المقالات

ملاعين ... ينتظرون التقرير /

648 12:07:00 2011-06-23

حافظ آل بشارة

اجتمع رؤساء الكتل في بغداد وتفرقوا ، ولم يظهر انفراج يعتد به في الازمة السياسية ، في ختام الاجتماع اعلن الرئيس طالباني نقاط اتفاق معينة ، لكن هذه النقاط كان يدور الحديث عنها قبل انعقاد الاجتماع كتحصيل حاصل مثل وقف الحملات الاعلامية بين الخصوم والالتزام بمقررات اتفاق اربيل ومناقشة التدهور الامني وحسم ملف القوات الامريكية في العراق ، لا يحتاج التذكير بهذه الامور الى بيان رئاسي ، لكن هناك اهداف تبدو هي المطلوبة بالاصل بالمقارنة مع الازمات الظاهرة التي استخدم بعضها لصرف الانظار ، الحفاظ على مصداقية الحكومة الحالية بعد المئة يوم مطلب ملح ولا بديل له الا الفوضى والقفز في فضاء مجهول ، بل تعميق طريقة التقييم الحكومي كل مئة يوم لما فيه من كشف لمواضع الخلل في اداء الوزارات وتطويره وجعل الوزير اكثر ميدانية واكثر اهتماما بمراجعة قدرات فريقه ، الموضوع الثاني : التجديد لبقاء القوات الامريكية وهو مطلب آخر لايقل اهمية ، وحول القضية الاولى واضح ان وضع الحكومة امام استحقاقها الطبيعي وجعلها تقف في مهب الخلافات وتسييس اعمالها سيجعل استمرارها غير مضمون ، لذا تم التلويح مرارا بحكومة اغلبية سياسية او حل البرلمان او الاستقالة . هناك عنق زجاجة حتمي ، لكنه يخص الجميع ، انقاذ الحكومة معناه استمرارها في ولايتها الحالية ونسيان المراهنة على المئة يوم كوسيلة اسقاط ، ومفاجأة الناس بمئة يوم اخرى ، وتطوير جلسات الوزراء وجعلها تقليدا اعلاميا ممتازا ، هناك تصور بأن كل ذلك ممكن بشرط ان تقدم الحكومة تقريرا ايجابيا يطلب من الأمريكان التمديد لقواتهم ، التقرير له ثمن كبير ، فمن تنكسر برأسه الجرة لا يمكن ان يخرج بدون مكافأة مجزية ، قرار التمديد المفترض هو في النهاية من انتاج البرلمان لاضفاء الشرعية ، الا ان المبدع الاول في هذا الابتكار هو الحكومة ، تداول القرار داخل مجلس النواب يتيح الفرصة لمزيد من الوطنيين الاشاوس كي يعبروا عن رفضهم لبقاء قوات الاحتلال الغاشم والمناداة بالاستقلال والسيادة كاملة غير منقوصة... الخ ، وسيزداد حماس الوطنيين والوطنيات لمزيد من الصراخ عندما يرون انفسهم اقلية وان موقفهم لا يؤثر على التمديد وبالتالي لا يزعج البيت الابيض ، بطولات مجانية يمكن ان تظهر بسهولة وهي فرصة لتخوين الحكومة ، وستلاقي دعما من الامريكيين ليقولوا للعالم انهم باقون رغم انوفهم في العراق بطلب من مجلس النواب ولولا هذا الطلب لرحلوا ، والدليل على ذلك ان المخالفين لبقاءنا عبروا عن رفضهم بقوة لكنهم للاسف اقلية ولو كانوا اكثرية لتحقق انسحابنا المريح . باحث امريكي قال لاحدى الصحف الالكترونية ان القوى السياسية العراقية تفضل بالاجماع التمديد للقوات الامريكية ، واذا ظهر رفض اي طرف فهو ليس موقفه الحقيقي بل يتحرك بضغط محرج من اطراف اجنبية معادية للولايات المتحدة ، ثم قال : من يتعاطى مع الاجانب لانخاف مواقفه كثيرا وبامكاننا ان نعطيه مايريد لنتفق معه في النهاية ، سنعطيه اكثر مما يعطونه ليكون شريكا لنا وليس لهم ، هكذا يفهم الامريكيون المعادلة ، سألت صديقي النائب عن الموقف النهائي من الامريكان فقال : (ملاعين ما نبريهم الذمة ابدا) .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ياسر العنبكي
2011-06-23
لا ادري هل اصفق اعجابا وطربا لهذا المقال الاكثر من الرائع ، ام ابكي والطم لما وصلنا اليه بعد 8 سنوات من الكذبراطية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك