المقالات

البغدادية وتعليم الشعب أساليب القتل


بقلم عبدالناصرجبارالناصري

 

يعتبر الفن في العالم المتقدم أحد الأساليب المهمة والرئيسية في بناء المجتمعات على أسس تقدمية وحضارية تنبض بالحياة والتسامح والمحبة والسلام والوئام ألا أن العالم الثالث والوطن العربي أخذ يفهم هذا الفن بشكل خاطيء وبمفاهيم سطحية ومقلوبة فالفن في العالم يعالج الجريمة بأساليب أكاديمية ومدروسة دراسة صحيحة من جميع نواحيها وتظهر للمشاهدين أن المجرم نال عقابه فورا وقدتم القاء القبض عليه فورا أما في العراق فقد قام القائمون على الفن بقلب مفاهيم الفن والتمثيل فبدأوا يظهرون للمشاهد العراقي بأن المجرم مترف وبعيد عن المحاسبة والمراقبة وصوروا للمشاهد بأن الطريق الأمثل للحصول على المال وعلى السعادة هو اللجوء الى القتل والسلب والنهب والأختطاف وهذا الأسلوب عمل على ترسيخه المجرم صدام حسين ووزارتة التي كانت تسمى وزارة الثقافة والأعلام ففي ذلك الوقت نتذكر الأيام التي كانت يعرض فيها مسلسل أبوجحيل وكان لهذا المسلسل دور واضح في سرقة العديد من سيارات المواطنين العراقيين والسبب كان يعود الى المسلسل الذي يقوم بطله بسرقة السيارات بطرق عديدة حتى أدى ذلك الى تعليم الشاب العراقي طرق كيفية سرقة السيارات حتى أصبحت سرقة السيارات بسيطة جدا ومن السهولة جدا أن تسرق سيارة بسبب مايسمى العمل الفني والمسلسلات الهادفة

ولدينا تجارب عديدة جميعها يثبت بأن الأعمال التي عرضت على التلفزيون العراقي كان لها مردود سلبي ادى الى سفك الدماء والى أنتشار الجريمة لان المواطن العراقي الذي يدور في باله الجرم يكون مقلد أعمى للأعمال التي تعرض عليه , وأذا سلمنا بهذا الرأي يجب على القائمين على الفن والمنتجين للمسلسلات وللأعمال الدرامية عليهم أن يستفيدوا من هذا الأستنتاج وعليهم أن يظهروا أعمال تبث الحياة وتبث السلام وعليهم أن يظهروا بطل المسلسل مسالم فقير شريف وطني يؤمن بالوطنية ويؤمن بحقوق الأنسان

وهذا مانشاهده معكوسا تماما في قناة البغدادية فقناة البغدادية عملت وتعمل دائما على أثارة الشغب وأثارة الفوضى بسبب نهجها المعارض للعملية السياسية وللأسف الشديد أخذ هذا الأسلوب المعارض للسياسة يمتد الى معارض لكل شيء فأخذت قناة البغدادية على عاتقها فكرة تدمير المجتمع العراقي من حيث تدري أولاتدري فنحن نعلم أن البرامج السياسية التي تثبها البغدادية أستقطبت العديد من المشاهدين المعارضين للحكومة بسبب الكم الهائل من الأنتقادات التي تبثها البغدادية حتى أصبح في العراق جيلا كاملا غير مؤمن بالعملية السياسية بسبب مشاهدته للبغدادية وأخواتها المعارضات والسائرات على نفس الخط التدميري

أما اليوم وفي هذه الأيام وفي شهر رمضان نحن أمام مرحلة جديدة من العداء تبثها لنا قناة البغدادية وتمرره على الشعب بأسلوب الفن وبأسلوب مايسمى الدراما العراقية فنحن أمام مرحلة خطيرة جدا وهي أثارة العصابات والعمل على توسيع الجريمة والقتل وسفك الدم العراقي من خلال مسلسلها الذي يعرض هذه الأيام والمسمى ب" أبو طـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبر" وهذا المسلسل بمثابة الترويج للجريمة والعمل على تصديرها داخل المجتمع العراقي وهذا المسلسل يعمل على تحسين صورة سفاك الدماء المسمى أبو طبر والذي غاب عن أذهان الجميع وغاب عن أذهان جيلنا الحالي فلاأحد من شبابنا اليوم يتذكر ماهوابو طبر وماهي قصة أبو طبرفأنا أتساءل لمصلحة من تعاد قضية أبو طبر داخل المجتمع العراقي ؟؟؟ألا يعتبر عمل البغدادية هذا تصدير لثقافة الدم ؟ وتصدير للقتل والسلب والنهب ؟؟؟مالذي جناه شعبنا من المسلسلات الدموية غير القتل وغير التقليد الأعمى لأبطال المسلسلات الدموية ؟ ثم أتساءل مرة أخرى هل أن مجتمعنا العراقي ينقصه مثل هذه المسلسلات الدموية حتى نثير له هذا النوع من المسلسلات ؟ ألا يكفينا مانشاهده من مفخخات ودماء تسيل كل يوم في شوارعنا ؟ فأين العمل الدرامي الذي يعمل على ترويح النفس وترفيهها والذهاب بها بعيدا عن مأساتها اليومية ؟

فأذا كانت الحكومة العراقية تعيب على مشعان الجبوري لأنه يعرض كيفية صناعة العبوات والقنابل فأن هذا المسلسل لايقل خطرا عن صناعة العبوات والمفخخات لأن الأثنين يعلمان كيفية القتل وفي النهاية نضع هذا المسلسل أمام المختصين في الشأن الفني وأمام المسؤلوين العراقيين لتلافي هذا المسلسل ومنعه من العرض وأن لن يعملوا على منع هذا المسلسل فالمجتمع العراقي مقبل على المئات من أبو طبر الحقيقي من الذين تأثروا بهذا المسلسل وفي هذا الصدد نذكر قصة مشابهة للتقليد للجريمة التي يتم عرضها عن طريق المسلسلات " العراقيون تابعوا مسلسل مراد علم دار وأدى ذلك الى قتل طالب في المرحلة المتوسطة على أيدي زملائه وأعترف القاتلون بأنهم قتلوا زميلهم بأمر من زميلهم الذي يقودهم مراد وأنهم عملوا على شكل عصابة مراد لأنهم تأثروا بهذا المسلسل "

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2011-08-15
هل من الصعب إغلاق هذه القنوات السخيفة التي تريد زرع الرذيلة في المجتمع كما كانت قناة الزوراء لصحابها الكيولي ابن الكيولي محكان الجبوري ؟؟؟؟؟؟
محمود شاكر شبلي
2011-08-14
((فأخذت قناة البغدادية على عاتقها فكرة تدمير المجتمع العراقي من حيث تدري أولاتدري)) لا ياسيدي .. انها تدري .. نعم أنهم يعرفون ماذا يفعلون .. البغداديةتديرها عقول خبيثة تريد للعملية السياسية أن تنهار وللبعث الفاسد أن يعود.. ولذلك أتخذت على عاتقها مبدأ افساد الأجيال الجديدة وتعليمها فنون القتل حتى يفسد المجتمع وبالتالي سينهار كل شيء.. انهم يعرفون جيدا ماهم فاعلون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك