المقالات

المشروع الوطني العراقي اساس الشراكة الشاملة

686 08:26:00 2011-07-30

الكاتب: كريم الوائلي

التفرد بالقرار واقصاء رأي الشركاء التاريخيون في العمل الوطني واحتكار الاجراء الحكومي سمة لازمت عمل الحكومة منذ تشكيلتها المنقوصة ، حيث درج صناع القرار الحكومي على التمترس في ورشهم والخروج بين فترة واخرى بقرارات ترقيعية غير مدروسة على شاكلة التسمين المفرط للحكومة ثم العمل على ترشيقها وتحديد مئة يوم لاصلاح عملها ثم البحث عن مخرج لخانق التحديد والموافقة على تأسيس مجلس السياسات قبل البحث في شرعيته ومهامه فضلا عن توزيع الوزارات الامنية ومن ثم الاختلاف حول مرشحيها واخيرا الحديث المتواتر اليوم عن تشكيل حكومة الاغلبية السياسية وهي حكومة ، ان ولدت ، فأنها اشبه بوليد خدج قد لا تكتب له الحياة في هذه المرحلة الحساسة التي هي احوج ما تكون الى الشراكة منها الى الغالبية ، وكان من جراء التفرد بالسياسات الارتجالية والمتسرعة والبعيدة عن الشراكة الشاملة الامعان في هدر الوقت اللازم لتطبيق برامج الحكومة والدوران في حلقة مغلقة لا نرى نهاية لها في الافق المنظور ، واثناء التخبط والدوران في متاهة البحث عن الحلول المسكنة يتباطأ عمل المؤسسات الحكومية وينشط الفساد المالي والاداري ويتلكأ العمل الرقابي وتسود الفوضى في الدوائر الحكومية ولا سيما الخدمية منها ، ومن المؤكد ان الشعب هو الجهة الوحيدة المتضررة من هذا الوضع . وعلى الرغم من كثرة الحديث عن حكومة الشراكة الى درجة تبدو من خلاله أنها واقعة بالفعل إلاّ انها في الواقع شراكة اقل ما يقال عنها انها شراكة منقوصة ومختزلة ولا وجود لها إلا في الاعلام التلفيقي ، ومفهوم حكومة الشراكة اساسا هو مفهوم تنقصه الافاضة والدقة فلا شراكة حكومية حقيقية وشاملة ما لم تكن هناك شراكة فاعلة وثابتة ومتكافئة في المشروع الوطني بوصفه يمثل القاعدة الصلدة التي تثبت عليها اركان ومرتكزات الدولة العراقية الجديدة التي يراد منها ان تكون ، بحق ، دولة المواطنة المنشودة . ويبدو ان هناك ضبابية بين مفهومي الشراكة في الحكومة والشراكة في المشروع الوطني والمفهوم الاخير يبيح لكل القوى السياسية المخاصة للعراق الجديد والفاعلة في المعترك الوطني ان تبدي رأيا او أعتراضا على عمل الحكومة ومدى قرب عملها او بعده عن دعم المشروع الوطني الهادف الى بناء دولة المؤسسات الدستورية التي تحقق الرفاهية للمواطن والامن والاستقرار للعراق ، ونستغرب كثيرا عندما نسمع من البعض عدم احقية هذا الطرف او ذاك من الاطراف الوطنية ، صغر او كبر ، في الاعتراض على عمل الحكومة بحجة عدم او قلة تمثيلها في الحكومة لاي سبب من الاسباب . ان المشروع الوطني يمثل المضمار الرئيسي لكل القوى الوطنية التي اثبتت حضورها التاريخي في العمل الوطني وساهمت بقدر كبير ومؤثر في العملية السياسية وشكلت قوة لا يستهان بها بدفع وتسريع التحولات الوطنية وفي طليعة هذه القوى المجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي دأب على الوقوف ثابتا على مديات متساوية من كل القوى الوطنية الحريصة على المشروع الوطني والداعي الى تهدئة الاجواء الوطنية وتنقية فضاءاتها من سموم الفرقة والتنابز بالتهم .ان الشراكة الشاملة تعني فيما تعنيه الشراكة المتضامنة والمخلصة في المشروع الوطني بوصفه من الثوابت الوطنية التي يتعين التحلي بها لاثبات نزاهة اية حكومة اليوم او غدا . .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك