المقالات

الشرطة في خدمة الملاهي والمراقص

1464 19:53:00 2011-07-21

قيس السهلاوي

بعد سقوط النظام السابق عادت الملاهي والمراقص ومحلات بيع الخمور الاجنبية المستوردة الى منطقة الكرادة لتتورم وتنتشر باعداد كبيرة ,حيث تحول شارع ابي نؤاس الذي يحمل عنه العراقيون ذكريات جميلة وطيبة عندما كان متنفسا للعوائل البغدادية لقضاء امسيات جميلة على شواطيء دجلة الساحرة قبل ان تحظر ذلك دولة المنظمة السرية ولاسباب امنية ,حيث تحول شارع ابي نؤاس الى خراب بعد اهماله وتخريبه بشكل متعمد ,بل تحول الى شارع للمراقص والملاهي التي انشاتها اجهزة الاستخبارات وتحت اشرافها خلال سنوات الحرب العراقية الايرانية قبل ان تعود لاقفالها بعد حرب الكويت بعد ان اطلق الطاغية صدام حملته الايمانية على طريقة يزيد بن معاوية الذي قام بقتل الامام الحسين (ع) ويذهب كل عام لاداء فريضة الحج . الطاغية صدام الذي كان مشهورا بشرب الخمر وباعتراف العديد من المسؤولين الاجانب الذين زاروه اراد ان يمثل من جديد دور القائد المؤمن فقام بحظر اقامة الملاهي والمراقص في هذا الشارع الذي انشيء لغرض ترفيه العوائل وليس لغرض اقامة المراقص والملاهي لكنه وبالمقابل ازدهرت بيوت الدعارة السرية في امكان اخرى والتي كان اقارب الطاغية وكبار المسؤولين في الحزب من روادها ,حيث كانوا يمنحونها الحماية واحيانا جعلها سلطة فوق السلطة . عودة الملاهي والمراقص الى شارع ابي نؤاس لم يكن برضا اهل الكرادة المعروفين بكونهم من العوائل البغدادية العريقة وانتمائهم الى عشائر عربية معروفة بمواقفها التاريخية والسياسية المشرفة ,اضافة الى وجود الكثير من المؤسسات والمراكز الدينية المشهورة . كما ان المرجعية الدينية لديها العديد من المكاتب الممثلة لها في هذه المنطقة من العاصمة بغداد . كل هذه المؤشرات لم تمنع من قيام البعض من ضعاف النفوس من المسؤولين في وزارة الداخلية بتجاوز وتخطي هذه الحقائق وطمسها عبر منح اصحاب البارات والمراقص الرخص لاقامتها وممارسة الانشطة المبتذلة فيها ,بل وحمايتها ايضا من اية اجراءات لاغلاقها ومنعها مما اسهم في ترويج الانشطة المخلة بالحياء والاخلاق ,اضافة الى تحولها الى اوكار لممارسة الرذيلة ونشر الفساد . دخول بعض المسؤولين في وزارة الداخلية من ضباط ومنتسبين لحماية هذه الاوكار الفاسدة وارتيادها ايضا ,بل وان العديد منهم من روادها وزبائنها يلحق اساءة كبيرة الى المؤسسات الامنية ويؤكد ايضا انعدام الضوابط التي تردع وتمنع هؤلاء من تشجيع الرذيلة والفساد في منطقة تعد الاكثر اهمية في العاصمة بغداد ,اضافة الى اعطاءها انطباعا سيئا وخاطئا بان الدولة ترعى هذه الانشطة وتحميها وتقدم لها الدعم والعون والحماية وكما كان يفعل المسؤولون في النظام السابق . ان بقاء هذه الملاهي في منطقة الكرادة واستمرار المسؤولين الفاسدين في وزارة الداخلية بمنحها الدعم والعون والحماية يمثل اساءة لكل العراقيين ويؤكد ايضا الحاجة لاعادة النظر في وجودها والغائها وكذلك محاسبة المتورطين من منتسبي وزارة الداخلية في هذا الملف ,اضافة الى ضرورة اعادة الشارع الى وضعه السابق المعتاد كمكان لنزهة العوائل والمرتادين والتمتع بجمال المنطقة الأخاذ والذي دفع بشاعر العرب الاكبر المرحوم محمد مهدي الجواهري الى التغزل بنهر دجلة من خلال منظره الفاتن والاخاذ من شارع ابي نؤاس . ان زمن القمع والخوف والمحسوبيات قد ولى من دون رجعة وبالتالي فان استعادة الشارع ومنطقة الكرادة لوضعها الطبيعي السابق يعد أمرا مشروعا وحقا من حقوق اهلها وهذا لن يتم الا من خلال الغاء وجود البارات والملاهي التي تسيء الى سمعة المنطقة واهلها وكشف الغطاء عن مافيا الملاهي الموجودين في وزارة الداخلية ومحاكمتهم واحالتهم الى القضاء لاساءتهم الى شرف المهنة ولدورهم في نشر قيم الرذيلة والفحشاء والتشجيع عليها عبر منح البارات والمراقص الحماية ,فضلا عن تقاضي مبالغ مالية من اصحابها نظير القيام بهذا الدور المشبوه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك