المقالات

بعيدا عن التسييس


احمد عبد الرحمن

الحكم القضائي الذي صدر بحق مرتكبي جريمة عرس الدجيل جاء متناسبا مع فداحة ودموية وبشاعة تلك الجريمة التي عكست في جانب منها حقيقة الجماعات الارهابية المسلحة بعناوينها المختلفة التي حاولت طيلة اعوام عدة تضليل الكثير من الناس عبر رفعها شعارات زائفة عن المقاومة والسيادة والاستقلال والوطنية، كانت بعيدة كل البعد عن منهجيات وسلوكيات واجندات تلك الجماعات ومن يقف ورائها ويدعمها ماديا ومعنويا ايا كان موقعه وعنوانه وانتماءه.واذا كان مهما جدا كجزء من منهج انصاف الضحايا هو الاسراع بتنفيذ ذلك الحكم القضائي، وعدم ادخال ملف الجريمة البشعة في متاهات الروتين الاداري والمؤسساتي، واخضاعها لمساومات وحسابات وصفقات سياسية من نوع معين، فأن الاهم في الاطار الاوسع والاشمل هو ان تعكف الجهات المعنية القضائية والتنفيذية -وزارة العدل تحديدا-على اعادة تفعيل وفتح اعداد هائلة من الملفات الجرمية التي ركنت على الرفوف، او وضعت في ادراج المكاتب، ليبقى الارهابيين والقتلة احرار وطليقين، او نزيلي السجون حيث الراحة والدعة والاسترخاء، انتظارا لفرصة الهروب، وبقاء الضحايا في اسى ولوعة والم جراء اهمالهم، وتهميش وتغييب قضاياهم.كم من القتلة والارهابيين والمجرمين امثال مرتكبي مجزرة عرس الدجيل لم تطلهم يد العدالة حتى الان، نتيجة ضعف الاجهزة والمؤسسات المعنية، او بسبب الفساد الاداري والمالي المستشري في اجهزة الدولة الامنية والقضائية والادارية، او بفعل الواقع السياسي السيء الذي غالبا ما تنعكس سلبياته على مختلف الجوانب الامنية والاقتصادية والخدمية والقضائية والتربوية والصحية، والانسانية على وجه العموم. لاشك ان اعداد القتلة والمجرمين كبير جدا، سواء من هم خلف القضبان او خارجها ، ولا يوازيه الا عدد الضحايا والمظلومين. وهذه معادلة مؤلمة ومأساوية تعكس وجود خلل كبير في التعاطي مع ملف الارهاب، وهذا امر تتحمل مسؤوليته بالدرجة الاساس السلطة القضائية ومعها السلطة التنفيذية-الحكومة، ومن الخطأ جدا ان لاتحسم ملفات الارهاب والجريمة الا وفق حسابات واعتبارات سياسية خاصة لهذا الطرف او ذاك، لان اخطر شيء هو تسييس القضاء وتسييس الجريمة، اذ ان ذلك المنهج لابد ان يؤدي الى زيادة اعداد المجرمين، وزيادة اعداد الضحايا ايضا.ومن يريد بصدق ان ينصف الضحايا، عليه ان ينزل القصاص العادل بالمجرمين قبل كل شيء.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك