المقالات

رمضان .....تحت السيطرة النوعية !!

902 01:01:00 2011-08-03

هشام حيدر

المحرقي , رسام كاريكاتير بحريني , كنت ذات مرة وقبل عدة سنوات اتصفح البوما لرسوماته , اتذكر منها الان واحدا كتب عليه (بمناسبة الحديث عن المعجزة الكورية في الخليج )..ويظهر في الرسم مواطن خليجي خرج للتو من الطائرة في مطار خليجي وهو يمسك بيد شخص كوري مع عبارة تشير الى ان قائلها هو المواطن الخليجي حيث يقول (بمناسبة حلول شهر رمضان احضرت الخبير الكوري بالصيام)!يشير الكاريكاتير بوضوح الى حجم الدور الكوري في بناء الخليج في مرحلة السبعينات ومدى تغلغله في كافة مفاصل المجتمع الخليجي واعتماد الاخير عليه بكل صغيرة وكبيرة حتى انتقلت شبه الجزيرة العربية وفي مرحلة قياسية من مرحلة البداوة الى مرحلة الرقي في شتى الميادين.يقول عدنان الباججي ان الشيخ زايد رئيس دولة الامارات السابق قد سأله ذات مرة يوم كان الباججي وزيرا في الحكومة الاماراتية (يعني ممكن دبي في يوم تصير مثل بغداد؟) ,اما لاحقا فقد تخلفت بغداد ومدن العراق عن دبي وغيرها من مدن الخليج بمراحل كثيرة واصبح البون بين الاثنين شاسعا.ماكان الشيخ زايد خبيرا ,ولايعرف انه من حملة الشهادات العليا,ويشير تقرير وثائقي تبثه قناة دبي او سما دبي سنويا في ذكرى استقلال الامارات ان ادارته للدولة كانت بطريقة عشائرية ,كما يدير زعيم القبيلة شؤون قبيلته ,وكان ينحي اصحاب الشركات جانبا لينشغل بحل مشاكل ناشئة بين اتباعه ,كما يظهر في التقرير, ثم تحل وجبة الغداء فيتغدى الجميع في (ديوانية) الشيخ بالطريقة المتعارفة في مضائفنا العراقية !بل ان هناك مثالا عراقيا اوضح من هذا المثال بكثير , الكل يعرف من هو حسين كامل في السبعينات ,ولافرق بين القول بانه (نائب عريف) او (نائب ضابط)...لكن الاموال الطائلة والصلاحيات مهدت لحسين كامل ان يشتري خيرة العقول وان يستورد في الثمانينات وحتى في فترة الحصار مختلف انواع الاجهزة التي ساعدته في بناء برنامج التسلح العسكري ,الصاروخي والبايولوجي ,والنووي !وبمناسبة حلول شهر رمضان فان العراق ليس بحاجة الى خبير كوري او روسي, كما سخر المحرقي من دول الخليج , كما ان تبرير بعض العراقيين بان هناك مسؤولين بلا شهادات وهذا ما أدى الى تردي الواقع الخدمي ,تبرير غير صحيح بالمرة ,لقد كان (رفيق خضر) مديرا ومسؤولا عن المخازن الغذائية وشؤون الحصة التموينية (في الناصرية) بدرجته الحزبية , لابشهادة رسوبه في الصف الثالث المتوسط لعدة سنوات .وهذا حال علي كيمياوي ووطبان وبرزان وسبعاوي وعبد حمود ومعظم كوادر القطيع البعثي !اذن اين المشكلة ؟ اين الخلل ؟؟!!المشكلة باختصار في غياب ارادة البناء والاعمار الحقيقي لدى النخبة القابضة على زمام الامور , وقد كانت هذه الارادة غائبة في مناطق الوسط والجنوب ابان الحقبة البعثية لاسباب معروفة ,واليوم هي غائبة عن كل العراق باستثناء كردستان المنفصل منذ 1991 !كنا نشهد اختفاء مادة (الحمص)من البطاقة التموينية قبيل شهر محرم وحتى انتهاء الزيارة الاربعينية, والكل كان يعرف ان المغزى هو محاولة تحجيم مظاهر المراسم العاشورائية , وقد شهدنا قبيل محرم المنصرم بعدة اشهر اختفاء مادة السكر من البطاقة تماما.ونشهد كذلك اخضاع معمل الغاز هنا لاعمال الصيانة قبيل شهر محرم الحرام او شهر رمضان المبارك . في العام الماضي وقبيل شهر رمضان قرر (مجلس الوزراء) حماية الانتاج الزراعي المحلي فاغلق الحدود بوجه المنتج المستورد بدون مقدمات مما اصاب المستورد بالضرر وادى الى شحة كبيرة في الخضار والفواكه وارتفاع اسعارها بشكل فاحش مع مطلع الشهر الفضيل ,وفي هذا العام شملت هذه (المكرمة) السوق باكمله عن طريق فرض السيطرة النوعية وطلب شهادة المنشأ وبلا مقدمات ايضا .بل ان القرار ابلغ الى المنافذ الحدودية واصبح ساري المفعول في غضون اسبوع فقط وبلا تعليمات مما ادى الى تكدس المواد المستوردة على الحدود وشحتها في الداخل وارتفاع اسعارها!ومع ارتفاع درجات الحرارة عن مستوياتها حتى فاقت درجات الحرارة في البصرة والعمارة والناصرية درجات الحرارة في كل مدن العالم , فوجئنا بتعطيل الدوام الرسمي وقلنا (ياالله) هذه خطوة صحيحة وقد سبق ان طالبنا بها منذ العام الماضي,ففي الوقت الذي تخفف من اعباء المواطن ولاتجبره على الخروج في هذا الحر فهي توفر استهلاك الدوائر الحكومية من الطاقة الكهربائية بما يعود على المواطن.لكن ماحصل هو انه في يوم التعطيل تم تجهيز المواطن بساعة واحدة لكل خمس ساعات قطع وهو الذي كان يجهز يوم امس بوجود الدوام الرسمي بساعتين لكل اربعة قطع !هذا مع انقطاع تجهيز الماء لمناطق شاسعة في الناصرية بسبب (الصيانة) مع ارتفاع الاسعار مع مع مع .....ماذا يعني ؟؟؟في كردستان تقرر تجهيز المواطن بالكهرباء بدءا من اول رمضان لمدة اربع وعشرين ساعة !هذا هو الفرق بين وجود ارادة بناء واعمار, وبين ارادة تخريب ونهب مبرمج , فالامر اذن ايها السادة لايتعلق بشهادات او باسلاميين وعلمانيين !وعود وعقود, بين سنوات واشهر , بارجات كهربائية ومحطات سريعة النصب والاحتيال على ذقن هذا الشعب المسكين بضوء اخضر امريكي وتواطؤ الجهة الرقابية (البرلمان)ممثلا تحديدا بالرئاسة او (المعارضة) القائمة العراقية حيث لم نشهد منهم طلبا لاستجواب رئيس الوزراء او وزيرا حتى فضلا عن نية حقيقة لافرقعات اعلامية حول سحب الثقة من رئيس وزراء ادمن نهب الموزانة المليارية السنوية وتقاسمها معهم خلف ستار الخلافات الاعلامية الحادة التي يراد منها اشعال الفتنة الطائفية والعودة بالعراق الى المربع الاول لتبرير الغاء العملية السياسية والدستور والابقاء على الوجود الامريكي كما كان في زمن السلطة المؤقتة !هذا هو باختصار مشروع بايدن في تقاسم السلطة ,وهذا ماتحدثنا عنه قبيل الانتخابات وبعدها ولم يصدق البعض نظرية المؤامرة (المتخلفة)هذه!http://www.yahosein.cjb.net/vb/showthread.php?t=146431لكن, لعلنا قد اسأنا فهم المشروع وظننا ان معناه تشكيل حكومة مناصفة بين الاثنين , لكن ماظهر خلال الفترة المنصرمة هو تقديم حزب الدعوة او المالكي كممثل للشيعة وتقديم النجيفي او العراقية كممثل للسنة ومحاولات ترسيخ هذا الواقع ليبدو ان لب القضية صراع طائفي ومحاولة طرف تهميش الطرف الاخر حتى وصل به الامر ان يعبر عن (احباطه) بالرغبة بالانفصال بعد اجتماع مع بايدن ذاته !ولست ادري لم لايستخدم هذا (المحبط) صلاحياته في قيادة البرلمان واكبر قائمة فائزة في الانتخابات لمحاسبة الطرف الاخر على هذا (التهميش) فضلا عن ممارسة الدور الرقابي الدستوري على اداءه ومحاسبته على تضييع عشرات المليارات وتردي الواقع الخدمي والبنى التحتية !والاكثر غرابة هو الموقف الامريكي الذي يلعب دور المتفرج المحايد , لكن الرغبة في افتتاح قنصلية امريكية في كل محافظة والابقاء على الاف المنتسبين في اكبر سفارة في العالم وتخصيص ستة مليارات دولار كموازنة لها بما يعادل ميزانية بلد اسيوي او افريقي ,امور تنفي صورة المتفرج هذه وتدل على مايتم الاعداد له خلف الستار .وفي النهاية فاني اشيد دوما واكرر ذكر المقال -النبوءة للدكتور وديع بتي المنشور في 922005 على الرابط .http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=31321تمنينا يومها ان لاتتحقق نبوءة حنا لكنها تحققت ,لكن حنا نفسه , ولانحن, لم نتوقع ان تتحقق نبوءة المخطط الامريكي لاسقاط الاسلاميين...على يد (دعاة ).........اسلاميين !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك