المقالات

بطريقتهم الخاصة.."لأمريكان" يثأر ون أيضاً


هلال بدر

إن التفجيرات الأخيرة في الأنبار وصلاح الدين من تدبير قوات الاحتلال, لأن قوات الاحتلال قرروا منذ البداية أنهم سوف يثارون لكل "شهيد"! منهم بعشرة عراقيين وكل جريح بأربعين, وهذا ما حصل ويحصل منذ قتل وحرق أربعة من الأمريكان والتمثيل بهم من قبل "صبية" مدفوعين من عناصر عصابات البعث الصدامي المجرم تحت شعارات مزيفة منها "القاعدة" و"جيش الإسلام" و "أنصار السنة" وإلخ. من تلك المجاميع التي أكثرها أو قسم منها هي صناعة قوات الاحتلال لخلط الأوراق, ولقد رأينا ما حصل بأهالي الفلوجة من قتل ودمار لا تزال آثارها إلى يومنا هذا.

إن التعرض للقوات الأميركية هنا وهناك وقتل جندي أو أكثر وإحراق "همر" ونسف مدرعة من قبل مجموعة من ما يسمون أنفسهم مقاومين أو منتمين إلى تنظيمات مختلفة أسماؤها وألوانها!! أو من قبل عائلات فقدت عزيزها, أخ أو ابن أو أب وتريد أن تأخذ الثأر من الأمريكان تحت شعار مقاومة المحتل! إن هذا النمط من المقاومة مهلك ولا نفع منه, إن من مقومات المقاومة الناجحة ضد هذه القوة الغاشمة المحترفة بما لديها من إمكانيات متعددة وهائلة لا يمكن مجابهتها بشكل منفرد أو على صعيد "عائلة" فقدت عزيز لها أو "عشيرة" قتل أو أهين رئيسها, أو وجيه تمرغت كرامته بالوحل!! تلك الأنماط من المقاومة "الشخصية"! تودي إلى التهلكة والدمار والفشل, بل الانتقام البشع من قبل قوات الاحتلال كما حصل في العمليات الأخيرة والتي قيل أن عددا من الجنود الأميركيين قتلوا أو جرحوا.. فكان انتقام قوات الاحتلال بشع وقاس في الأنبار وصلاح الدين (ولا من شاف ولا من دري) وفي نفس الوقت يمكن توظيف هذه الجرائم واستخدامها لتوسيع هوة الخصام والنزاع والكراهية بين الطوائف المختلفة, حيث تقع في مناطق تعتبر "سنية" وتعمل ماكنة المحتل الدعائية لتوحي أن الفاعلين هم من "الشيعة" الذين يريدون الانتقام من أحداث وقعت في مناطقهم في وقت سابق, وهكذا هو ديدن أعداء الشعب, كما يستغلها "الصداميون" لاتهام مَنْ يريدون تشويه مواقفهم وسمعتهم وتأجيج الصراع الطائفي والعشائري وهلم جرا يتم هذا السيناريو بشكل دقيق ولا يلفت النظر بأن قوات الاحتلال وعصاباتها وعملائها هم وراء تسعين بالمئة من التفجيرات المريعة التي تقع هنا وهناك.

ومن البساطة - لكل ذي عقل سليم- ملاحظة هذه الأحداث وتشخيصها بعد كل عملية يقع فيها قتلى من جنود الاحتلال هنا وهناك وبعد فترة "مناسبة"! نسمع بحدوث تلك الإنفجارات المدمرة والتي تحدث بأحدث الوسائل التقنية المتوفرة لدى قوات الاحتلال والتي لا توحي بأنهم هم الفاعلون.

مَنْ يريد مقاومة الاحتلال الحقيقية عليه أولاً السعي إلى إيجاد شكل من أشكال الوحدة الوطنية الخالصة بأدنى أشكالها! ونبذ العداء بين القوى المتواجدة على الساحة السياسية, والتحلي بالتسامح ونسيان الأحقاد والتفكير بأخذ الثأر من المواطن أخ المواطن في هذا الوطن, والتفكير بأخذ الثأر بشكل موحد ومنظم وتحميل كل أشكال الانتقام والثأر إلى قوات الاحتلال؛ حتى إذا كانت تلك الوحدة على صعيد قوى نصف أبناء الشعب!! وحتى إذا عارضها النصف الآخر!! فإن وحدة أي "نصف"!! ستكون مؤثرة وحاسمة ثم تحمل مسؤولية الرفض "النصف الآخر" وسيكون أبناء الشعب في نهاية المطاف مع الوحدة الوطنية لمقاومة الاحتلال .. هذا إذا أصرينا على مقاومة الاحتلال مقاومة مسلحة بالقتل والتفجير والنسف, وحتى إذا أردنا مقاومة الاحتلال بالسبل الأخرى التي يراها الآخرون فستكون وحدة الصف الوطني هي الحاسمة أيضا لتملي على المحتل مطالبها بسلام ودون إراقة دماء ولا دمار واسع.

إن نجاح مقاومة الشعوب ضد الطغاة والمستعمرين والمحتلين مثل "كوبا" و "فيتنام" و"كوريا" وأخيراً في "تونس" و"مصر" لم تتحقق لولا الوحدة الوطنية وتكاتف جميع أبناء الشعب واستطاعت قهر أقوى قوة في العالم وأعتى الطغاة.. "باتيستا" في كوبا, أميركا في "فيتنام", "حسني مبارك" في مصر, "بن علي" في تونس. كل تلك النجاحات والانتصارات كانت نتيجة الوحدة الوطنية وتآخي الشعب ونسيان الأحقاد التي خلقها المحتل والطغاة بينهم.

أما مقاومة المجاميع المتشرذمة, أما مقاومة "العائلة" المنتقمة!!, أما مقاومة "العشيرة" المتخلفة!! أما مقاومة أصحاب المصالح السياسية الخاصة.. فكلها باءت بفشل ذريع وخسائر بشعة .. بتلك النتائج التي وضعتها قوات الاحتلال بأن مقابل كل أميركي عشرة عراقيين ومقابل كل جريح أربعين جريح .. وهذا ما حصل في "الأنبار" و "صلاح الدين" ... فلا توجهوا اتهاماتكم إلى أبناء شعبكم في الشمال أو الجنوب بل وجهوا الاتهامات وحملوا المسؤوليات إلى قوات الاحتلال التي هي بالأساس مسؤولة - بموجب القانون الدولي - عن أمن المواطن في البلد الذي تحتله!! ولكنها تخرق تلك المبادئ والقيم الدولية وتفعل ما تشاء وتقتل مَنْ تشاء وبدم بارد وفي وضح النهار ولا أحد يشعر بها... بل يأتون بعد كل عملية للكشف على المكان ومدى الخراب والقتل التي خلفتهم عملياتهم الإجرامية. ومدى مطابقتها مع مخططهم المسبق, هذه هي الحقيقة ومن يفكر بغير ذلك عليه إعادة حساباته وسيرى تلك الحقيقة بأنها "حقيقة"!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الأنتفاضة_
2011-06-05
لست مدافعا عن أمريكا لاكن ياأخي تفجيرات تكريت تبنتها كلاب القاعدة وقد اعترفوا بها وبياناتهم موجود في المواقع التي تصطف مع القاعدة الأرهابية فلماذا نضع اللوم والتهمه للأمريكان لانختلف ان الأمريكان لهم الف وجه وشاركوا بطريقة او بأخرى بتأجيج الفتن في العراق لمصلحتهم لاكن عندما نرى مجرم يعترف ويقول انه فعل هذه الجريمة فلا يصح ان نتهم غيره بها.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك