المقالات

توزيع الصلاحيات والادوار

736 22:45:00 2011-08-15

عادل الجبوري

اذا كانت الصلاحيات والادوار في الدول والمجتمعات المحكومة بأنظمة ديكتاتورية استبدادية محصورة في ايدي عدد قليل من الاشخاص يستمدون قوتهم من الحاكم الاعلى، وفي ظل غياب كامل-او شبه كامل-للمنهجيات والسياسات والسياقات الواضحة والمشخصة والمستندة على متطلبات واحتياجات افراد المجمتع، فأن الامر يختلف تماما في الدول والمجتمعات ذات الانظمة الديمقراطية التي تقوم على مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع واستنادا الى الدستور الذي يحدد كل المسارات والاتجاهات، ويرسم الحدود والضوابط والقيود.ولعلنا نجد الكثير من الانظمة الديكتاتورية تدعي بأستمرار انها ديمقراطية حتى النخاع وترفع ليل نهار الشعارات الرنانة الطنانة وتتغنى بها عبر كل المنابر، لكن مثل تلك المدعيات لايمكنها الصمود امام حقائق الواقع ومعطياته.الدساتير في الانظمة الديمقراطية، ومن بينها الدستور العراقي حددت ووزعت الصلاحيات والمهام والادوار بين السلطات الثلاث-التنفيذية والتشريعية والقضائية-بحث ضمنت استقلالية كل واحدة منها، في ذات الوقت بلورت حالة تكاملية بينها من حيث الصلاحيات والمهام والادوار، لتجنب التداخل والتقاطع فيما بينها مما قد يؤثر سلبا على سلامة البناء الديمقراطي للدولة.وبما النظام السياسي العراقي هو نظام اتحادي، فأنه حدد مقدار من الصلاحيات والمهام والادوار للاقاليم الفيدرالية التي تتشكل وفق الدستور، وكذلك المحافظات غير المنتظمة بأقليم.والحكومات المحلية التي اوجدت من خلال الية الانتخابات الحرة في المحافظات اريد لها ان تضطلع بوظائف فعلية وحقيقية وليست شكلية، وتعالج وتتلافى كل الاثار والتبعات السلبية التي خلفتها السياسات المركزية المقيتة التي سادت طيلة عقود من الزمن، بحيث جعلت المحافظات تخضع بالكامل لسطوة ونفوذ ومزاجيات الحكومات والسلطات في المركز، مما تسبب في شيوع الفقر والتخلف والحرمان والتهميش والاقصاء رغم الثروات والموارد والامكانيات التي تتوفر في مختلف محافظات العراق، لاسيما محافظات الجنوب والفرات الاوسط، كالنفط والمياه والثروات الحيوانية والسياحة بشقيها الطبيعي والديني.ان استمرار ذات النهج من قبل المركز في التعاطي مع المحافظات والتعمد بتجاوز وتجاهل الحكومات المحلية ومجالس المحافظات من شأنه ان يخلف نتائج خطيرة للغاية، ويفاقم المشاكل والازمات، بدلا من حلها ومعالجتها.السعي الى تكبيل السلطات المحلية ونزع صلاحياتها ووظائفها وادوارها المقرة في الدستور يمثل سيرا في الاتجاه الخاطيء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك