المقالات

معضلة البقاء الامريكي

736 09:52:00 2011-08-04

محمد الركابي

على ما يبدو ان جميع مشاكل العراق الداخلية قد توصل القادة السياسيين في البلد الى حلول ملائمة ومناسبة لها ولم يتبقى في اجنداتهم ومفكراتهم سوى موضوع البقاء الامريكي من عدمه , حيث ما يجري في الساحة السياسية العراقية اليوم من عملية مد وجزر في هذا الامر واضحة للعيان وكلا يريد ان يرمي الكرة والملامة على الجهة الاخرى فالدعاة في الامس القريب الى رحيل تلك القوات لعدم شرعية بقائها على ارض العراق اصبحوا هم اليوم المتمسكين ببقائها وتحت ذرائع واعذار يريدون من خلالها كسب تأييد الاخرين لفكرة البقاء الامريكي حتى اصبح هذا الموضوع محل مقايضة سياسية في الشأن العراقي الداخلي , والاجتماعات الاخيرة لقادة الكتل السياسية وضحت الملامح النهائية للراغبين بالبقاء الامريكي من المعارضين لهذا الامر ويبقى موقف كتلة الاحرار هو الوحيد الواضح منذ البداية وهو الرفض التام للبقاء وعلى مر الزمان الذي تم مناقشة هذا الموضوع فيه .ومع ما تمارسه الحكومة الامريكية من ضغط مبطن على الحكومة العراقية من اجل اجراء تعديلات على الاتفاقية التي وقعت بين الجانبين ومن اجل ضمان مقدار معين لتلك القوات وعلى ان يتم توفير حماية قانونية لهم ضد أي ملاحقة من القضاء العراقية وكذلك حتى الضغط الخارجي عبر مواقف الدول المجاورة له وايجاد الازمات من اجل تشديد الضغط على الحكومة لغرض الرضوخ لفكرة بقاء القوات وكأن العراق لا يستطيع العيش او حماية نفسه من دون وجود هذه القوات وذلك ليس بالشيء الغريب طالما ان مكتب القائد العام للقوات المسلحة لم يبين الى الان مدى جاهزية القوات العسكرية العراقية في حماية الوطن ضد الاخطار الداخلية الخارجية وهذا كان مطلب من مطالب المجلس الاعلى الاسلامي لكي يتم من خلال ذاك التعريف تحديد موقف البقاء الامريكي من عدمه .واما دعاة الرحيل في الامس القريب فأنهم وجدوا ان المصلحة الحزبية والفئوية تقتضي البقاء الامريكي فراحوا يحاولون جمع التأييد والدعم لذلك مع ضعف موقف مكتب القائد العام وعدم بيانه مدى الاستعداد المهني للقوات العراقية فكان ذاك الامر نقطة الضعف والطريق السالك لمحاولة جمع التأييد للبقاء الامريكي وبل على الاكثر ان الجانب الامريكي قدم لتلك الجهات من الوعود في المراحل المستقبلية ما يضمن لتلك الجهات السياسية الارباح التي يحلمون بالحصول عليها وخاصة وانهم قد خسروا في هذه المرحلة ولم يتمكنوا من تحقيق احلامهم في الشأن السياسي العراقي , ولذلك ستبقى معضلة البقاء الامريكي مرهونة بالمقايضات السياسية وما سوف يقدم من عروض ومكاسب لتلك الجهة او هذه

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك