المقالات

تهريب الإرهابيون والقبض على المتظاهرين !!


عماد الاخرس

قد يتصور البعض بان ما ورد في عنوان المقال هو مجرد نكته أو كلام متناقض لا معنى له.. و أقول كلا إنها حقيقة ما يجرى في عراقنا الديمقراطي الجديد !!لقد أصبح هروب الإرهابيين من السجون نهج خطير تسير عليه وقائع الأحداث في العراق الجديد وبالطبع تتحمل مسؤوليته الحكومة.. وما أُعلن عن هروب قادة القاعدة من سجون بادوش والبصرة والرصافه خير مثال على ذلك .. والمعروف عن مسؤولية هؤلاء عن أبشع جرائم القتل العشوائي والاختياري بحق المواطنين العراقيين !وبالمقابل بدأت نفس الحكومة تُمارس نهج آخر لا ديمقراطي ومخالف للدستور وهو إلقاء القبض على المتظاهرين السلميين في ساحة التحرير ومنظمات المجتمع المدني رغم أنهم لا يحملون السلاح وأغلبهم لا يعرف حتى استخدامه ولا يشكلون اى تهديد للمواطن .وفى الحقيقة لا فرق في غاية المنهجين ففي الأول قتل للشعب العراقي بينما الثاني كتم أنفاس من يصرخون لإنقاذه !! وللمزاح أقولها .. إن كلاهما أضافه جديدة للممارسة الديمقراطية الحقيقية الموجودة في العالم المتحضر وتستحق أن يحصل ساسة العراق الجُدَدْ على شهادة عليا عليهما وبتقدير امتياز !!إن تكرار هذين المنهجين وسيرهما وفق خطط مدروسة ومنظمه يؤكد مشاركة قوى ذات مناصب رفيعة في الدولة فيهما وهذا يزيد الأمر خطورة ورعب للمواطن ويعنى تراجع عن الديمقراطية وزيادة الإرهاب وتهديد بانهيار العملية السياسية . ولا غرابه من تكرارهما مادام الصراع السياسي الميكافيلى مستمراً للسيطرة على كراسي السلطة واستخدام كل الوسائل لتحقيق الغاية الأنانية في التفرد بها واحتكار منافع الدولة بكافة أنواعها وتوزيعها على الأقرباء والأعوان والأنصار من الحزب والمذهب . نعم .. لقد طال أمد تظاهرات الغضب العراقي .. ولكن هذا لا يعنى أبدا اللجوء إلى القمع واعتقال المتظاهرين للقضاء عليها بل لابد من الاستجابة لمطالب المتظاهرين الشرعية وخصوصا التي يحتاج تنفيذها إلى مجرد إصدار قرارات إصلاحية فقط بها يمكن امتصاص غضب المتظاهرين ووضع حداً طوعياً لاحتجاجهم ومنها المتمثلة في الإصلاح السياسي وأهمها ( إجراء انتخابات مجالس المحافظات و الأقضيه والنواحي وترشيق الوزارات و استبدال الوزراء الغير كفوئين أو إصدار قانون الأحزاب.. الخ ) .. وفيما يتعلق بالفساد الادارى والمالي فالأمر يتطلب سرعة التحقيق وإحالة القضايا إلى المحاكم وتنفيذ العقوبات الصارمة بحق المفسدين . أما عن مهلة المائة لليوم للسيد رئيس الوزراء فهي هروب والتفاف واضح على مطالب المتظاهرين وحصرها بالجانب الخدمي الذي هو الآخر لم يشهد اى تقدم ملموس !وأقولها للحكومة بصراحة .. إن التظاهرات ستبقى مستمرة واللجوء للقمع لن يخمدها مادام الحال باق على ما هو عليه ويؤسفنى الاعتراف بأنه يسير نحو الأسوأ !وتبقى أسئلتي المحيرة التي اطرحها هذه المرة في نهاية المقال .. ابدأها .. هل هذا هو العراق الجديد الذي كان يحلم به المناضلين الوطنيين الشرفاء ممن نالوا شرف الشهادة أو التشرد في كل بقاع العالم أو قضاء السنين في غياهب السجون أو تحمل المطاردة اليومية في عقر دارهم وأرزاقهم ؟ لماذا تخاف الحكومة من شباب يتظاهرون لا يحملون السلاح إذا كانت تمارس واجبها بحرص وكفاءة وبلا فساد بعيدا عن كل أبواب الغبن العنصرية والطائفية والمحسوبية والحزبية ؟ ماذا يعنى هذا التكرار في هروب الإرهابيين واعتقال المتظاهرون ومن المسئول ؟ وأخيرا .. هل إن تهريب الإرهابيون والقبض على المتظاهرين ممارسه ديمقراطيه محصورة بدولة العراق ؟ نطالب حكومة السيد ( المالكي ) بعدم اللجوء إلى الأساليب القمعية لإخماد المظاهرات وإطلاق سراح المتظاهرين والاعتذار الرسمي لهم وتعويضهم مادام حب العراق والخوف على العملية السياسية وتصويبها غايتهم. ونطالبها أيضا باعتقال الإرهابيين وفضح المسئولون عن تهريبهم وإصدار نتائج التحقيق للجان الروتينية التي أصبح تشكيلها يعنى التغطية على الجرائم وإخفاء أدلتها وليس كشفها وعرضها للقضاء.أخيرا أقولها .. إن الاستمرار في اعتقا ل المزيد من المتظاهرين يعنى زيادة الغضب الجماهيري وحدة التظاهرات ويوم العاشر من حزيران قريب !!!!!!!!!!!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
البغدادي
2011-06-04
اذا لم تستحي افعل ما شئت مثل او قول ينطبق على فرسام دولة القانون احفاد نوري السعيد وتلامذة صدام حسين ومقلدي بلطجية مبارك للاسف الشعارات التي يتشدقون بها تشرف اكبر راس ولكن حقيقتهم كشفت للناس المخدوعين وعرفت حقيقة السوداني والحساني والساعدي والخزاعي انهم عصابة خانعة استسلمت لطموحها وسلمت الامر بيد امن صدام الاتعسا لبديل لم يغير من اخلاق سيدو الا شعاراته واسمه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك