المقالات

من هو المجرم الشراكة أم الشركاء أ الشعب الذي انتخب خطأ


عبدالله علي شرهان الكناني

بعد انتخابات 2010 كثر الجدل حول ماهو الأصلح بين خيارات أربع , حكومة كتلة الأغلبية النيابية , حكومة تحالف الأغلبية النيابية , حكومة المحاصصة وحكومة الشراكة الوطنية وفي البداية أود توضيح كل من هذه الخيارات حسب ما أعتقده صحيح :1- حكومة كتلة الأغلبية النيابية : وهي أن تحصل كتلة نيابية على نصف زائد واحد من مقاعد البرلمان وتتولى تشكيل الحكومة حسب رؤيتها وخياراتها المنفردة . وحسب مقتضيات الدستور .وهذا الأمر غير ممكن لعدم وجود اي قائمة حصلت على ذلك العدد من الأصوات .2- حكومة تحالف الأغلبية النيابية : وهو أن يتحالف طرفان أو أكثر للوصول الى نصف زائد واحد من المقاعد النيابية ويقوم هذا التحالف بتشكيل الحكومة بعيدا عن آراء باقي الكتل , وهو أمر لم تتمكن منه أي كتلة من الكتل الفائزة لذا فليس هو الخيار الصحيح .إضافة الى ان توزيع المناصب داخل تحالف الأغلبية قد يتبع فيه نظام المحاصصة الذي رفضه الجميع في حملاتهم الانتخابية وصبوا جام غضبهم عليه أبان الدعاية الانتخابية هاربين بذريعته من كل الأخطاء الحاصلة في المرحلة السابقة لذا فمن غير اللائق العودة لتطبيقه مجددا .3- حكومة المحاصصة : وهو أن يتم تقسيم المناصب بين كل الكتل أو عدد منها لتشكيل الحكومة ويكون على أساس حصة كل كتلة من المقاعد النيابية تقابلها حصة في المناصب الحكومية وهو نظام لم يتبقى سياسي واحد لم ينتقده ويصب عليه جام غضبه وقد حمله السياسيون مسؤولية كل إخفاقات المرحلة السابقة لذا فمن باب المصداقية مع الناخبين لا يجوز للسياسيين العودة لهذا النظام بعد تسقيطه من قبلهم .4- الخيار الرابع وهو الشراكة الوطنية : ومن مقوماتها الزهد في المناصب والرغبة في الخدمة والسعي نحو تبرئة الذمة أمام الناخب صاحب الملك الشرعي . وتتلخص أن يشترك الجميع في إدارة الحكومة كل حسب طاقته وإمكاناته وليس حسب مقاعده وأصواته فلربما وقعت الخبرة والكفاءة لدى فرد أو كتلة لم تحصل على ما يكفي من الأصوات وربما غابت تلك الخبرة والكفاءة والنزاهة عن كتلة أو فرد حصل على رقم كبير من الأصوات لذا فإن قواعد الشراكة تقضي بأن تتم الاستفادة من قدرات وخبرات الشريك بغض النظر عن حجمه الانتخابي فيفترض إن ما يؤخذ بنظر الاعتبار هو حجم الشريك في ميدان الخدمة وليس في ميدان الأصوات فقد يكون كفوءا ولكنه لايملك الإمكانية المادية لتمويل حملة انتخابية تمكنه من حصد عدد كبير من الأصوات ولكن حجم كفاءته ونزاهته كبير جدا مما يدعو الى الاعتماد عليه .ولكن الذي حصل في العراق هو التفاف على موضوع الشراكة , فبعد انصياع المعاندين والمنادين بحكومة تحالف الأغلبية النيابية وقبولهم بمبدأ الشراكة لم يرق لهم ان يطبقوه بصيغته الصحيحة التي تؤدي الى الخدمة الحقيقية ولكن ماتم تطبيقه هو محاصصة أسوأ من سابقتها . وكانت أول طرق الالتفاف على الشراكة هو طريقة توزيع المناصب على أساس النقاط الانتخابية ثم تلتها طريقة ترشيح الكتل لمرشحيها لشغل المناصب الوزارية ثم جاءت الضربة القاضية للشراكة وهي من خلال استحداث قطيع من الوزراء الفائضين عن الحاجة لترضية كتلهم وأنا هنا أتسائل إن كانت هذه هي الشراكة فكيف تكون المحاصصة ؟ .لقد أجرم الشركاء في سعيهم لإثبات الوجود من خلال المناصب ولهثهم وراء المنافع مع عدم النظر الى الهدف الحقيقي لتوليهم المناصب وهو خدمة الناس , وقد تناسوا ان ورائهم رب سيسألهم عن حلية رواتبهم ومنافعهم والتي لاسبيل لتحليلها سوى خدمة الناس . ولكن لابد لنا إن لاننسى الجريمة التي ارتكبها الشعب حين هب لينتخب على عمى ودون تدقيق ضاربا بعرض الحائط توجيهات المرجعية العليا ( يجب انتخاب الأصلح ) و ( لايجوز انتخاب القوائم التي تحتوي على أشخاص طائفيين أو من أشتهروا بالسرقة أو التقصير ) .وهناك جرم آخر أجرمه الشعب أنه نظر الى زعماء الكتل دون تشخيص ألأفراد مما أدى الى انتخاب نواب ضعفاء لايمثلون الشعب بل يمثلون زعمائهم وأولياء نعمتهم وقد تعامل الشعب العراقي مع هذه الإنتخابات بشحة وعي أدت الى تعامله مع الانتخابات البرلمانية كأنها انتخابات رئاسية وقد ساهم في ذلك تمجيد القوائم لرموز معينين بحيث اصبح القول هو انه إذا اردت فلانا لرئاسة الوزراء عليك انتخاب القائمة الفلانية وكأنهم يقننون خيارات الشعب ويحصروها في فلان أو فلان ولكن يعود الذنب على شعب لايعرف مصلحته ولايتبع تعاليم مصلحيه الذين لايبغون نفعا شخصيا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك