المقالات

حل المفوضية ليس حلا

623 01:35:00 2011-07-20

قيس السهلاوي

مفوضية الانتخابات واحدة من الهيئات المستقلة التي شرعت بقانون وأخضعت لسطة مجلس النواب من اجل ضمان حياديتها وعدم هيمنة جهة سياسية معينة عليها ,لكن حزب الدعوة الحاكم برئاسة رئيس الوزراء يخطط كما يبدو للهيمنة على المفوضية وإخضاعها لسلطته بعد نجح في الهيمنة على العديد من المؤسسات المستقلة التي تبدو مستقلة من الظاهر وخاضعة له من الباطن عبر مدراء تم تعيين واختيارهم من قبل رئيس الوزراء بشكل شخصي ومن الدائرة المقربة منه مما افقد هذه المؤسسات حياديتها ودورها المستقل .مفوضية الانتخابات تعرضت هي الاخرى لحمالة منظمة ومنسقة ومقصودة من قبل نواب الحزب الحاكم بهدف اسقاط اعضائها وسحب الثقة عنهم او حجب الثقة عن المفوضية وحلها وتشكيل مفوضية جديدة وهو ما بدا واضحا من خلال تصدي النائبة عن حزب الدعوة حنان الفتلاوي لهذه المهمة عبر تقديم وثائق خلال عملية الاستجواب يثبت وجود فساد مالي يتعلق بشراء سيارات مصفحة او انفاق مبالغ مالية اثناء الايفادات الى الخارج . هذه الخروقات التي يزعم نواب حزب الدعوة انهم اكتشفوا من خلالها فساد المفوضية وعدم نزاهة المفوضين فيها والذي لم يكن الهدف منه عملا رقابيا بحتا ,بل عملا سياسيا مقصودا يهدف الى افراغ البلاد من المفوضية ووضعها في مازق سياسي جديد ,خصوصا وان عملية تشكيل المفوضية الحالية اخذت وقتا طويلا وكادت تتسبب في تعطيل الانتخابات البرلمانية و ومجالس المحافظات . ما تم اكتشافه ليس بالامر الخطير ولا يمكن ان يكون ذريعة لحل المفوضية ,بل بالعكس فان هذه التجاوزات المالية يوجد ماهو اخطر منها بكثير في مؤسسات تابعة لرئاسة الوزراء او جهات سياسية ومؤسسات حكومية اخرى لا يتم كشف الفساد فيها لاسباب سياسية . الواقع ان رئيس الحكومة يستغل ضعف دور البرلمان الرقابي ليتدخل في قضية ليست من صلاحياته او اختصاصه عبر الحاق المؤسسات المستقلة به واستغلال نقاط الضعف الموجودة فيها او وجود سوابق او ثغرات في ماضي القائمين عليها وتوظيفها في الهيمنة على هذه المؤسسات وادارتها بشكل مباشر من قبله مما يجعل من هذه المؤسسات فاقدة لدورها المستقل وتصبح مؤسسات ضعيفة وغير قادرة على القيام بواجبها الرئيسي . ان انشاء المؤسسات المستقلة وتضمينها بنصوص واضحة في الدستور كان عملا يهدف الى تدعيم العملية السياسية ومنحها قوة عبر الفصل بين السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والرقابية ,حيث يمثل وجود هذه المؤسسات ضمانة حقيقية لعدم هيمنة اية شخصية سياسية وهيمنتها بشكل فردي على القرار السياسي في الدولة ,بل بالعكس فان سلطة رئيس الوزراء هي تنفيذية وبالتالي فانه ليست له اية صلاحية او علاقة بهذه المؤسسات المستقلة . لقد شابت عملية تشكيل هذه المؤسسات نقاط ضعف واضحة ,حيث لم يتم اختيار بعض الشخصيات فيها وفق اسس الكفاءة والمهنية ,بل تم الاختيار وفق اسس القرابة والصلات من بعض الشخصيات السياسية مما افقدها عنصرا هاما وهو ضمان استقلاليتها بشكل تام ووجود شخصيات كفوءة تديرها بشكل صحيح وبعيدا عن اية ضغوطات قد تمارس من قبل هذا الطرف او ذاك . تسييس ملف المفوضية من قبل حزب الدعوة الحاكم يمثل مخالفة دستورية واضحة بحسب المادة 61 من الدستور نصت في الفقرة ثامنا على انه لمجلس النواب، حق استجواب مسؤولي الهيئات المستقلة وفقاً للاجراءات المتعلقة بالوزراء، وله اعفاؤهم بالاغلبية المطلقة وبحسب المادة (102) من الدستور تُعد المفوضة العليا لحقوق الانسان، والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وهيئة النـزاهة، هيئاتٌ مستقلة، تخضع لرقابة مجلس النواب، وتنظم اعمالها بقانون. كما نص الفصل السادس في المادة 6الفقرة 5 لمجلس النواب اعفاء مجلس المفوضين مجتمعا او منفردا من مھامھا بالاغلبية المطلقة بعد ثبوت مخالفاتھم القانونية . حل المفوضية سيعني ادخال البلاد في مازق سياسي وسيعطل الكثير من الانتخابات المزمع اجرائها خلال الفترة القادمة ,اضافة الى انه لا توجد ضمانات بان حل المفوضية واستبدالها بهيئة مؤقتة لن تكون خاضعة لهيمنة رئيس الوزراء وسلطته كما حصل في الهيئات السابقة وبالتالي فان التجاوز على صلاحيات البرلمان والتدخل في عمله ليس صحيحا ويؤدي الى تقاطعات سياسية تطيل من عمر الازمة السياسية وتعمقها بدلا من ان تحلها .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك