المقالات

من ينصف المعلم ؟


عبد الكريم ابراهيم

في خصم التغيرات التي تعصف بالمنطقة ، اسقطت عروش ومازالت اخرى تترنح ،وتعد هذه التغيرات مؤشرات ايجابية ، ايقظت الشعوب من سباتها الشتوي وجعلتها تمارس حقها في المطالبة بالاصلاح ، واصبحت مفردة " الشعب يريد اسقاط النظام " تسري كالعدوى في المجتمعات ،وقد تكون وزارة التربية هي من المؤسسات التي تضامنت مع الشعوب العربية ورفعت هي الاخرى شعارا " التربية تريد اسقاط المعلم " من خلال بعض القرارات التي افقدت هذا الانسان هيبته وجردته من سلاحه ،فعندما يفعل قانون منع الضرب في المدارس ،اصبح المعلم الحلقة الاضعف في معادلة غريبة وعجيبة وفيها نوع من المستحيل ،حيث على هذا المسكين ان يمارس اعلى درجات ضبط النفس في صف يبلغ تعداده اكثر من ستين تلميذا (طالبا) وان يتعامل معهم كأنهم ملائكة !التوجيه والارشاد ونظريات ادارة الصف وعلم النفس وغيرها من الاساليب الجامدة هي سلاحه الوحيد ! .لونظرنا وراجعنا القوانين السماوية والوضعية ، نجد انها شرعت مبدأ الثواب وجعله في مقابله مبدأ العقاب ، وهذا الاخير يكون حدا رادعا للتجاوزات .اذا من ينصف المعلم من قوانين احادية الجانب؟، وابقته يتحمل الاهانة والاعتداء من قبل الطلبة وذويهم في مجتمع تغيرت فيه منظومة القيم الاجتماعية نحو الاسوء وسقطت صورة الملاك السماوي الى ادنى مستوياتها ، كيف يتعامل المعلم المجرد من السلاح مع مسائل كالتمرد والعصيان التي تشوب تصرفات الكثير من التلاميذ؟،حيث ان مبدأ الارشاد والنصائح تزيد من ايغال البعض في اهانة المعلم في زمن اصبحت الغالبية العظمى تؤمن بالقوة كوسيلة للاصلاح وفرض الهيبة . التربية تؤكد يوما بعد يوم على عدم استخدام العنف ضد الطلبة ولكنها لم تناقش العنف الموجه ضد المعلم وحمايته من الذين لايعرفون قيمة هذا الانسان الذي قيل عنه قديما " انه شمعة تحترق لتضيئ طريق الاخرين" .هذه الازدواجية اختزلها المثل الشعبي العراقي " كرصه لاثلمين ، باكه لاتفلين ،اكلي لما تشبعين " وهذا يعني ان تربية لاتريد سوى اسقاط المعلم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي
2011-06-14
والله كلامك صحيح ولكن لاحياة لمن تنادي حقهم مشغولين يتعاركون على الكراسي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك