المقالات

بلاد ما بين القهرين

1757 18:32:00 2011-07-30

قدرنا أن نولد في بلاد تسمى بلاد " ما بين النهرين " ، وكان من المفترض أن تكون هذه البلاد رمزا للسخاء والنماء وليست رمزا للشقاء والبلاء ، ولكنها أصبحت كذلك . فهل أن قدر هذه البلاد ترسمه أيدي أبناءها أم أن يد القدر هي التي تخط على أرضها صور الظلم والقهر والحرمان .

هنا أتذكر كلمة رائعة للمرحوم الدكتور علي الوردي يقول فيها ( لقد تعودنا أن نعلق أخطاءنا على ثلاثة أشياء وهي : القضاء والقدر ، والشيطان ، والأستعمار والأمبريالية ) . وصراحة أقول ان الدكتور الوردي قد وضع يده على الجرح وأحسن الوصف . إذ ليس من المعقول أبدا أن تكون بلاد في الأرض لا تحكم شعبها وعلى مدى آلاف السنين إلا " النطيحة والمتردية " ، وإن كان هناك من شذ عن القاعدة فإن لكل قاعدة شواذ . وعلى مقولة الدكتور علي الوردي التي أؤمن بها إيمانا مطلقا أجد أن " القضاء والقدر ، والشيطان ، والأستعمار والأمبريالية " هم براء من معاناة بلاد ما بين النهرين براءة الذئب من دم يوسف . وإذا كان هناك من معترض على هذا القول فعليه أن يفسر لي سبب إبتلاء هذه البلاد بداء الظلم والقهر والأستبداد والحرمان و الفقر والجهل والخوف والهوان والجوع و " القزالقرط " من عصور الديناصورات والعصور الطباشيرية الى عصر ديمقراطية الحيتان البشرية  ؟ .

ثم لماذا هذا الثلاثي الذهبي " الشيطان ، والقضاء والقدر ، والأستعمار والأمبريالية " لم يقيموا في بلاد غير هذه البلاد منذ أن خلق الله تعالى الأرض ومن عليها ، وإذا دخلوا الى بلاد أخرى فإنما يكون دخولهم إليها مؤقتا ومن باب الزيارة ليس إلا ؟ .

ثم ياترى هل أن هؤلاء الثلاثة قد وضعوا في بلادنا تحت الإقامة الجبرية منذ هبوط آدم الى الأرض وسيبقون فيها الى ماشاء الله ، ومن الذي فرض عليهم تلك الأقامة ؟ .

وهل يتحمل أهل هذه البلاد مسؤولية تعاستهم ومعاناتهم الطويلة وإلى متى ؟ .

أنا في الحقيقة لأ أملك إجابة مقنعة عن كل هذه الأسئلة ولو كنت أعرف الجواب لما تركت نفسي وتركت القاريء الكريم يطيل التفكير بحثا عن تلك الأجابة . ولكن كل ما بوسعي قوله هو أنني أقترح إستبدال إسم هذه البلاد من " بلاد ما بين النهرين " الى " بلاد ما بين القهرين " ، ولكن أخشى ما أخشاه أن تتفتق قريحة حكومتنا الموقرة بشق  نهر ثالث أو قهر ثالث حتى " تكمل السبحة ويصير عدنه ( قهر القائد ) حفظه الله ورعاه " !!! .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك