المقالات

جذور المشكلة العراقية


عادل الجبوري

 دلالات ومعان كثيرة وكبيرة انطوت عليها جولة رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي السيد عمار الحكيم يوم الجمعة الماضي في شارع الكتاب والثقافة والفكر والمطالعة.. شارع المتنبي.شيء جميل ان يخصص الزعيم والقائد السياسي جزءا من وقته المزدحم بالانشغالات والهموم السياسية، للوقوف على حقائق ومعطيات المشهد والوضع الثقافي في البلاد، سيما اذا كانت رؤيته العامة تقوم على حقيقة ان ماهو سياسي يرتبط ارتباطا وثيقا مع ما هو ثقافي، وان التداخل والتشابك فيما بينهما كبير جدا، وان الثقافة وعاء واسع تنصهر فيه مجمل فعاليات المجتمع بشرائحه وفئاته المتعددة.شيء جميل ان يذهب الزعيم والقائد الى حيث ملتقيات الثقافة والمثقين، ومنتديات الحوار والحراك الثقافي ليستمع ويشاهد ويتحدث وينقاش ويطرح رؤيته الى جانب رؤى الاخرين.مثل هذه المبادرات والخطوات من شأنها ان تكسر الحواجز بين رجال السياسة ورجال الفكر والثقافة، وتدحض الفكرة القائلة بوجود السياسي في عالم والمثقف في عالم اخر، وان نقاط الالتقاء بينهما ان لم تكن معدومة بالكامل فهي قليلة جدا.دحض هذه الفكرة المغلوطة لايتحقق الا حينما يتحرك السياسي في فضاءات الثقافة، وينشغل بالهم الثقافي بقدر انشغاله بالهم السياسي، وان يعتبر نفسه جزءا من المنظومة الثقافية بأطارها الواسع والشامل، ولاينظر الى من يتعاطى الشأن الثقافي نظرة فوقية. وان يؤمن ايمانا كاملا بأن نهضة الشعوب والامم وتقدمها وازدهارها ليس له ان يتحقق الا حينما يضطلع ارباب الفكر والثقافة بأدوراهم الحقيقية ويكون لهم الحضور الفاعل والمؤثر في ايقاع الحياة السياسية اليومية لا الانعزال والانكفاء، قصدا او قسرا.وحينما نتأمل وندقق كثيرا في واقع المشكلة العراقية الراهنة وخلفياتها التأريخية نجد بأنها مثل ما اكد السيد عمار الحكيم في احاديثه مع ارباب الفكر والثقافة بشارع المتنبي أن المشكلة الواقعية في العراق ذات جذور وخلفيات ثقافية وفكرية في أغلب الأحيان.ويمكن من هذه الحقيقة-البديهية ان ينطلق اصحاب الشأن العام في البلاد -سياسيا وثقافيا-لاصلاح الواقع من خلال توظيف الارث والتراث الثقافي والفكري الكبير للبلاد، والغنى والتنوع الذي تزخر فيه شتى جوانب العلم والمعرفة لتصحيح المسارات الخاطئة، ولفظ وابعاد القيم الثقافية والاجتماعية الدخيلة على المجتمع العراقي، وترسيخ وتكريس الصحيح.. انها مهمة صعبة وشاقة، لكنها بتوفر الارادات والنوايا الصادقة والطاقات والكفاءات الخيرة يمكن ان تكون سهلة ويسيرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك