المقالات

تجهيز الكهرباء .. حل للازمة أم بداية لازمة اكبر..؟؟


بقلم .. رضا السيد

يبدو إن الشعب العراقي قد استبشر خيرا عندما سمع بقرار رئاسة مجلس الوزراء بتوزيع وقود المولدات ( الكاز ) على أصحاب تلك المولدات مجانا مقابل أن يتم تزويد المواطن بالكهرباء لمدة ( 12 ) ساعة يوميا . وفرض غرامات وعقوبات على كل صاحب مولدة لا يلتزم بهذا القرار الذي أعلن البيان انه سوف ينفذ اعتبارا من بداية شهر حزيران الجاري ، كما أعلنت إن سعر أمبير الكهرباء الواحد هو ( 7 ) ألاف دينار ( يابلاش ) ..؟ إن الموضوع من الناحية النظرية جيد ولا غبار عليه ولكن ما أن يتم البحث في حيثيات هذا الموضوع حتى يتبين بما لا يقبل الشك إن في الأمر مكر وحيلة أو بمعنى أدق ( انه كلمة حق يراد بها باطل ) والا ما معنى أن يقوم صاحب المولدة بتجهيز هذا العدد من الساعات وفق هذا المبلغ الذي يعتبره أصحاب المولدات قليلا قياسا بما يتم استهلاكه من الأدوات الاحتياطية والجهد الإضافي الذي لن يصب في مصلحة أصحاب المولدات وبالتالي فان المولدة الواحدة لا تكفي لتجهيز هذا العدد من الساعات . إذن فعلى صاحب المولدة أن يبادل في عمله بين مولدتين على الأقل إذا لم نقل ثلاث مولدات ، وبالتالي فان الأمر قد يزداد صعوبة ..؟ وبما إن الموضوع إجباري فاعتقد إن المسالة في طريقها إلى التعقيد أكثر . أي بمعنى أخر إن الحكومة العراقية تلعب ألان لعبة لا تعرف ما هي نهايتها ، ولا كيف سيتم التعامل معها إذا ما تفاقمت وتعقدت ..؟ فالحكومة ألان محصورة في عنق الزجاجة وخصوصا والمدة التي حددها السيد رئيس مجلس الوزراء لم يبقى لها شيء ، والشارع العراقي يعيش هذه الأيام على صفيح ساخن متزامنا مع موجة الحر الشديدة ، ومشاكل المولدات وما يمليه أصحابها على المواطن المسكين من جهة ، وعقدة الكهرباء الوطنية التي باتت هي الأخرى تشكل ربما ( القشة ) التي قد تقصم ظهر الحكومة في هذا الصيف اللاهب من جهة أخرى . الذي أريد إن أقوله إن الحكومة العراقية من خلال هذه اللعبة التي للأسف لم ترسم بدقة تريد أن تنقل المعركة بينها وبين الشعب إلى معركة بين الشعب وأصحاب المولدات وتخرج هي من الأزمة وكأنها صاحبة الفضل على الاثنين ..؟! وبالتالي ربما ستكون أنظار الشعب بعيدة عن الإخفاقات المتكررة للحكومة خلال المدة المعلن عنها ، ويمكن بعد ذلك تسويف القضية ودفعها بعيدا عن كاهل الحكومة وإظهار السيد رئيس مجلس الوزراء بأنه المنقذ لما قد يحدث من مشاكل ، فالنتائج باتت واضحة ، وعلى كل عراقي معرفتها منذ البداية ، والدليل على ذلك الإضراب الذي قام به أصحاب المولدات في النجف الاشرف ضد هذا القرار . فضلا على إن البلاد ألان تمر بأزمة وقود ( الكاز ) خانقة قد تزيد من أسعار هذه المادة إلى أضعاف سعرها الأصلي مما يزيد الطين بلة .. والأزمة تعقيدا ..! . وفي النهاية اعتقد إن القرار جاء ليضحك على الذقون البسيطة من أبناء العراق الذين كانوا يأملون أن يكون الفرج على أيدي من انتخبوهم ووضعوا الثقة فيهم ، ولكن إن حل الأزمات بأزمات اكبر هو ما سيضع الحكومة على شفا جرف هار .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عراقي1
2011-06-03
عصابة وزارة الكهرباء لم يتغيروا فكيف يمكن حل الازمة كان المفروض البدء بحل وزارة الكهرباء وتحويلها الى شركة وبالتدريج ابتداء من مديريات المشاريع لان الوزارة الان بس صرف فلوس للشركات وللرواتب والايفادات والساعات الاضافية والمشتريات والمكافئات وهكذا دون انتاج ولاتقدم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك