المقالات

اعدام السلطة القضائية /


حافظ آل بشارة

هذه هي حكومة الشراكة الوطنية التي كنتم بها توعدون ، اي شراكة هذه واي مهزلة ؟ اين الذين افتخروا طويلا باستقلال القضاء في العراق ؟ ما ذا يعني الجدل الدائر حول تنفيذ احكام اعدام المدانين من رموز النظام السابق ؟ وهل يجوز الجدل بعد صدور الحكم واتمام التمييز؟ الا يعني ذلك التشكيك بالقضاء العراقي وصدقيته ؟ القضاء الذي يتلقى حملة تشكيك بهذه السعة والخطورة هل سيبقى مؤهلا للبت في قضايا البلد ومن سيقبل حكمه ؟ مجرمو النظام السابق اصبحوا يحظون بالحماية والمساندة من داخل الحكومة ، ما شاء الله ، حكومة شراكة يتكاثر في اروقتها المتعاطفون مع النهج الصدامي ويسعون بكل قوة وجرأة الى اعاقة تنفيذ الاحكام القضائية ، معنى ذلك ان الصداميين لديهم تمثيل جيد وفعال في هذه الحكومة اما ضحاياهم والمجاهدون والمكافحون واسر الشهداء فليس لديهم من يمثلهم ، المحكومون بالاعدام في رقابهم دماء مئات الآلاف من ضحايا المجازر في جنوب العراق وشماله في الانتفاضة والانفالات والتصفيات الطائفية والقومية ، فماذا يعني الدفاع عنهم ؟ وهل يمكن لمن يدافع عنهم ان يكون ممثلا لمصالح الشعب ؟ وهل يمكن لانسان سوي ان يمثل القاتل والمقتول في آن واحد ؟ ما هذه الاحجيات في ظل حكومة المشاركة ؟ صراعات القوم حول مصالحهم المحدودة صنعت منطقة فراغ رقابي نادرة استثمرها المتربصون من داخل السلطة وخارجها واثاروا موجة واسعة من التشكيك بالقضاء وقد نجحوا من قبل في اسقاط وتمييع قانون المسائلة والعدالة وجعلوا مؤسسات الدولة تقع في ايدي المطلوبين والملاحقين ، التيار نفسه هو الذي قام بتهريب مئات السجناء الخطرين من السجون ، هذه التحولات تمثل رسالة موجهة الى الشعب العراقي عموما تقول له بوضوح انه شعب اعزل مخذول يقف وحده حاملا مظلومياته ، وان على ضحايا النظام السابق ان لا يتصوروا وجود مؤسسات تمثلهم وتطالب بحقوقهم ودمائهم المهدورة واعراضهم المنتهكة وممتلكاتهم المسلوبة وكرامتهم المهانة ، على الضحايا الاعتماد على انفسهم وتشكيل لجان واتخاذ محامين وتقديم شكاوى الى القضاء يمكن ان يطالبوا فيها بالقصاص من قتلة ابناءهم بل يمكنهم تشكيل جبهة وطنية لهذا الغرض ، يجب غسل اليد تماما من الدولة ومؤسساتها التي انهكها الصراع السياسي المفتقر للخطوط الحمراء والذي وصلت النفعية فيه الى حد استمالة العصابات السابقة والقتلة المعروفين تحت غطاء المصالحة ومنحهم الامتيازات ، قد تقتضي المصالحة بمعانيها الجديدة اعفاء المحكومين والاعتذار من المجرمين وتعويض المدانين واطلاق السجناء الخطرين ، يعتقد بعض عشاق السلطة ان هذا هو عصرهم الذهبي وعليهم ان يتنعموا ويناوروا للحفاظ على هذا المتاع الزائل عاجلا وان اقتضى الامر تجاهل حقوق ملايين الضحايا الذين لا يجدون غير الله ناصرا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
هادي العامري/فنان واعلامــــي كـــــــلاوجــــي
2011-07-26
الا لعنة الله على الشراكه والمصالحه والمحاصصه الا لعنة الله على كل من يحاول عودة البعثيه الانجاس الارذال الى الحكم الا لعنة الله على كل من يستهين بالدم العراقي المسفوح ضلما فهل من الانصاف يا حكومه ان يكون الخصم هو الحكم وهل من الانصاف ان يعود البعثي المجرم ليقاضي المجني عليه !!!!! الاجابه نعم وان الجرمين محمد رحيم وسوسن حميد خرجو من جحورهم ليقاضوني لانني هددتهم بالقانون
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك