المقالات

متى تنتهي اللعبة ؟


صفي الدين الحلفي

بين فترة واخرى يحدث نزاع بين المالكي وعلاوي على خلفية مطالبة علاوي للمالكي بتفعيل ما جاء في وثيقة اربيل التي تنص على منح علاوي منصب رئيس مجلس السياسات الوطني بموجب صفقة عقدت بين الطرفين ورعاها التحالف الكردستاني . المالكي وافق في البداية على ذلك لكنه تراجع بعد ان اصبح في موقف قوي يؤهله لمواجهة علاوي بعكس الفترة التي سبقت تشكيل الحكومة وعلاوي يعتقد بان المالكي سلبه من حقه في رئاسة الحكومة بعد ان حصل على اعلى الاصوات في الانتخابات وبالتالي فان هذا المنصب من استحقاقه شاء ام ابى ابو اسراء . علاوي والمالكي الان اشبه بديوك في حلبة صراع كلاهما يرغب في اسقاط الاخر واضعافه ولكن هذا غير ممكن حاليا في ظل ممانعة اقليمية وامريكية والصراع بينهما يؤثر سلبا على الاوضاع في الشارع العراقي المضطرب اصلا ,حيث بعد كل نزاع كبير بينهما تشهد مدن العراق موجة من عمليات التفجير التي تودي بحياة العديد من المواطنين الابرياء . هذا النزاع بينهما يكشف عن عقلية سياسية عراقية ساذجة وسطحية متوارثة تقوم على التسقيط والالغاء وليس التقارب والاحتواء رغم انهما يتواجدان بمركب واحد . المالكي لا يفضل بقاء علاوي بجانبه رئيسا لمجلس سياسي يكون منافسا شرسا له ويفضل ان يكون من غير سلطات او صلاحيات وعلاوي يتشبث بهذا المنصب من اجل ان يكون له دور في المشهد السياسي العراقي حتى وان كان بسيطا . علاوي الذي رفض حضور اللقاء الاخير في منزل الطالباني وذهب الى لندن كما كان يفعل نوري السعيد ايام الحكم الملكي ,لكن من دون ان يكون للندن دور اليوم في العراق الامريكي سجل نقاطا ضده وعقد موقفه و علاوي هو الذي تنازل منذ البداية وحاول التشبث بمنصب ليس له قيمة ووزن في وجود ممانعة برلمانية قوية من جانب المالكي الذي يقدر ان علاوي سيحاول تحجيمه واضعافه وسحب البساط منه في النهاية وبالتالي سيغلق الابواب من اصولها من دون السماح بوجود ثغرة في الموضوع . عقلية الحرب السياسية التي يعيشها السياسيون في العراق تكشف عن وجود طبقة سياسية جاهلة لا تنظر ابعد من حدود المنصب او الكرسي اما التخطيط لبناء دولة عصرية وحديثة ومستقرة فغير موجود في اذهان سياسيين غير مؤهلين لادارة شؤون البلاد التي اصبحت الان مجرد حاويات للمال المهرب الى الخارج ,حيث الشركات والمؤسسات والعقارات والفنادق والمنتجعات التي حولت هؤلاء السياسيين بفضل الدعم الامريكي الى بارونات للمال المنهوب من العراق . علاوي والمالكي متشبثان بمواقفهما السياسية ولن يتنازل احدهما للاخر وسيبقى النزاع مشتعلا لفترة اطول سيكون خلالها المشهد السياسي مخضبا بنافورات الدم التي ستنزف من الابرياء من العراقيين من دون ان تنزل قطرة دمع واحدة منهما على طفل يتيم او ام مفجوعة بولدها او زوجة خسرت معيلها الوحيد ليصبح مصيرها مجهولا في المستقبل . هذا النزاع هو جزء من سلوك سياسي عرف به السياسيون العراقيون فهم لا يعرفون شيئا اسمه فن التنازل مثلما فعل براون الذي تنازل لكاميرون رغم احقيته بذلك او مسعود يلماز الذي تقاسم السلطة مع تشيلر قبل اكثر من عشرين عاما , بل مجرد خصومات معلنة وحفلات سباب وشتائم تنتهي لاحقا بمصالحات تجعل كل عراقي يشعر بالخجل امام هذه السلوكيات البشعة التي تحول البلاد واهلها الى رهائن بيد سياسيين مغامرين لا يعبئون بمصيرها ولا يسعون الى تقدمها ورفع شانها بدلا من اهدار الوقت في مراهقات سياسية تجعل المستقبل مظلما والامل غير موجود . صراع الديكة السياسي سيبقي باب الحلبة مفتوحا امام عودة ديكة اخرين للتقاتل والتناحر تاركين مشاكل البلاد ومستقبلها خلف ظهورهم حتى يبقى الديك الفائز الذي سيمضي عمره هو ايضا في النزاعات والقضاء على الخصوم في الحلبة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك