المقالات

الترشيق انقاذ لا بد منه /


حافظ آل بشارة

ازدادت قناعات الكتل السياسية بالترشيق ، ومن كان منهم قلقا اصبح يفكر بهدوء وواقعية ، الانسان السوي يذعن لمنطق الحق مهما كانت نتائجه ، الحكومة الحالية القابعة في المنطقة الخضراء تشبه عباءة فضفاضة يرتديها شخص نحيف ، ومن يدرك تفاصيل ما يجري يعرف فورا ان الترشيق ليس مؤامرة عدوانية ولا لعبة مريبة بل هو محاولة لانقاذ الجميع من المستقبل الاسود الذي ينتظر البلد حكومة وشعبا اذا استمرت الفوضى الحكومية بهذا الشكل ، اغرب مافي هذه الحكومة انها لن تتأثر قيد انملة اذا الغيت 15 وزارة منها ! فكم هي فضفاضة اذن ؟ وكم استهان مصممو هذه الحكومة منذ البداية بالدور القيادي للوزارات في قطاعها التنفيذي ؟ كثرة عدد الوزراء ليس عنصرا ايجيابيا بأي حال لان الوزير موقع قيادي وكلما كان عدد القادة اقل في السلطة التنفيذية كانت اكثر تركيزا واسرع حركة وادق انجازا ، ويصبح سهلا تشكيل حكومة التكنوقراط ، وسهلا تعيين وزراء من ذوي الكفاءة العالية لان عددهم اقل . كما ان السيطرة على توجهات الوزارات القليلة اسهل خاصة عندما تنتشر ثقافة دخول المخالفين الى الحكومة فمنهم من يعدها فرصة لممارسة التدمير تحت لافتة رسمية ومنهم من يعدها غنيمة يجب ان تستغل ، ومنهم من يرى ان حضوره في مركز الحكومة وهو معاد للعملية السياسية افضل دعم لمعركته ، ومنهم من يرى ان مستقبله السياسي في حزبه والدعم الاجنبي الذي يتلقاه وليس في دولته العصرية القوية المتطورة الموحدة ، تغيير هذه الثقافة يتحقق بعد انقراض جيل ، لذا ينشط صنف من القوى يحاول استخدام الحكومة لخدمة الحزب وشعارها هدموا الحكومة وابنوا الحزب ، ويقف وراء هذا التفكير ضعف الثقة بوطن موحد وضعف الشعور بالانتماء اليه والمبالغة في الصداقات مع اطراف اجنبية ، حتى يبدو الشركاء احيانا وكأنهم لم يقرروا العيش مع الآخرين في بلد واحد ، يبدو الوطن لبعضهم وكأنه فندق يقطنون فيه مؤقتا ولا يعنيهم شيء من مشاكله وعذابات اهله ، آخرون يشعرون بالعجز عن التعايش مما يجعلهم فريسة لهاجس التخندق الدائم والاستعداد للقتال ومن يعيش تحت هذا النوع من الهواجس لا يمكنه ممارسة اي نوع من انواع البناء والتنمية والاعمار ، لانه فاقد للامن النفسي ، الترشيق يساعد على تقليل حالة التشتت والتعدد في الرؤى ويعد خطوة جيدة لردع المحاصصة التي تحولت من عنصر حل الى عنصر تعقيد وتأزيم ، في ظل الترشيق يصبح ممكنا التحدث عن حكومة كفاءات بدل حكومة الرموز ، حكومة كادحين بدل حكومة المترفين ، وحكومة خدم الشعب المتواضعين وليست حكومة قيادات حزبية متوترة ، لا يمكن الاستغناء عن الاحزاب وشراكتها في العملية الديمقراطية ولكن يجب توحيد الهم السياسي وتوحيد اجندة الداخلين في الحكومة بحيث لا يجلس دعاة التهديم ودعاة البناء على طاولة واحدة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك