المقالات

الشعوب تصنع ديكتاتورها


عماد الاخرس

عنوان المقال هو قول للمؤرخ الألماني الشهير ( كارل بروكلمان ) .والدكتاتور هو الشخص الذي يحصر كافة السلطات بيده ويمارسها حسب إرادته دون استشارة أو موافقة احد عليها .. أن يقول ولا يسمع .. أن يُبدى الرأي ويجبر الآخرين على الامتثال له والعمل به .بعد هذه المقدمة أعود لمقالي ومجريات الأحداث في يوم الجمعة المصادف 10 62011 .. حيث احتشدت في ساحة التحرير مجاميع من المواطنين العراقيين الموالين لحكومة العهد الجديد وكانت تردد شعارات مؤيده لرئيس الوزراء السيد ( المالكي ) .. وجلب انتباهي أكثرها سيادة وهو ( بالروح .. بالدم .. نفديك يا مالكي ) !!وبينما كنت اسمع هذا الهتاف عادت بى الذكرى سنين إلى الوراء ونفس الهتاف الذي كان يطلقه أمثالهم والموالين للعهد البائد وهو ( بالروح .. بالدم .. نفديك يا صدام ) !!وتذكرت حينها كيف صنع العراقيون بهتافاتهم وأهازيجهم وأغانيهم من الرئيس السابق ( صدام ) دكتاتوراً واليوم وللأسف نشهد تكرارها لصناعة ديكتاتور باسم جديد!!يتضح من ذلك بان العراقيين مصممون في العهد الجديد على إدخال مقولة ( بروكلمان ) حيز التطبيق بصناعة ديكتاتوريه جديدة و ديكتاتوراً لهم يرث دكتاتور العهد البائد! لقد تجمع صُناعْ الديكتاتوريين في ساحة التحرير وأطلقوا هتافات التمجيد والتأليه لرئيس الحكومة وهى لا تتناسب حتى مع ما ورد في رخصة التظاهرة المطالبة بإلحاق القصاص بالمجرمين منفذي جريمة عرس الدجيل !والسؤال الذي يطرح نفسه .. الم يتعظ العراقيون من النتائج المريرة لتجربه الحكم السابق بعد أن صنعوا من صدام ديكتاتوراً ؟ أما أصحاب الأفكار النيرة من مستشاري رئيس الحكومة فيتضح بأنهم على استعداد كامل ليكونوا عند حسن ظن هؤلاء الصُناعْ المتملقين الانتهازيين وتحقيق إرادتهم بتحويل ( المالكي ) إلى دكتاتور .. وهذا ما تؤكده سياسة الأجهزة الأمنية التي تسير بإمرتهم في الأشهر الأخيرة .. حيث توالت الإجراءات القمعية الواحدة تلو الآخر بِدأً من الاعتداء على اتحاد الأدباء يليها غلق مقرات الأحزاب ومحاولة إخلائها ثم اعتقال المتظاهرين بسيارات الإسعاف واتهام منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بالإرهاب .. وجميع هذه الممارسات مخالفه للدستور وتعدى صريح على المولود الحديث للعهد الجديد ( الديمقراطية ) .لقد ختم هؤلاء استشاراتهم بالتوصية باحتلال أتباعهم ساحة التحرير والاعتداء بالعصي والآلات الحادة على مجاميع أخرى من العراقيين كانت متواجدة للتظاهر في نفس الساحة .إن هذه التوصية تعنى قراءة الفاتحة على الديمقراطية والسير في خطى الديكتاتورية وإعلان رسمي لعودتها للعراق وتنصيب المالكي ديكتاتوراً لها !والتفسير الوحيد لاتخاذها هو نفاذ صبرهم من استمرار المظاهرات المطالبة بالإصلاح والقضاء على الفساد وتحسين الخدمات وعجزهم عن اتخاذ أي قرار يساعد في امتصاص تزايد الغضب الجماهيري.هنيئا لكل متظاهر خرج إلى ساحة التحرير في العاشر من حزيران للهتاف والتصفيق لرئيس الحكومة وخصوصا من مارس الضرب والاعتداء على المجاميع الأخرى من المتظاهرين العراقيين .هنيئا لهم مساعيهم ودورهم البطولي في عوده الدكتاتورية للعراق وصناعة ديكتاتور جديد لها . أخيرا أقولها للسيد المالكي .. أتمنى أن لا تسمح لأتباعك أن يصنعوا منك ديكتاتوراً لأن هذا لا يليق بنضال حزب الدعوة الذي تقوده وتضحياته الجسام!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ياسر العنبكي
2011-06-14
احسنت اخي الكاتب في واحد من اهم واقوى مقالاتك في وقت نحن فيه بامس الحاجة لمن يشخص الامور وبقول الحق بغير خوف رغم صعوبة هذا وربما استحالته احيانا لان الدكتاتورية والجلوزة والصنمية قد ضربت اطنابها منذ 2009 بصورة جلية تماما وتزداد كل يوم. وما حصل في ساحة التحرير هو بلطجة وقمع وجلوزة قامت بها الاجهزة الجلوازية ومجالس النفاق والدبج والانتهازية المعروفة على مر السنين والانظمة والتي هي نفسها اجهزة ومجالس ماقبل 2003 ويظهر ان كل ماكنا نحلم به خلال 8 سنوات كان مجرد اوهام وقصور من رمال الديمقراطية.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك