذا الحزب للظهور من جديد ..؟ ففي قرار مثير للدهشة يلغي كل قرارات اجتثاث الضباط البعثيين ، قال مصدر مقرب من مكتب القائد العام للقوات " ان جميع أوامر الاجتثاث الضباط في الجيش والشرطة ستلغى ، وسيتم إعادتهم الى الخدمة فورا". وأكد المصدر: ان الداخلية و الدفاع تسلمت كتاباً من رئاسة الوزراء يقضي بإلغاء جميع أوامر اجتثاث الضباط و إعادتهم الى الخدمة فورا . واستغربت قوى نيابية ان يقدم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي على اتخاذ هذا القرار بمعزل عن استشارة رفاقه وزملائه في دولة القانون ـ أو في التحالف الوطني الذي يعارض حتى مقترح توقيع عقد مع نحو 15 ألف جندي أمريكي للتدريب في العراق . وهذا الفعل يدعو الى التأمل بان ثمة ضغوطا كبيرة مورست على المالكي لاتخاذ مثل هذا القرار ، الذي يعد خيانة للشعب العراقي بغض النظر عن الأسباب التي كانت وراء التوقيع على مثل هذا القرار . والسؤال الكبير ، هو : " هل يستطيع المالكي تطبيق هذا القرار ، وهل يستطيع ان يقنع حلفاءه بصوابه ، بل هل يتوقع ان تسكت القوى السياسية عليه أم أنها ستشن على القرار حربا شعواء لإفشاله وإبطاله ، حتى يتحقق ذلك "؟ مجموعة أسئلة تتطلب الإجابة عليها لمعرف ملابسات اتخاذ القرار الخطير بإعادة البعثيين الى الجيش والشرطة فورا حسب ما أعلنه مصدر في مكتب القائد العام للقوات المسلحة. ولكن قبل كل ذلك لابد من ان نشير الى ان التفسير الوحيد حتى الان لهذا القرار في حالة ثبوت صحته ، هو ان الأمريكان يسعون الى تحقق وجود جيش عراقي بقيادة مئات الضباط العراقيين البعثيين ممن تم اجتثاثهم ، ليكون هؤلاء بديلا عن وجود نحو 47 ألف جندي أمريكي الذين مقرر مغادرتهم العراق في نهاية عام 2011 كما هو مقرر من قبل . أنا هنا أشير إلى مسالة مهمة جدا .. وهي إن على الأطراف السياسية المنشغلة الان بالتقاطعات والنزاعات إن تلاحظ مدى حجم الخطر المحدق بها جراء تطبيق هذا القرار وتوحيد كلمتهم لما فيه مصلحتهم التي ربما هي مصلحة العراق ..؟؟!! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك