المقالات

نحن نصنع الطغاة

5016 12:58:00 2011-08-02

عبدالحق اللامي

لا اتذكر من قالها ان الشعوب هي التي تصنع طغاتها. لقد ترسخت فينا ثقافة (الرموز) فصنعناهم وجعلنا لهم محاريب نتعبد فيها لهم ونمجد اعمالهم ونعتقد انهم هم لا غيرهم مّن الله علينا بهم ونحنده على هذه النعمة الكريمة وندعو ونبتهل ان يحفظهم ويطيل في اعمارهم ويزيد في رفعتهم.اقوالهم حكم وافعالهم دستور وحركاتهم قانون ندبج في مدائحهم المقالات وننظم في صفاتهم واعمالهم المعلقات صورهم تملأ الساحات والشوارع وتتصدر البيوت ووجوههم تطالعنا في كل فضائية وصحيفة ومجلة. اوامرهم مطاعة وكلماتهم مسموعة نعتذر بدلا عنهم اذا اخطئوا ونبرر افعالهم اذا شذت ونؤولها بأحسن التأويل لا نجد غيرهم لنا منقذ ولا سواهم حامي نتقاتل من اجلهم ونقطع الرحم، وكم جرت علينا الرموز من مآس وادخلتنا في الحروب والتفرق والشتات ولم نتب عن ذلك فأذا ذهب رمز وانطوت ايامه تهنا حتى نصنع لنا رمزا جديدا نسير خلف خطواته، في هذا الزمن الديمقراطي الاغبر صنعنا الف رمز ورمز وانتجت ثقافتنا الف حزب وحزب وولدت الف طائفة ومذهب، كل حزب وطائفة وقومية بما لديهم فرحون وبرمزهم يهتفون. أهي طبيعة تكوينية في تركيبتنا العقلية والفكرية لا ذنب لنا في وجودها أم هي ثقافة مكتسبة تجذرت فأصبحت راسخة في عقولنا؟ لقد الغينا عقولنا وهمشنا تقاليدنا الاجتماعية وتجاوزنا عن ثقافة امتزجت فيها التقاليد والعادات ومكارم الاخلاق بنقاء الدين وسماحة الشريعة كما قال رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم (انما اتيت لاتمم مكارم الاخلاق).كل قوم تعددت قياداتهم ورموزهم تمزقت وحدتهم وتناثرت لحمتهم وتشتت جمعهم، فالرمز والقائد الذي تتبعه كل مجموعة سياسي يحوش النار لرغيفه ويعمل من اجل ذاته الا ما ندر ممن لم تدنس ثوبه وقلبه المغريات تمنعه اصوله واخلاقه وتربيته من ان يخوض في مستنقعات السياسة ويتخفى بدهاليزها المظلمة ويتدثر بشعاراتها الكاذبة. نحن الذين صنعنا طغاتنا في الماضي وذقنا منهم الويل واليوم صنعنا وسنصنع كل يوم صنما نتعبد في محراب هرطقاته ونجعل من اخطاءه تعاليم واوامره احكام واجبة التنفيذ وهو تابع مطيع لاوامر المخابرات والسفارات ودول الارهاب والتكفير، لا نسأل عن ماضيه وبمن ارتبط ومن علمه وخرجه وبما يؤمن ولأجل ماذا يدفع بوطننا وشعبنا الى الهاوية. في كل يوم بل في كل ساعة يعلو صوت هذا الرمز او ذاك بمطلب او شرط او تهديد ووعيد ولا يتساءل اتباعه ومريديه لمصلحة من يفعل ذلك؟ وماذا يبتغي من وراء ذلك ولماذا تسفك دماؤنا وارواحنا وتهدر ثرواتنا من جراء خلافات وصراعات الرموز؟اذا اردنا ان نتوحد وتأمن بلادنا ونبني مستقبل اجيالنا ونحافظ على ثرواتنا الوطنية فلنفكر (بالرموز) ونختار رمزا يجعل من العراق قبلة حب وسلام ويضع ابناءه في سويداء القلب وسواد العين لا تغره الدنيا بمطامعها ولا الكراسي بأبهتها ولا صولجانات السلطة بقوتها عنده كل عراقي كالابن والاخ وكل عراقية كالام والاخت وان لم نفعل ذلك فسوف نجعل من كل هذه الرموز المصنوعة بأجندة الاعداء طغاة نعاني من ظلمهم وجورهم حينها لن ينفعنا الندم لاننا لم نتحرر من ثقافة الرمز الاوحد والقائد الملهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
العراق
2011-08-03
كل من يأتي الى السلطة نصفق له مع العلم هو ذباح الشعب قلة وعي وقلة ثقافة السير حول المصلحة والحزبية لحد الان والعقول الساذجة لا تعرف ان رئيس الدولة او الحكومة او الوزير هو موظف حاله حال الموظفين في دوائر الدولة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك