المقالات

اما هذا واما ذاك .....

827 16:43:00 2011-07-31

ابراهيم احمد الغانمي

تداولت بعض وسائل الاعلام والاوساط السياسية العراقية مؤخرا تقارير عن اعداد المعتقلين خلال الشهرين الماضيين، واوردت التقارير ارقاما صدرت عن جهات قضائية تشير الى ان عدد المعتقلين خلال شهري حزيران وتموز بلغ خمسة واربعين الف شخص، ولم توضح التقارير طبيعة التهم التي كانت وراء اعتقال هذا العدد الكبير من الاشخاص.ومن الطبيعي ان تثير هذه الارقام اسئلة واستفسارات عديدة عن سلامة الاجراءات القانونية والقضائية ومدى توفر معايير العدالة فيها، واسئلة واستفسارات اخرى عن مستوى الجريمة في العراق بأشكالها المختلفة.فأذا فرضنا مثلا ان الخمسة واربعين الف الذين تم اعتقالهم بعضهم ارهابيين وبعضهم سراق ولصوص وبعضهم مزورين وبعضهم نصابين ومحتالين وبعضهم مرتكبين لجرائم اخلاقية، فهذا يشير الى ان المجتمع العراق اصبح بؤرة لكل مظاهر واشكال الجريمة الامنية والسياسية والاخلاقية والاجتماعية والمالية، وعندذاك لايمكن اقتصار الاجراءات على ملاحقة المجرمين واعتقالهم ثم اصدار الاحكام القضائية بحقهم، بل لابد من ان تعكف الجهات الحكومية العليا ومعها منظمات المجتمع المدني المتخصصة بدراسة ذلك الواقع الخطير والوقوف على اسبابه وخلفياته ووضع الخطط والمشاريع العلمية والعملية لتغييره واصلاحه، اذ لايكفي ان اقول ذلك الشخص قاتل ومجرم وذاك مزور وذاك محتال وذاك زاني والقي به في السجن او اعلقه على المشنقة، وانما المطلوب اكثر من ذلك بكثير، المطلوب عملية اصلاح اجتماعي شامل فيي حال كان البلد يعج بالمجرمين من كل الانواع والاشكال، تتمثل بالقضاء على البطالة وتحسين الاوضاع الحياتية لعموم ابناء المجتمع والحد من ظاهرة تسرب الاطفال والشبان من المدارس، والاهتمام بالارامل والايتام وتطهير الاجهزة والمؤسسات الامنية وغير الامنية الحكومية من الارهابيين والمفسدين، وبث الوعي الديني والاجتماعي الصحيح، وغيرها من الامور. وعلينا المعنيين ان يدركوا ويفهموا ان السجن ليس بأفضل الحلول وانما هو اسوأها. واذا افترضنا-او ان الحقيقة هي كذلك، بأن هذا العدد الهائل من الاشخاص تم اعتقال عدد كبير منهم بصورة عشوائية ولمجرد تريد ان تظهر الاجهزة الامنية بأنها تعمل وعملها مثمر والدليل على ذلك انها اعتقلت خمسة واربعين الف شخص في غضون شهرين فقط، فهذا الفساد والظلم والحيف بعينه، اذ لايعقل ان تسعى مؤسسة امنية الى الحصول على شهادة كفاءة ومهنية وتكسبب الامتيازات على حساب الاف الناس الابرياء الذين تضعهم في نفس خانة القتلة والمجرمين والارهابيين وتحولهم بالتالي الى اشخاص سيئين او تصنفهم بهذا الشكل.هذا الاسلوب والمنهج يجلب الكوارث في الواقع، لانه بدلا من ان يؤدي الى الاصلاح فأنه يؤدي الى التخريب والتدمير الاجتماعي والاخلاقي والقيمي، ويشيع الظلم والاجحاف ويضيع المعايير والفواصل في تصنيف من هو سيء ومن هو جيد في المجتمع. ومن يقول ان الامور سارت بعد الاطاحة بنظام صدام المقبور بشكل صحيح فأنه اما يجافي ويجانب الحقيقة والواقع، او يجهل مايجري، ان ثقافة وسلوك وفكر النظام المقبور مازال مهيمنا وحاضرا في مختلف زوايا المجتمع، وما لم نستأصل تلك الثقافة وذلك السلوك والفكر من جذورها فأن الانحدار والتراجع سيبقى مستمرا ولاسبيل لايقافه عند حد معين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك