المقالات

تشخيص الداء نصف العلاج


عماد الاخرس

والداء الذي اعنيه في مقالي هو الفساد المالي بعد أن أصبح الحديث عنه في العهد الديمقراطي الجديد ظاهره عامه يمارسها اغلب العراقيين في كل مكان .. الشارع .. البيت .. حافلات نقل الركاب العامة .. المنابر الدينية .. الخ .واهم ما في هذا الحديث هو توجيه الانتقادات اللاذعة للقادة السياسيين والمسئولين الحكوميين بمختلف مواقعهم ودرجاتهم الوظيفية مستغلين فسحة الديمقراطية المتوفرة لهم وكأنها وجدت لهذا الغرض فقط.أما القنوات الفضائية فان اغلبها تُسارع في الإعلان عن أي حالة فساد صغيره كانت أم كبيره في أخبارها العاجلة يليها إطلاق زوبعتها الإعلامية التي قد تستمر لأيام وممكن لشهور .ثم يبدأ أصحاب القلم في نشر مقالاتهم لتملأ الصحف والمواقع الالكترونية وبعناوين مختلفة يتناول بعضها تشخيص هذا الداء ومدى خطورته وازدياد أعداد المرضى الفاسدين المصابين به .. الخ . كل هذا وتبقى المصيبة نفسها في استمرار هذا الداء القاتل واستفحاله وتغيير واقع حاله من سيء إلى أكثر سوءاً وسبب ذلك يعود إلى غياب النية الصادقة في علاجه واستخدامه من قبل البعض كسلاح للتسقيط السياسي والاجتماعي. و ليس هناك اعتراض على فضح الفساد والتشهير بالفاسدين ولكن الاعتماد على هذا الأسلوب فقط لا يقضى على هذا الداء.وهناك حقيقة يعرفها الجميع إن تشخيص أي داء هو نصف العلاج ولابد أن تكون هناك إجراءات تكميلية سليمة للقضاء عليه. إن غياب التشريعات والعقوبات الصارمة احد الأسباب الرئيسية لتفشى الفساد في مؤسسات الدولة العراقية لأنها وضعت الفاسدين في بر الأمان وخصوصا بعد أن اعتادوا النقد و الزوبعات الإعلامية والفضائح وأصبحوا لا يعيرون اهتماما بمنابرها ولا يعطونها سوى الأذن الصماء ولا تعنى لهم سوى المزيد من الثرثرة والتهريج وهم واثقون بأنها أقصى رد موجود على جرائمهم وليس هناك ردود أخرى . لذا لابد من التفكير في إتباع الوسائل الفعالة القادرة على ردع الفاسدين وأهمها إجبار البرلمان العراقي على تشريع القوانين التي تحارب الفساد وتقلعه من جذوره بلا عوده .. ليس هذا فقط بل تشديد الرقابة على الحكومة ومتابعة مدى تنفيذها العقوبات الصارمة لكل من يخالفها .. وعكس ذلك يبقى اللجوء إلى التظاهر والاعتصام والعصيان خير وسيله .أخيرا أقولها .. إن الثرثرة والتهريج لن تغير من حال الشعوب إلى الأحسن بل تسير بها إلى الأسوأ وهى لا تكفى لحل مشاكل العباد ولا تضع حداً للفساد.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك