المقالات

زائر نحن في حضرته الضيوف!


طالب عباس الظاهر

كم هي سريعة عجلة الزمن! يمر بنا اليوم كأنه ساعة.. والأسبوع كأنه يوم.. والسنة كأنها شهر، لكأننا بالأمس القريب فقط ودعناه، وذرفنا الدموع بحرارة شوق العاشقين، وحنين المحبين.. ونحن نرتقي السلالم لكي نوصله إلى محطة الفراق الأخيرة، بعدما حزمنا مجبرين حقائب رحيله الوشيك عنا.. وبقاء صوته الشجي في أسماعنا حتى بعد خفوت الصدى.. فيلفنا شعور جارف بالوحشة.. للإنقضاء السريع- أسرع مما كنا نتوقع بكثير- لأجل فسحة بقاؤه العزيز بيننا، ومدة مكوثه الجميل عندنا، كضيف خفيف الظل..أليف المعشر ..كريم الشمائل..تنير أحاديثه الشيقة.. وعمق حكمته.. ليالينا بنور الإيمان الباهر، حتى يحيل ظلمة نفوسنا.. وظلم يأسنا من انفراج سريع للمحنة، إلى إشراق لذيذ في الأرواح، ونصب الاجتهاد، إلى أمل لطيف يملأ كياننا، ونحن نتطلع إلى هيبته ولا نشبع.. وجلال محضره ولا نرتوي.. بلحيته البيضاء، كأنها حزمة من نور ثلجي، وبشرة وجهه البيضاء..المشربة بحمرة الورد، وابتسامته العريضة التي نلمحها تعلو تقاطيعه؛ كلما اختلسنا النظر إلى وجهه الكريم، فنشعر دائماً في حضرته كأننا نحن الضيوف! لأنه يهبنا الكثير الكثير مما نعجز عن إحصائه، مقابل بعض ما نقدمه على المائدة بين يديه.. مما نخجل حتى من ذكره الآن لتفاهته، وعدم ملاءمته لشرف مكانته، وعظم شأنه!. بالأمس كنا نعاهده على الثبات على ما كنا عليه خلال وجوده بين ظهرانينا، ونقطع له الوعود على الحفاظ على هذه الكنوز الروحية التي منحنا إياها، وأفاض به علينا بوجوده، وعاهدناه على أن نحافظ عليها كأعز ممتلكاتنا، من المال والبنون و..و..إلى أن يزورنا مجددا.ولكن ها هو يعود مرة أخرى، بحضوره البهي، ويشرق علينا بنوره، لكي يضيء حياتنا..بل قلوبنا من جديد.. ويروي أرواحنا الظامئة من حلاوة الإيمان، ولذة الخشوع بين يدي الخالق العظيم.لا شك إننا سنفرح به، ونستبشر بقدومه، ولكن كيف سيجدنا؟ وبأي حال سنلقاه ويلقانا؟ هل وفينا بتلك العهود العريضة التي قطعناها مع أنفسنا أمامه؟ هل حفظنا الأمانة حقاً؟ أم عدنا إلى حيث بدأ معنا العام الماضي والذي قبله؟ فمثلما نريده أن يكون، يجب أن نكون كما يريد؛ إن كنا فعلاً نحبه.أفهل نرتضي لأنفسنا أن يكون مثلنا مثل الطالب الذي كلما مرّ عام دراسي فشل في الانتقال إلى صف جديد، ولا يفتأ يعدَّ العام تلو العام، وهو ما يزال يرواح في مكانه؟! بل ودائماً نظل نبدأ من الصفر! أم يجب أن نرتقي من صف إلى آخر، ونتجاوز المراحل، ولكي نستقبل ضيفنا العزيز في هذا العام، على الأقل دون ندم، نتيجة لما فرطنا به في حق أنفسنا، في فترة سفره وغيابه عنا.نعم فأي ضيف أعظم من شهر رمضان الكريم؟!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك