المقالات

الصوم في الربع الخالي /


حافظ آل بشارة

كلما حل شهر رمضان في العراق شن الناس هجماتهم الكلامية السنوية المكررة على المسؤولين يتهمونهم فيها بشتى الاتهامات التي اصبحت هي الأخرى قديمة ومملة ، المسؤولون صغارا وكبارا يبتلعون التقريع الرمضاني السنوي المتجدد بحجة التواضع الديني او الديمقراطي وهم يرددون اللهم انا صائمون وان كان اغلبهم لا يصومون ، يعتقد جمهور واسع من الناس ان اعراف العمل السياسي فسدت واصبحت الاهداف التافهة تحتل اذهان كثير من الساسة ، وحذفت منها مفردات الوطن والدين والانسانية والمروءة ، الصوم مدرسة تربي البشرية على تجاهل نداء الشهوات والاصغاء الى متطلبات الروح ، كثير من الناس يتسامون على عادة تقريع واتهام المسؤولين ، لأن السنن التأريخية الربانية التي لا تخطئ تقول : كيفما تكونوا يول عليكم ، فولاتنا تعبير عنا وهم قدرنا فلنلم انفسنا اولا ، الامم تنتج حكوماتها لتكون نسخة مصغرة عنها ، معارك رمضان الكلامية تتناول دائما المشكلات نفسها المخلدة التي ليس لها حل وابرزها : فشل البطاقة التموينية ، وانقطاع الكهرباء ، المواطن يصوم تحت حرارة تصل الى 51 درجة مئوية ، وجل طموحه شربة ماء بارد ونسمة من مروحة او مبردة ، غياب الكهرباء يعني ترك الانسان يواجه مصيره في اجواء جهنمية النفحات تشبه اجواء الربع الخالي ، يعود الناس في هذه الاجواء المرعبة يلوكون بانفعال كل الاحاديث القديمة عن ازمة الكهرباء والحصة وكأنها احاديث قيلت اليوم ، يلهثون وتحمر وجوههم وتتصاعد انفاسهم وتتساقط المهفات من ايديهم اعياء ، وتنضح اجسادهم عرقا ساخنا يتساقط على ارض ملتهبة ، ولا تكل السنتهم عن ذكر المليارات التي انفقت في اصلاح قطاع الكهرباء ، أما الحصة التموينية فقد اعتاد الناس على سماع كذبة صرف حصة غذائية استثنائية لشهر رمضان ، في هذه الأجواء قال فنان معروف انه سيقاضي الجهات المختصة بالبطاقة التموينية ، قال سوف اواجههم بصيد الكاميرا وعندما سأله الجالسون عن صيد الكاميرا قال : التقطت صورا فنية رائعة وبالالوان الطبيعية لقصور بنيت حديثا في بعض احياء بغداد صورتها بعد ان لاحظت تداخلا غير مستساغ بين ذوق المدن القرى في عمارة تلك القصور وطراز زخارفها وشرفاتها والوان طلاءها الفاقعة وتشكيلات الاضاءة فيها وقبل ان اكتب عمودا نقديا في العمارة والبناء اوضح فيها دور تلك القصور في تخريب الاطلالة العمرانية لبغداد سألت عن اصحابها وقد صعقتني الحقيقة ، قال ذلك الفنان : عرفت ان تلك القصور الفخمة اصحابها ما بين وكيل حصة تموينية ومأمور جمارك ! انهت قصة ذلك الناقد ، اشفقت عليه وانا اعلم انه عاجز عن اثبات سرقة اي سارق وهو اعجز عن الدفاع عن نفسه عندما يتهم ذات يوم بانه يعمل لصالح منظمات ارهابية لا تريد الخير للعراق ، سيعلم عند وقوفه في المحكمة ان جميع الناس متهمون ، أما اللصوص فهم الوحيدون الذين يريدون الخير للعراق .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك