المقالات

السلوكيات والممارسات الخاطئة

586 19:27:00 2011-07-20

احمد عبد الرحمن

مازلنا في العراق، وفي ظل التجربة الديمقراطية التي لم يتعد عمرها الزمني التسعة اعوام، نعيش جزءا غير قليل من سلوكيات وممارسات وثقافات الحقبة السابقة، وهي بلا شك سلوكيات وممارسات وثقافات خاطئة ومنحرفة، افرزت حروبا وصراعات دموية ودامية وخلفت مظاهر وظواهر تخلف وفقر وجهل وظلم وطغيان واستبداد، او بتعبير اخرى ، فوضى اجتماعية وسياسية عارمة، افصحت عن نفسها بكل وضوح بعد الاطاحة بنظام صدام في ربيع عام 2003.ولعل واحدة من ابرز واخطر تلك السلوكيات والممارسات والثقافات، السعي المحموم وراء المواقع والمناصب والامتيازات والحرص على نيلها بأي ثمن، ومن ثم الحرص بدرجة اكبر على التشبث بها وعدم التفريط بها تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الاسباب والدواعي والمبررات.أي ليس مهما الطريقة والالية التي يمكن من خلالها لشخص ما الوصول الى المنصب الفلاني، وليس مهما فيما اذا كان يمتلك المؤهلات والقدرات والكفاءات لتولي ذلك المنصب ام لا مادام سيجني من ورائه مكاسب مادية كبيرة، ويحظى بوجاهات اجتماعية ربما لايحلم بها، ويحرز نفوذا وسلطة على الاخرين تجعله في معظم الاحيان فوق القانون وخارج سياق منظومة الحراك الطبيعي المنظم للمجتمع، وكذلك ليس مهما المسالك والمسارات التي يتخذها للوصول الى اهدافه وطموحاته الخاصة.كل ذلك وربما غيره جعل المواقع والمناصب نعصر تشريفف لا تكليف، وغيب في ذات الوقت ثقافة الاستقالة والاقرار والاعتراف بالخطأ والقصور والتقصير والخلل، والبحث عن شماعات لتعليقها عليها، من اجل استمرار الاحتفاظ بالمكاسب والامتيازات وبهارج السلطة والنفوذ من دون ان يعبأ بالاثار والانعكاسات السلبية السياسية والامنية والاقتصادية والحياتية لذلك على افراد المجتمع.ولن نخطأ حينما نشير الى ان استقالة السيد عادل عبد المهدي من منصبه كنائب اول لرئيس الجمهورية لاسباب ومبررات موضوعية بعيدة كل البعد عن الحسابات الشخصية تمثل خطوة لم يسبقه لها شخص اخر يشغل موقعا رفيع المستوى في الدولة العراقية، ناهيك عن اصحاب المواقع الادنى منه ، الا اللهم استثناءات قليلة جدا جدا. ترسيخ وتكريس ثقافة الاستقالة من اجل المصالح الوطنية العليا، وللتأكيد على ان شؤون الناس ينبغي ان تحظى بالاولوية في اهتمامات اصحاب الشأن امر مهم للغاية لانجاح التجربة السياسية في العراق الجديد.

 السلوكيات والممارسات الخاطئة <BR>-------------------- <BR>احمد عبد الرحمن <BR>مازلنا في العراق، وفي ظل التجربة الديمقراطية التي لم يتعد عمرها الزمني التسعة اعوام، نعيش جزءا غير قليل من سلوكيات وممارسات وثقافات الحقبة السابقة، وهي بلا شك سلوكيات وممارسات وثقافات خاطئة ومنحرفة، افرزت حروبا وصراعات دموية ودامية وخلفت مظاهر وظواهر تخلف وفقر وجهل وظلم وطغيان واستبداد، او بتعبير اخرى ، فوضى اجتماعية وسياسية عارمة، افصحت عن نفسها بكل وضوح بعد الاطاحة بنظام صدام في ربيع عام 2003.<BR>ولعل واحدة من ابرز واخطر تلك السلوكيات والممارسات والثقافات، السعي المحموم وراء المواقع والمناصب والامتيازات والحرص على نيلها بأي ثمن، ومن ثم الحرص بدرجة اكبر على التشبث بها وعدم التفريط بها تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت الاسباب والدواعي والمبررات.<BR>أي ليس مهما الطريقة والالية التي يمكن من خلالها لشخص ما الوصول الى المنصب الفلاني، وليس مهما فيما اذا كان يمتلك المؤهلات والقدرات والكفاءات لتولي ذلك المنصب ام لا مادام سيجني من ورائه مكاسب مادية كبيرة، ويحظى بوجاهات اجتماعية ربما لايحلم بها، ويحرز نفوذا وسلطة على الاخرين تجعله في معظم الاحيان فوق القانون وخارج سياق منظومة الحراك الطبيعي المنظم للمجتمع، وكذلك ليس مهما المسالك والمسارات التي يتخذها للوصول الى اهدافه وطموحاته الخاصة.<BR>كل ذلك وربما غيره جعل المواقع والمناصب نعصر تشريفف لا تكليف، وغيب في ذات الوقت ثقافة الاستقالة والاقرار والاعتراف بالخطأ والقصور والتقصير والخلل، والبحث عن شماعات لتعليقها عليها، من اجل استمرار الاحتفاظ بالمكاسب والامتيازات وبهارج السلطة والنفوذ من دون ان يعبأ بالاثار والانعكاسات السلبية السياسية والامنية والاقتصادية والحياتية لذلك على افراد المجتمع.<BR>ولن نخطأ حينما نشير الى ان استقالة السيد عادل عبد المهدي من منصبه كنائب اول لرئيس الجمهورية لاسباب ومبررات موضوعية بعيدة كل البعد عن الحسابات الشخصية تمثل خطوة لم يسبقه لها شخص اخر يشغل موقعا رفيع المستوى في الدولة العراقية، ناهيك عن اصحاب المواقع الادنى منه ، الا اللهم استثناءات قليلة جدا جدا. <BR>ترسيخ وتكريس ثقافة الاستقالة من اجل المصالح الوطنية العليا، وللتأكيد على ان شؤون الناس ينبغي ان تحظى بالاولوية في اهتمامات اصحاب الشأن امر مهم للغاية لانجاح التجربة السياسية في العراق الجديد.<BR><BR>

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك