المقالات

(شاعورة وجدر) وجمهورية الشيشان


عبدالكريم ابراهيم

لو بحثت في خرائط امانة بغداد عن هذه المنطقة ،فانك لن تجد لها موقعا عليها ،ربما لانها لم تدخل حدود الامانة او ان تكون وزارة البلديات قد غيرت اسمها الى اسم آخر اكثر رومانسية وموسقية على السامع : انها منطقة (شاعورة وجدر ) التي لايعرف حتى الآن سبب هذه التسمية و العلاقة مابين طرفي الاسم المركب .الوصول الى هذه المنطقة يتطلب العودة الى ايام عز الاتحاد السوفيتي والسيطرة المعسكر الاشتراكي على نصف الكرة الارضية ،طبعا العودة لاتتطلب اعتماد نظامه الذي كان سائدا الى وقت قريب ،لان اهالي المنطقة بعيدون كل البعد عن الميول اليسارية وضرتها اليمينية ،ولكن الوصول الى (شاعورة والجدر ) حكرا على سيارات ( الواز ) الروسية الصنع ،لان هذه الاخيرة لها القدرة على تحمل وعورة الطريق و (الطسات ) الصناعية والطبيعية التي اصبحت لازمة مكانية مشهورة ،فضلا عن ان سيارات (الواز ) تصلح لنقل الاشخاص والبضائع معا ،وبرغم محاولات بعض السيارات الجديدة كسر هذا الاحتكار ولاسيما الايرانية والصينية ودخول هذا المعترك ولكن الفشل مصير اغلب هذه المحاولات ويبقى الوضع على ماهو عليه ، ربما تكون سيارات ( الواز ) اقامت علاقة وطيدة مع الاهالي والطبيعة الجغرافية للمنطقة منذ عقود طويلة . انا على يقين تام ان بعض المسؤولين حتى أهل الاختصاص في مجال الاسكان والخدمات ،لم يسمعوا بـ(شاعورة وجدر ) فقد يبادر الى تفكيرهم على انها جزء من اقيلم دارفور المضطرب امنيا ،لأن كلا الفريقين يعيش في عالمين مختلفين ، الاول : ان بعض المسؤولين حدود صلاحيات تفكيرهم لاتعمل خارج المنطقة الخضراء ، اما الطرف الثاني :وجوه تعبى لا تعرف الراحة وحياتهم عبارة عن بحث منذ الصباح حتى المساء عن الماء الصالح للشرب والخدمات التي هجرتهم الى المناطق القريبة .(شاعورة وجدر ) ليست الوحيدة من مناطق النسيان والاهمال ، بل هناك الحميدية وسبع قصور والمعامل حيث تتخلل هذه المناطق الفقيرة مناطق اشد وطأة يعبر عنها الاهالي بـ( الشيشان ) طبعا ليست تلك الدولة التي تقع في وسط جبال القوقاز ،ربما استهوى اهل القاموس اللغوي المحلي هذه التسمية واخذوا يطلقونها على كل الاحياء الشديدة الفقرواكثر مناطق العاصمة نقصا في الخدمات . وقد تكونت مناطق ( الشيشان ) نتيجة الفروع الجديدة التي فتحها الفقر في مناطق العشوائيات . العلاقة بين مناطق كـ(شاعورة وجدر) بـ(الشيشان) اشبه ماتكون بالدجاجة التي تفرخ تحت عباءتها مناطق صغيرة تتشابه في كل شيء ما عدا الاسم ،وتحت ضغط ازمة السكن تكبر يوما بعد يوم مثل هذه المناطق وتناسل فيما بينها مكونة احياء جديدة لاتملك ابسط مقومات الحياة ،ربما مثل هذه المناطق خارج نطاق التغطية الخدمية والموبايلية ،ولكن هؤلاء الاهالي يحملون الجنسية العراقية ولديهم والحمدلله البطاقة التموينية كثيرا ما يبرزونها في المعاملات الرسمية والسيطرات الامنية .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك