المقالات

قرابين للتوبة السياسية /


حافظ آل بشارة

لحد الآن لم يتعامل الشارع العراقي بجدية مع قضية المئة يوم وكيف بدأت وكيف انتهت فهي لا تعني أحدا ، يراها المواطن مجرد محطة آخرى من محطات الصراع السياسي بين القوى وليس له فيها ناقة ولا جمل ، توجد فجوة بين اهتمامات الناس واهتمامات الساسة ، يقول الناس ان الحسنة الوحيدة لمعركة المئة يوم انها فتحت ابواب الحديث عن ترشيق الحكومة واختصار وزاراتها الاثنتين والاربعين ، الحكومة مترهلة متورمة فقدت رشاقتها وصحتها ، ربما يجري توظيف معطيات المئة يوم لاجل تشكيل قناعات لدى جميع القوى بضرورة اختصار عدد الوزارات ، ثم العودة الى دراسة الاسباب التي ادت الى هذا التفريخ الوزاري غير المنضبط ، هناك تطبيقات خاطئة لمفهوم الشراكة الواسعة بنيت على اساس تقاليد جديدة لم يسمع بها أحد ، عندما احترمك واريد ان أحفظ لك حقوقك السياسية اعطيك وزارة هدية مني اليك لكي لا تزعل ! والشراكة الواسعة تعني البحث عن اصغر الاحزاب واعطاءه وزارة ، الساسة الطموحون يشكلون أحزابا عاجلة وهم حول مائدة النسكافا في المنطقة الخضراء وبعد انتهاء رشف فناجينهم المحلاة يعلنون مطالبتهم بوزارة لانهم كيان وطني محترم وله تاريخ نظالي عريض ، فيأتيهم جواب الموافقة مع تهنئة اخوية ، اما الاحزاب الكبيرة فكرامتها لاتسمح لها ان ترضى بوزارة واحدة او اثنتين مادامت حصة الحزب الصغير وزارة كاملة ! بهذا الكرم الحاتمي اصبحت الحكومة قاطرة منهكة ربطوا وراءها 42 فاركون ، لا يمكن انكار حب البشر للسلطة وتنازعهم شؤونها ، ولكن هناك خطوطا حمراء تفصل بين مصالح النخبة ومصالح الشعب تراعيها حتى الحكومات الفردية ، لذا قد تثير كلمة (ترشيق) مخاوف النخبة فتراها محاولة لسلب مكاسبها التي حصلت عليها ، يجب ان لا يكون الترشيق مجرد الغاء وزارات او دمجها بل يجب ان يسبقه تصحيح ثقافة الساسة والاحزاب والناس اجمعين على نطاق واسع وتشغيل المفاهيم الدستورية الاصيلة . من هو المسؤول عن تعويد المكونات السياسية والاجتماعية على ثقافة تقاسم الوزارات ؟! الاحترام المتبادل لا يبرر اهداء وزارة لجهة او شخص ، الوزارات ملك الشعب ومن يوزعها فقد اعطى ما لا يملك الى من لا يستحق ، فلتكن احدى اهم الممنوعات تسييس الوزارات وهي دوائر خدمة وكدح للناس ، اكثر الدول تطورا اليوم اقلها وزارات ، يجب اقناع الجميع بأن مراكز السلطة والتحكم ليست منحصرة في الوزارات ، ومهما بلغ حب الترؤس ببعض الناس فيجب ان لا يصل الى مرحلة يدفع فيها الشعب الثمن ، الديمقراطية وجدت لتفعيل سلطة الشعب على البلد وليس لتوفير غطاء لسلطة الافراد والاحزاب ، ابواب التوبة مفتوحة لمن ارتكبوا ذنب تشكيل هذه الحكومة ، يجب ان تبدأ التوبة النصوح بذبح بعض الوزارات قربانا ورفع الصوت بسياسة الترشيق ياعباد الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك