المقالات

مفتاح الحل عند اهل الحل!

582 11:10:00 2011-08-05

احمد عبد الرحمن

لعل الترابط بين ما هو سياسي وما هو امني واقتصادي وحياتي في المجتمع امر بديهي وقضية حتمية لايمكن النقاش والجدل كثيرا بشأنها لاثبات العكس.وفي العراق، اثبتت وتثبت يوميا الحقائق والارقام والمعطيات على ارض الواقع ان الاحتقان السياسي يعنكس بصورة سلبية على الاوضاع الامنية والحياتية والاقتصادية لعموم ابناء المجتمع. ولان الاحتقان السياسي يعد واحد من ابرز سمات وخصائص المشهد السياسي العراقي طيلة الاعوام الثمانية الماضية، ليس بسبب ان التجربة الديمقراطية حديثة العهد ولم تتكامل ولم تنضج وتتبلور بما فيه الكفاية، وانما لان معظم المشاريع والحسابات والبرامج والاجندات السياسية بقيت تتحرك في فضاء العناوين والمسميات الحزبية والفئوية-القومية او الدينية او الطائفية او المناطقية-الضيقة، ولم تتحرك وتمتد الى فضاء العنوان والمسمى الوطني العام. هذه الاشكالية التي مازالت حاضرة بقوة في كل تفاصيل وجزئيات الحراك السياسي في البلد، ساهمت -شئنا ام ابينا-في تهيئة الارضيات لاوضاع امنية متشنجة ومختقنة ومضطربة على طول الخط مع ارتفاع وانخفاض في الخط البياني يرتبط بدرجة كبيرة بأيقاع ومنحى الحراك السياسي، والقت تلك الاشكالية ايضا بظلالها الثقيلة على الواقع الحياتي والخدمي للمواطن العراقي، بحيث ان احتياجاته ومتطلباته اليومية الاساسية، مثل الكهرباء والماء والوقود وفرص العمل، التي يفترض بالدولة-الحكومة ان توفرها له، بقيت اما غائبة او متلكئة ودون مستوى الطموح كثيرا.ويبرز الترابط بين السياسي والامني والحياتي والخدمي اليوم بصورة واضحة وجلية، واذا كان المواطن العراقي قد تفاءل واستبشر خيرا قبل سبعة شهور بعد مخاضات عسيرة اسفرت عن تشكيل الحكومة، فأنه يعيش حاليا وسط اجواء كبيرة من الاحباط واليأس والاستياء، لاسيما وانه يشهد ويشاهد عن كثب مسارات العملية السياسية، وطبيعة الحوارات والمفاوضات العقيمة في جانب كبير منها بين الكتل السياسية حول مسائل ماكان ينبغي لها ان تأخذ كل ذلك الوقت الطويل، لو ان المصالح الوطنية العامة تقدمت على المصالح الفئوية الخاصة. ومن حق المواطن العراقي ان لايبدي تفاؤلا حيال طبيعة مايجري في الساحة الساحة بمختلف ميادينها كالحكومة ومجلس النواب، وهو يأن تحت وطأة ظروفه الحياتية الصعبة والمرهقة للغاية، وعلى المعنيين بزمام الامور ان يدركوا ان مفتاح النجاح والاستقرار الحقيقي للبلد هو انفراج الاوضاع الحياتية والامنية السيئة للمواطن، ووعليهم ان يدركوا ايضا ان انفراجها لايتحقق الا بأنفراج الاوضاع السياسية، ومهذا ما ينبغي ان يقوموا به هم انفسهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك