المقالات

ترشيق الأفكار قبل ترشيق الحكومة

727 06:48:00 2011-07-12

خضير العواد

عندما تطرح اي فكرة يجب أن تمتاز بغيايات ومميزات يرحب بها الناس لكي تكون مقبولة من قبلهم , ففكرة الترشيق الوزاري التي ينادي بها الجميع بلا أستثناء الغاية منها كما يشاع أو يقال هو التقليل من الوزارات التي لاتمتاز بأعمال رئيسية أو مهمة أي بمعنى وزارات فائضة تكونت لأرضاء ذلك المكون أو الحزب أي تقليل المناصب الفائضة التي أرهقت ميزانية الدولة , أي التوفير المالي من ألأسباب المهمة ألتي أدت الى طرح هذه الفكرة أي المحافظة على ألأموال العامة وبالتالي يكون العائد للمواطن من خلال تحسين وأزدياد الخدمات المقدمة أو البدء بمشاريع وظيفتها خدمة المواطن , ولكن أذا لاحظنا المناصب لتي يتم ترشيقها فأن أصحابها سوف يستلمون 80% من رواتبهم , أي الترشيق يتم للمنصب أم الأموال فلا يتم عليها الترشيق إلا بنسبة 20% بل سوف يعطى لكل وزير يتم حذف وزارته 80% من راتبه مع بقاءه ساكن في نفس البيت وعدد حمايته باقي كما هو , أذن ماذا حصلنا من هذا الترشيق , اي خسرنا الأموال وبالمقابل لم نحصل على شئ سوى 20% من الرواتب , أما اذا بقيت الوزارات نعم نخسر الأموال ولكن نحصل بالمقابل على بعض الخدمات التي تسهل للمواطن بعض المعانات ,ولكن يجب أن يتم الترشيق بالشكل الصحيح هذا ما يحتاج له البلد ترشيق الوزارات مع مصادرها المالية أي على الوزير أو المسؤول أن ياخذ راتبه من وظيفته أو منصبه الجديد مهما كان وليس له علاقة بمنصبه السابق , لأن الغاية من الترشيق لايمكن الحصول عليها إلا إذا تم بالشكل الصحيح أما أذا حصل بالشكل الذي تبقى فيه جميع الإمتيازات للوزير المقال , عندها سوف تكون الغاية من هذا الترشيق ليس المعلنة عنها بل هناك هدف أخر لايعلمه إلا الذي طرح فكرة الترشيق , كأن يكون طرح هذه الفكرة غايتها أبعاد الشعب عن همومه الحقيقة وهذا ما كانت تقوم به الأنظمة الدكتاتورية كنظام صدام العفلقي الذي كان يخلق الأزمات لكي يشغل بال المواطن بأمور بعيدة كل البعد عن همومه الحقيقية كأزمات فقدان بعض المواد الغذائية في بداية الثمانينات كفقدان البيض أو الجبن او اللحم وكذلك فقدان النفط أو الغاز وغيرها من المواد , غايته الرئيسية من خلق هذه الأزمات كانت هي أشغال المواطن بأمور تافهة , أما اليوم فألامر عاد ولكن بعناوين ألطف واجمل وأكثر حداثة من السابق ولكن الهدف واحد .إن عملية أبعاد حسين سعيد من رئاسة أتحاد الكرة تطلب الأمر سنين وتعين ثلاث وزراء أمنيين لم يتم بالرغم على أنتهاء السنة الثانية من عمر البرلمان , فكم هي المدة التي تتطلبها ترشيق 15 وزارة ؟؟؟ وهكذا تستمر دورة اللعبات السياسية في العراق الغاية منها أبعاد المواطن عن التفكر بهمومه ومطالبه وحقوقه وجعله يعيش في أزمات مستمرة لكي يبقى السياسين في مناصبهم وأمتيازاتهم , فالترشيق الحقيقي يجب أن يتم على تفكير سياسينا وأن يفكروا بالمصلحة العليا للمواطن لا المصالح الشخصية أو الحزبية التي أعيّت المواطن والوطن وما يحتويه من كائنات , فألى متى يستمر السياسي العراقي يدور في هذه الحلقة المغلقة التي تملؤها الإزمات السياسية البعيدة كل البعد عن هموم الشعب بل تجعل المواطن في تخمة من الأفكار المشوشة التي تجعل نظرته للمستقبل غير واضحة مملؤة بالضبابية مما ينعكس على حياته وتصرفاته جراء القلق وعدم الأستقرار الذي يعيش فيه , لذا على النخب الساسية أو الطبقة السياسية التي خُلقت بعد صقوط الصنم أن تعي بأن الذي يجعلها تستمر في مناصبها مع حصولها على أحترام الموطنين هو توظيف أفكارها ومواقفها وأعمالها في خدمة الشعب الذي أوصلها الى هذه المراكز فهو صاحب الحق الوحيد في إبقاء أي سياسي في منصبه أو أبعاده عنه , فالقيام بالواجب أتجاه من سعى وعانا وبذل من أجل أيصال المسؤولين الى هذه المناصب يجب أن يحتل تفكير السياسي , وأن يرشق السياسي كل الأفكار التي لا تجلب للمواطن إلا الهموم والتعب وبقاء الأفكار التي تصب في خدمة المواطنين والمحافظة على المصلحة العليا للشعب لذا علينا ترشيق أفكار وعقول المسؤولين قبل ترشيق الحكومة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك