المقالات

النخبة والشعب ... لكل معركته /


حافظ آل بشارة

مازالت النخبة السياسية العراقية غاطسة في مستنقع الخلافات ، يمكن للمواطن ان يحترم الخلافات النبيلة المنشأ والغاية ويشارك في حلها ، يعتقد الجمهور ان التدافع الراهن بين الساسة يفتقر غالبا للنبل وبعضه يبدو متدني الدوافع ، حتى ان كثيرا من الناس يقولون بأن الساسة الحاليين في البلد ظهروا دائما وكأنهم اقل وقارا وحكمة واخلاصا وقوة شخصية من الساسة القدامى الذين اسسوا الدولة العراقية من بعد ثورة العشرين وحتى خواتيم العهد القاسمي . كانت تلك تجربة متصلة فيها اندماج بين العسكر والاكاديميين افرزت مسارا اقرب الى الديمقراطية ، اما التجربة الحالية فقد تكشف محنة جيل عراقي يحاول بلورة تجربة ديمقراطية بكل احتياجاتها الفكرية والادارية والسياسية ، الصحفي العراقي يواجه صعوبة في الكتابة عن بلده راهنا ويعاني من فقدان المشروع او الاطار الاديولوجي اللازم لرسالته ، فالاعلام والكتابة السياسية يتأثران بالمشروع ومعالمه ، تخبط الساسة ينتج تخبطا اعلاميا ، سبب الاختلاف الحالي بينهم هو الفشل في اقتسام المغانم ، اطراف تشعر بالمظلومية واخرى تشعر بالخوف من فقدان ما كسبت وثالثة تتمنى تساقط الخصمين لتخلو لها الساحة ، الانغماس في الاختلاف عزل النخبة عن المجتمع ، اصبح لكل فريق اهتماماته ومعاركه ، الساسة يخجلون من القول بصراحة انهم داخلون في معركة صراع على السلطة التي جعلت خليفة تأريخيا يقول لابنه بصراحة نادرة : ( الملك عقيم ولو نازعتني لاخذت الذي فيه عيناك ) ، وخجلهم ممدوح لكنه حملهم على ابتكار ذرائع لتغطية اسباب الصراع فاستخدموا ملفات كبيرة وخطيرة وفيها الكثير من المثالية والسمو مثل : الفدرالية وهل هي تقسيم ام توحيد ؟ الترشيق الوزاري وقضية حفظ العدالة في تقسيم الحصص كقيمة اخلاقية مقدسة جدا ! القضاء العراقي واستقلاله ومنع تسييسه لضمان مبدأ االفصل بين السلطات ، احكام الاعدام وتوقيع الرئيس وعدم توقيعه ، رحيل القوات الاجنبية وصيانة الاستقلال الوطني ، هذه القضايا الكبيرة وغيرها تحدث حولها معارك خطابية بدون اي تغيير على الأرض لانها ملفات للضغط المتبادل فحسب ، لذا اصبح خطاب المتنافسين يمتلئ بهذه الموضوعات الخطيرة ، فيما ابتعدت اهتمامات الشارع لتسجل امورا اخرى مثل : فقدان الأمن ، البطالة ، ازمة السكن ، فقدان الخدمات ، استفحال الفساد ، الفوضى في كل مكان . العراق يراوح منذ رحيل النظام السابق ، مهما كان المشروع السياسي في هذا البلد فهو وسيلة وليس غاية ، وتشكيل الحكومة خطوة في الطريق ، مع مضي الزمن تصبح عملية اقتسام الارباح بين الساسة اصعب وتتسع الهوة مع الشعب ، اذا استمر التباعد سيصبح استبدال احد الفريقين واجبا منطقيا فأما ان تستبدل النخبة السياسية او يستبدل الشعب ، وقد يرجح الاحتمال الثاني جريا على سنة الحكام العرب وهم يتمنون هذه الايام استبدال شعوبهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين النجفي
2011-07-24
على ما اعتقد هو(وقد يرجح الاحتمال الثاني جريا على سنة الحكام العرب وهم يتمنون هذه الايام استبدال شعوبهم .) واغراقهم بالفساد الكلي ليتسنى لهم البقاء في ممالكهم وجمهورياتهم الملكيه ولكن يبقى لدي سؤال ماهو دور رجال الدين والمرجعيه الطاهره وماهو دور الاباء والامهات في تربية الجيل الجديد وهل (مايقومون به من تربية اتركهم وشانهم افضل ام ام شارك للتغيير الاصح ايهما) افضل يا استاذنا العزيز وهل العزلة عن الساسة افضل ام الاختلاط بهم افضل للسير الى الهاويه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك