المقالات

السلوكيات والممارسات الخاطئة


احمد عبد الرحمن

مازلنا في العراق، وفي ظل التجربة الديمقراطية التي لم يتعد عمرها الزمني التسعة اعوام، نعيش جزءا غير قليل من سلوكيات وممارسات وثقافات الحقبة السابقة، وهي بلا شك سلوكيات وممارسات وثقافات خاطئة ومنحرفة، افرزت حروبا وصراعات دموية ودامية وخلفت مظاهر وظواهر تخلف وفقر وجهل وظلم وطغيان واستبداد، او بتعبير اخرى ، فوضى اجتماعية وسياسية عارمة، افصحت عن نفسها بكل وضوح بعد الاطاحة بنظام صدام في ربيع عام 2003.ولعل واحدة من ابرز واخطر تلك السلوكيات والممارسات والثقافات، السعي المحموم وراء المواقع والمناصب والامتيازات والحرص على نيلها بأي ثمن، ومن ثم الحرص بدرجة اكبر على التشبث بها وعدم التفريط بها تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الاسباب والدواعي والمبررات.أي ليس مهما الطريقة والالية التي يمكن من خلالها لشخص ما الوصول الى المنصب الفلاني، وليس مهما فيما اذا كان يمتلك المؤهلات والقدرات والكفاءات لتولي ذلك المنصب ام لا مادام سيجني من ورائه مكاسب مادية كبيرة، ويحظى بوجاهات اجتماعية ربما لايحلم بها، ويحرز نفوذا وسلطة على الاخرين تجعله في معظم الاحيان فوق القانون وخارج سياق منظومة الحراك الطبيعي المنظم للمجتمع، وكذلك ليس مهما المسالك والمسارات التي يتخذها للوصول الى اهدافه وطموحاته الخاصة.كل ذلك وربما غيره جعل المواقع والمناصب نعصر تشريفف لا تكليف، وغيب في ذات الوقت ثقافة الاستقالة والاقرار والاعتراف بالخطأ والقصور والتقصير والخلل، والبحث عن شماعات لتعليقها عليها، من اجل استمرار الاحتفاظ بالمكاسب والامتيازات وبهارج السلطة والنفوذ من دون ان يعبأ بالاثار والانعكاسات السلبية السياسية والامنية والاقتصادية والحياتية لذلك على افراد المجتمع.ولن نخطأ حينما نشير الى ان استقالة السيد عادل عبد المهدي من منصبه كنائب اول لرئيس الجمهورية لاسباب ومبررات موضوعية بعيدة كل البعد عن الحسابات الشخصية تمثل خطوة لم يسبقه لها شخص اخر يشغل موقعا رفيع المستوى في الدولة العراقية، ناهيك عن اصحاب المواقع الادنى منه ، الا اللهم استثناءات قليلة جدا جدا. ترسيخ وتكريس ثقافة الاستقالة من اجل المصالح الوطنية العليا، وللتأكيد على ان شؤون الناس ينبغي ان تحظى بالاولوية في اهتمامات اصحاب الشأن امر مهم للغاية لانجاح التجربة السياسية في العراق الجديد.

 السلوكيات والممارسات الخاطئة <BR>-------------------- <BR>احمد عبد الرحمن <BR>مازلنا في العراق، وفي ظل التجربة الديمقراطية التي لم يتعد عمرها الزمني التسعة اعوام، نعيش جزءا غير قليل من سلوكيات وممارسات وثقافات الحقبة السابقة، وهي بلا شك سلوكيات وممارسات وثقافات خاطئة ومنحرفة، افرزت حروبا وصراعات دموية ودامية وخلفت مظاهر وظواهر تخلف وفقر وجهل وظلم وطغيان واستبداد، او بتعبير اخرى ، فوضى اجتماعية وسياسية عارمة، افصحت عن نفسها بكل وضوح بعد الاطاحة بنظام صدام في ربيع عام 2003.<BR>ولعل واحدة من ابرز واخطر تلك السلوكيات والممارسات والثقافات، السعي المحموم وراء المواقع والمناصب والامتيازات والحرص على نيلها بأي ثمن، ومن ثم الحرص بدرجة اكبر على التشبث بها وعدم التفريط بها تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الاسباب والدواعي والمبررات.<BR>أي ليس مهما الطريقة والالية التي يمكن من خلالها لشخص ما الوصول الى المنصب الفلاني، وليس مهما فيما اذا كان يمتلك المؤهلات والقدرات والكفاءات لتولي ذلك المنصب ام لا مادام سيجني من ورائه مكاسب مادية كبيرة، ويحظى بوجاهات اجتماعية ربما لايحلم بها، ويحرز نفوذا وسلطة على الاخرين تجعله في معظم الاحيان فوق القانون وخارج سياق منظومة الحراك الطبيعي المنظم للمجتمع، وكذلك ليس مهما المسالك والمسارات التي يتخذها للوصول الى اهدافه وطموحاته الخاصة.<BR>كل ذلك وربما غيره جعل المواقع والمناصب نعصر تشريفف لا تكليف، وغيب في ذات الوقت ثقافة الاستقالة والاقرار والاعتراف بالخطأ والقصور والتقصير والخلل، والبحث عن شماعات لتعليقها عليها، من اجل استمرار الاحتفاظ بالمكاسب والامتيازات وبهارج السلطة والنفوذ من دون ان يعبأ بالاثار والانعكاسات السلبية السياسية والامنية والاقتصادية والحياتية لذلك على افراد المجتمع.<BR>ولن نخطأ حينما نشير الى ان استقالة السيد عادل عبد المهدي من منصبه كنائب اول لرئيس الجمهورية لاسباب ومبررات موضوعية بعيدة كل البعد عن الحسابات الشخصية تمثل خطوة لم يسبقه لها شخص اخر يشغل موقعا رفيع المستوى في الدولة العراقية، ناهيك عن اصحاب المواقع الادنى منه ، الا اللهم استثناءات قليلة جدا جدا. <BR>ترسيخ وتكريس ثقافة الاستقالة من اجل المصالح الوطنية العليا، وللتأكيد على ان شؤون الناس ينبغي ان تحظى بالاولوية في اهتمامات اصحاب الشأن امر مهم للغاية لانجاح التجربة السياسية في العراق الجديد.<BR><BR>

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك