المقالات

بدانة المناصب والترشيق الحكومي

717 15:58:00 2011-07-30

عبد الكريم ابراهيم

 اصيب الجسد الحكومي بداء الترهل لدرجة وصل الى ما فوق الثقيل ، مجاوزا كل الاعراف والتقاليد السياسية ابتداءا من اصغر الجمهوريات والممالك الى دول لاتعرف ان تحصي عدد سكانها بدقة متناهية . هذا الترهل ادى الى ارتفاع مقدار البدانة في الجسد الحكومي الى التورم مع ضغط جماهيري لمعالجة هذا المرض الخطير . المختصون من اهل الدار اقرحوا عدة حلول علاجية لوقف طغيان الشحوم التي سببها شراهة وتهافت البعض على التهام اكبر حصة ممكنة من كعكة المناصب وعلى حساب ميزانية الدولة المسكينة ،ولعل من العلاجات المقترحة اجراءعملية شفط الدهون الزائدة قبل الاقدام على عملية الترشيق المنتظرة ،حيث ان بعض السياسيين على قاعدة ( مشتهية ومستحية ) يقدمون قدما ويأخرون اخرى خوفا على ضياع المكاسب التي جاءت بعد شد وجذب وعراك مع هذه الكتلة او ذلك المكون في ان تكون هذه الوزارة او المؤسسة من حقها وفوق نظام النقاط المعمول به .بعيدا عن صراع الديكة هذا ان الترشيق الحكومي جاء بعد عدم قبول العراق في مسابقة جمال العالم حيث من اهم شروطها الرشاقة من اجل الفوز او على اقل تقدير المشاركة ، لذا تنوعت الوصفات والمراجعات الطبية من اجل جعل الحكومة البدينة مثل عود الخيزران يميل مع الهواء ، لكن هذه الغاية لابد من ارادة حديدية للحصول اليها من خلال اعتماد برامج غذائي دقيق وامتناع عن الاكلات الدسمة ولاسيما ( الجاجة ) و ( البقلاوة بالدهن الحر ) برغم ان مثل هذه الاكلات تحتاج في هذا الصيف القائض الى (قواطي السفن آب ) او (قوري جاي سنكيل ) يساعد على هضم ( الدسومات ) . وقد يكون الترشيق الحكومي جاء بعد ان اصبحت الوزارات من السمنة لاتستطع دخول الباب الا بمساعدة الخيرين مع وجود مؤسسات ما انزلها الله بسلطان وهي ابتداع المحاصصة الوطنية التي تحرك اغلب المؤسسات وتحاول تشويه النظام الديمقراطي الذي انتظره العراقيون بقارق الصبر وجيش من الهموم والتضحيات . بعض المكونات السياسية اعلنتها بكل صراحة بان ( نفسها دنية ) ولاتستطيع مقاومة اغرارات ( صواني المفطح ) ،لذا وجب على الجميع ايجاد بدائل اخرى لتعويض هذه المكونات عن بعض الاوزان الزائدة التي ستفقدها جراء الترشيق المزعوم ،وهذه الاخيرة يحتاج الى شهور طويلة كما استغرقتها عملية تشكيل الحكومة ومازال بعضها (نصف حية ونصف جرية)لاسيما الوزارات الامنية وتجاذبات السياسية في مسائل خلافية ليس لها (رجل ولا راس ). المهم ان ترشيق الحكومي سيكون طويلا بكل المقايس سواء كانت باستخدام الطرق التقليدية في عملية الحمية كحمامات ( الساونا ) والرياضة اليومية او اجراء عملية شفط دهون ،لان كلا الامرين يحتاجان الى قدرة عالية في تغليب المصلحة الفئوية والشخصية لصالح غاية نبيلة وهذه الاخيرة لا يشعربها الا القليل من السياسيين .يبدو ان ( النحافة الحكومية ) تحتاج الى اشهر ان لم نقل الى سنوات مادام هناك اصرار على مبدأ ( شيلني وشيلك ) ودائما الماديات (تخرب ) الاخوان من بطن واحدة وحتى ذاك الوقت تبقى الحكومة في تجاذب وصراع وجدال يبعدها عن مهمتها التي جاءت من اجلها وهي تقدم الخدمات للمواطن المسكين .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك