المقالات

خيمة العراق للعراقيين ولا مكان للطارئين عليه

1521 01:15:00 2006-12-28

( بقلم : عبد الكريم الجيزاني )

بعد ايام معدودات سنستقبل عيد الاضحى المبارك والذي سيتزامن مع بداية العام الميلادي الجديد2007م وهذا ما يحدث حسب التقويم الهجري كل ثلاثين عاماً ولعل هذا التزامن قد يحمل معه اكثر من بشارة خاصة وان اتباع الديانتين الاسلامية والمسيحية يشكلون اغلبية سكان الارض بملياراتها الثلاث او يزيدون اكثر سيحتفلون بأعيادهم التي تزامنت معاً(عيد الاضحى وعيد رأس السنة الميلادية) وستدخل الفرحة كل بيت من اقصى المعمورة الى اقصاها.

هذا التزامن بين العيدين ربما يجعل سكان الارض يتوقعون انفراجاً دولياً خاصة وانه ينطوي على الفرح والسرور وليس على الحروب والدمار، فالشعوب والامم وبعد اتساع ثورة الاتصالات وتبادل المعلومات وتعرف امم على حضارات امم اخرى بهذا الكم الهائل والوقوف على طبيعة حركة الشعوب في شتى مفاصل الحياة السياسية والثقافية والعلمية والحضارية وطبيعة الانظمة الحاكمة الى غيرها من مقومات النشاط الانساني في بناء الدول والحضارات والثقافات المتباينة والمتفاوتة وكلهم يلتقون تحت عنوان(بني البشر) سيلتفتون الى حقيقة نشوء انسانيتهم التي يتساوون فيها بالخلق والصورة، ومصاق ذلك قوله سبحانه وتعالى(يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم)الا ان الاختلاف يكمن في طبيعة التكون الحضاري والقيمي وليس في الجانب الانساني.

هذه النظرة الانسانية تعني ان تعدد الشعوب وتعدد لغاتهم وثقافاتهم واديانهم هي في المحصلة الاخيرة لا تتقاطع في مشتركاتها العامة فهذه المعايير التي تحكم انسانية شعوب الارض هي نفسها التي تحكم الشعب العراقي باعتباره جزءاً لا يتجزأ من هذا العالم الكبير وهذا ما يجعلنا كعراقيين نعيش على هذه الرقعة الجغرافية المباركة(العراق) وتربطنا الى جانب انسانيتنا روابط اخرى اهمها رابطة الدين الواحد والوطن الواحد ورابطة الاخوة والحضارة المشتركة والقيم والمبادى والاعراف التي نعتقد بها فكل هذه المعايير لابد ان تأخذ منا الاهتمام الواسع والحقيقي في بناء الشخصية العراقية المتميزة التي تشدنا بقوة الى وحدتنا الوطنية والدينية والانسانية والحضارية والتعايش السلمي على اساس العدل والانصاف والشراكة الحقيقية بعيداً عن الشد الطائفي والقومي او محاولة الاقصاء والتهميش.

نتمنى ان تمتد وحدة العيدين في هذا العام لتكون خيمة واسعة تسع كل العراقيين وتساعد على الوقوف الجاد والحازم بوجه العوامل التي تحاول التأثير على لحمة ابناء الوطن الواحد والوقوف بوجه النزعات الشريرة القادمة من خارج الحدود التي يروج لها اصحاب العقائد الفاسدة والمتخلفة واصحاب الاطماع السياسية، وانهاء ثقافة التكفير والاقصاء والقتل على الهوية، هذه الممارسات الاجرامية التي لم يألفها شعبنا طيلة تاريخه الطويل.

العراقيون بكل اطيافهم وطوائفهم استظلوا ولا زالوا يستظلون بخيمة العراق الواحد عاشوا متآخين موحدين تحت سقف واحد ولا يمكن لاي ثقافة طارئة ان تسلب منهم اصالتهم وهويتهم العراقية فهي موضع فخرهم واعتزازهم وهذا الذي يحصل في العراق اليوم سوف ينتهي عاجلاً ام آجلاً وستعود البسمة الى وجوه العراقيين بفضل الله سبحانه وتعالى فالعراق لهم وليس للطارئين عليه من التكفيريين والمتخلفين الذين يحاولون انتزاع هويتهم الوطنية وحضارتهم التي شيدها أجدادهم وآباؤهم بعرقهم ودمائهم الزاكية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الحاج عبد ألأمير سلمان جمشير الجيزاني
2006-12-27
بسم ألله الرحمن الرحيم السلام عليكم جميعآ المطالع هذه المقالة عندما نذكر بأن العراق لكل العراقيين والكل تحت خيمة العراق وهل للشعب العراقي حقوق على العراق لأن العراقي الذي دفع ثمن شبابة وحياته لخدمة العراق ولكن وللأسف شريحة كبيرة من هذا الفسيفساء هجرت وطردت وسلبت واعدم فلذات اكبادهم لكونهم من المالين لأهل البيت ع ولازالو يعيشيون بلمنافي وليومنا هذه هذه العراق الذي كان خيمة لكل العراق اين وجودي تحت هذه الخيم لماذا طرد وهجرت وغيبت وهمشيت ولحد يومي هذه لم اجد من يستقبلني داخل هذه الخيمة.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك