المقالات

زائر نحن في حضرته الضيوف!

1006 11:21:00 2011-08-03

طالب عباس الظاهر

كم هي سريعة عجلة الزمن! يمر بنا اليوم كأنه ساعة.. والأسبوع كأنه يوم.. والسنة كأنها شهر، لكأننا بالأمس القريب فقط ودعناه، وذرفنا الدموع بحرارة شوق العاشقين، وحنين المحبين.. ونحن نرتقي السلالم لكي نوصله إلى محطة الفراق الأخيرة، بعدما حزمنا مجبرين حقائب رحيله الوشيك عنا.. وبقاء صوته الشجي في أسماعنا حتى بعد خفوت الصدى.. فيلفنا شعور جارف بالوحشة.. للإنقضاء السريع- أسرع مما كنا نتوقع بكثير- لأجل فسحة بقاؤه العزيز بيننا، ومدة مكوثه الجميل عندنا، كضيف خفيف الظل..أليف المعشر ..كريم الشمائل..تنير أحاديثه الشيقة.. وعمق حكمته.. ليالينا بنور الإيمان الباهر، حتى يحيل ظلمة نفوسنا.. وظلم يأسنا من انفراج سريع للمحنة، إلى إشراق لذيذ في الأرواح، ونصب الاجتهاد، إلى أمل لطيف يملأ كياننا، ونحن نتطلع إلى هيبته ولا نشبع.. وجلال محضره ولا نرتوي.. بلحيته البيضاء، كأنها حزمة من نور ثلجي، وبشرة وجهه البيضاء..المشربة بحمرة الورد، وابتسامته العريضة التي نلمحها تعلو تقاطيعه؛ كلما اختلسنا النظر إلى وجهه الكريم، فنشعر دائماً في حضرته كأننا نحن الضيوف! لأنه يهبنا الكثير الكثير مما نعجز عن إحصائه، مقابل بعض ما نقدمه على المائدة بين يديه.. مما نخجل حتى من ذكره الآن لتفاهته، وعدم ملاءمته لشرف مكانته، وعظم شأنه!. بالأمس كنا نعاهده على الثبات على ما كنا عليه خلال وجوده بين ظهرانينا، ونقطع له الوعود على الحفاظ على هذه الكنوز الروحية التي منحنا إياها، وأفاض به علينا بوجوده، وعاهدناه على أن نحافظ عليها كأعز ممتلكاتنا، من المال والبنون و..و..إلى أن يزورنا مجددا.ولكن ها هو يعود مرة أخرى، بحضوره البهي، ويشرق علينا بنوره، لكي يضيء حياتنا..بل قلوبنا من جديد.. ويروي أرواحنا الظامئة من حلاوة الإيمان، ولذة الخشوع بين يدي الخالق العظيم.لا شك إننا سنفرح به، ونستبشر بقدومه، ولكن كيف سيجدنا؟ وبأي حال سنلقاه ويلقانا؟ هل وفينا بتلك العهود العريضة التي قطعناها مع أنفسنا أمامه؟ هل حفظنا الأمانة حقاً؟ أم عدنا إلى حيث بدأ معنا العام الماضي والذي قبله؟ فمثلما نريده أن يكون، يجب أن نكون كما يريد؛ إن كنا فعلاً نحبه.أفهل نرتضي لأنفسنا أن يكون مثلنا مثل الطالب الذي كلما مرّ عام دراسي فشل في الانتقال إلى صف جديد، ولا يفتأ يعدَّ العام تلو العام، وهو ما يزال يرواح في مكانه؟! بل ودائماً نظل نبدأ من الصفر! أم يجب أن نرتقي من صف إلى آخر، ونتجاوز المراحل، ولكي نستقبل ضيفنا العزيز في هذا العام، على الأقل دون ندم، نتيجة لما فرطنا به في حق أنفسنا، في فترة سفره وغيابه عنا.نعم فأي ضيف أعظم من شهر رمضان الكريم؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك